عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    لجان مقاومة النهود : مليشيا الدعم السريع استباحت المدينة وارتكبت جرائم قتل بدم بارد بحق مواطنين    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    جامعة ابن سينا تصدم الطلاب.. جامعات السوق الأسود والسمسرة    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    بحضور عقار.. رئيس مجلس السيادة يعتمد نتيجة امتحانات الشهادة السودانية للدفعة المؤجلة للعام 2023م    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    هجوم المليشيا علي النهود هدفه نهب وسرقة خيرات هذه المنطقة الغنية    عبد العاطي يؤكد على دعم مصر الكامل لأمن واستقرار ووحدة السودان وسلامة أراضيه    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصادق المهدي يؤيد دعوات متظاهري السودان ل "رحيل" نظام البشير .. سودانايل تنشر نص خطبة المهدي بمسجد الهجرة بودنوباوي .. المظاهرات تتواصل لليوم الثامن والثلاثين على التوالي .. الثوار يخرجون اليوم الجمعة في امدرمان ونيالا وسنجة
نشر في سودانيل يوم 25 - 01 - 2019

أيّد زعيم حزب الأمة السوداني، المعارض الصادق المهدي، دعوة المحتجين "لرحيل" الرئيس عمر البشير، حتى يتسنى إقامة نظام سياسي جديد في البلاد "خال من الاستبداد"، على حد تعبيره.
وقال المهدي في تصريحات صحفية عبر الهاتف اليوم الجمعة، إنه "لا يمكن أن تهدأ الأمور إلا بإزالة الأسباب.. وهذا يعني رحيل النظام وإقامة نظام جديد خال من الاستبداد".
وأوضح المهدي أن حزبه يعكف مع قوى سياسية على صياغة ما وصفه ب" خريطة طريق" سياسية تهدف لإقامة نظام سياسي جديد.
وقال إن هناك احتمالين نتيجة الضغط الشعبي الحاصل على الحكومة، وهما: إما أن يستجيب النظام للمطالب ويشارك في صياغة نظام سياسي جديد أو يرفض المطالب وعندها ستتحول المظاهرات لانتفاضة كبرى تؤدي إلى إسقاطه.
وأردف بالقول إن "البشير فقد الشرعية في ظل السياسات القمعية".
المصدر: أ ف ب
المظاهرات تتواصل لليوم الثامن والثلاثين على التوالي .. الثوار يخرجون اليوم الجمعة في امدرمان ونيالا وسنجة
ومن ناحية أخرى تواصلت المظاهرات المطالبة برحيل النظام لليوم الثامن والثلاثين على التوالي حيث خرجت اليوم الجمعة 25 يناير 2019م مسيرة كبيرة من مسجد الأنصار بودنوباوي بامدرمان عقب صلاة الجمعة التي أمها الامام الصادق المهدي وقد كما خرجت مسيرات ايضا في كل من حي الوادي نيالا مسقط الشهيد الطالب عبدالعظيم بابكر الذي قتل برصاص الامن في شارع الاربعين بادرمان، كما خرجت مسيرة اخرى في مدينة سنجة.
وفيما يلي تنشر سودانايل نص خطبة الامام الصادق المهدي التي تلاها اليوم في الجمعة:
بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الإمام الصادق المهدي بمسجد الهجرة بودنوباوي
الجمعة 19 جمادى الأول 1440ه الموافق 25 يناير 2019م
الخطبة الأولى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه، أما بعد-
أحبابي في الله وأخواني في الوطن العزيز
السلام عليكم ورحمة الله، أما بعد-
على طول تاريخ الإنسانية كان الظلم والفساد والاستبداد هي وقود الثورات، كما قيل:
إنك إن كلفتني ما لم أطق
ساءك ما سرك مني من خلق
غداً سوف يكون يوم ذكرى تحرير الخرطوم إيذاناً بنجاح ثورة القرن التاسع عشر الكبرى التي استنهضت همة أهل السودان ودوخت الإمبراطورية العظمى، وحتى عندما تفوق عليها السلاح الناري في كرري وصفها الإمبرياليون بمقولة لم نهزمهم ولكن دمرناهم بتفوق السلاح الناري. وقال آخر: لم تكن معركة بل كانت ساحة لإعدام أبطال.
قامت الدعوة المهدية على أركان روحية، وأشواق إصلاح إسلامية، ولكن ساهم في نجاحها انتشار الظلم والفساد والاستبداد، ما لخصته مقولة: عشرة في تربة ولا ريال في طلبة.
إن رفض الظلم والتصدي له واجب ديني كما قال تعالى: (وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ)[1]. وقال نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم: "مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا, فَلْيُغَيِّرْهُ"[2].
كانت الأمة كلها ترزح تحت ظلم وفرقة وتطلع للخلاص، لذلك جسدت الدعوة كل تطلعات أهل القبلة في زمانها كما قال الكاتب المصري النابه دكتور عبد الودود شلبي.
في عام 1999م احتفلنا في القاهرة بذكرى 26 يناير، وقلت في خطابي: احتفال بها في قلب القاهرة، صدق أو لا تصدق! كان في الحضور المؤرخ المصري الشهير يونان لبيب رزق فقام وقال: أصدق يا فلان، ففي المجتمع المصري يومئذٍ تياران معبران عن الوعي السياسي هما تيار إسلامي بقيادة الإمامين جمال الدين ومحمد عبده، وتيار وطني بقيادة العرابيين، كان التياران مرحبين بالثورة في السودان ويتمنيان أن تبلغ مصر لتحريرها من السلطان الثنائي العثماني والإمبريالي البريطاني.
دولة الثورة المهدية تكالب عليها الغزاة وقوضوها. ولكن بقيت مغروسةً في أرض السودان مستنبتة في أرضه، خالدة في معانٍ باقية، هي: إحياء الملة بصورة متبعة للشعائر مجددة في المعاملات متحررة من الاجتهادات الماضوية، بل ملتزمة بقطيعة معرفية من اجتهادات التراث على أساس "لكل وقت ومقام حال ولكل زمان وأوان رجال". ومن ثمار غرسها مولد الكيان الوطني السوداني النافي لفرقة الإثنيات والجهويات، المنادي بالعدالة الاجتماعية ونافٍ كذلك للتفاوت الطبقي وسحق المستضعفين، وغرست ثورية سودانية أصيلة في مواجهة الظلم والفساد مشبعة بالبسالة والصمود والتضحية في سبيل المباديء بصورة أدهشت العالمين، ما يبرر ويفسر النزعة الثورية السودانية في وجه الظلم والاستبداد.
ما أشبه الليلة بالبارحة. لقد عيب على بني إسرائيل أنهم (كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)[3]، وقال نبي الرحمة: "أَعْظَمِ الْجِهَادِ كَلِمَةَ عَدْلٍ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِر"[4].
وقال الحكيم التونسي:
إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَاةَ
فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَدَر
وَلا بُدَّ لِلَّيْلِ أنْ يَنْجَلِي
وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَنْكَسِر
وَمَنْ يتهيب صُعُودَ الجِبَالِ
يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَر
أحبابي
تذكروا هذه المعاني، واقتدوا بها، واستغفروا الله فإن الاستغفار خير الدعاء.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على الحبيب محمد وآله وصحبه ومن والاه، أما بعد-
انقلاب يونيو 1989م تأسس على خدعة. ومهما كانت نوايا صناعه فقد نبذ الله الذين يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا، وقال المسيح عليه السلام عن كافة الأعمال: بثمارها تعرفونها. هاؤم اقرأوا كتاب هذه الثمار: إنها فصل الجنوب، وإشعال الحروب الأهلية في جبهات جديدة في البلاد، وتطبيق تمكين حزبي عازل للآخرين ومقوض لمؤسسات الدولة الحديثة المدنية والنظامية، وتقويض دولة الرعاية الاجتماعية، وسببت إخفاقاً اقتصادياً جوع الناس، وأجبرت عشر السكان على العيش في معسكرات نزوح معتمدين على الإغاثات، وتسببت في لجوء ربع السكان لخارج الوطن، ولوثت الشعار الإسلامي بتطبيق عكس مقاصده في الكرامة والحرية والعدالة والمساواة والسلام، وفي إلحاق الأذى البالغ بسمعة الوطن ملاحقاً بالعدالة الجنائية الدولية. لذلك لم يستكن الشعب السوداني أبداً لسلطانه معبراً عن ذلك في هبات متتالية أذكر منها سبع في الأعوام 1990م، و1996م، و1998م، و2006م، و2012م، و2013، ويناير 2018م، بالإضافة لمن حملوا السلاح مقاومة للظلم.
ثورة ديسمبر 2018م جزء من رفض النظام، ولكنها امتازت بعشر صفات غير مسبوقة، هي:
أولاً: أنها انطلقت من خارج العاصمة ثم عمت القطر كله بما في ذلك العاصمة، هبت في عطبرة، وفي القضارف، والدمازين، والعبيدية، وبربر، والجزيرة أبا، وكوستي، وربك، ومدني، وقرى الجزيرة، وكسلا، وبورتسودان، والفاشر، وبابنوسة، ونيالا، وابو جبيهة، وأم روابة، والدويم، وحلفا، والأبيض، ونيالا، والمناقل، والجنينة، وسنار، ورفاعة، والضعين وغيرها من المناطق؛ بالإضافة لعاصمة السودان الرسمية الخرطوم، وعاصمة السودان الوطنية أم درمان، وثالثتهما بحري.
ثانياً: الجيل الذي نشأ في عهد هذا النظام بدا كأنه شُغل بالسفاسف من مخدرات وبفقدان الأمل في الوطن، والتعلق بطلب اللجوء للخارج. لقد أفزعتني هذه المظاهر ما دفعني لمخاطبة الجيل بكتاب "أيها الجيل". ولكن هذا الجيل من أبنائنا وبناتنا أظهر الآن حماسة وبسالة منقطعة النظير. لقد تحملوا مساويء النظام في التعليم والعطالة، وحافظوا على قوة الإرادة وبسالة الوطنية كما شب موسى عليه السلام في بلاط فرعون.
ثالثاً: برز في نهج الثوار رفضاً تاماً للعنصرية والفتنة الإثنية التي عمقها النظام.
رابعاً: أظهر التحرك الشعبي طاقات رائعة في الفنون التشكيلية والغنائية والشعر واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بكفاءة عالية.
خامساً: الهبة الشعبية هذه المرة أظهرت مثابرة استمرت حتى الآن أكثر من شهر رغم العنف الفعلي واللفظي، وما زالت العزيمة صاعدة.
سادساً: أرباب وربات البيوت أظهروا عطفاً بالغاً على أبنائنا وبناتنا المطاردين في الأحياء.
سابعاً: الأجهزة الإعلامية العربية والدولية كشفت الحقائق بصورة موضوعية ومستمرة. كما فعل كثير من الكتاب السودانيين وغيرهم. لقد جمعنا قائمة بأسماء هؤلاء الأحرار لتكريمهم إذ لم يخشوا في الحق لومة لائم.
ثامناً: الالتزام المثير للإعجاب بالأخلاق السودانية الحميدة، وتمسكهم بالسلمية في الغالب في وجه البطش الدموي ما عرى النظام وأظهر نبل الثوار ووعيهم المتقدم.
تاسعاً: كان للسودانيين في الخارج، السودانيون بلا حدود، دور مهم في التجاوب مع نهضة وطنهم. كما أن الرأي العام العالمي، ما عدا المؤلفة جيوبهم، قدر مشروعية حركة التحرير الوطني.
عاشراً: أبدت الدول ذات القيم الديمقراطية بالإجماع تأييدها لحرية التعبير السلمية، وإدانتها لقتل وحبس الذين مارسوا حقهم المشروع في التعبير السلمي.
أحبابي وأخواني
نحن نؤيد هذا التحرك الشعبي، داعين لتجنب أية مظاهر للعنف المادي واللفظي. وندين قتل الأحرار والعنف المفرط الذي مورس ضدهم، بتشجيع من فتاوى حكام باطلة وظالمة تبرر العنف والقتل واستخدام الرصاص الحي ضد مواطنين عزل. وكما قال الشاعر العراقي: القاتل من أفتى بالقتل وليس المستفتي.
بلغ عدد الشهداء حتى الآن خمسين شهيداً، والجرحى أضعاف ذلك. وبلغ عدد المحبوسين مئات من المواطنين والمواطنات. رحم الله الشهداء الذين سوف نصلي عليهم صلاة الغائب بعد الفريضة، ونسأل الله للجرحى عاجل الشفاء، ونطالب ونعمل على إطلاق سراح المعتقلين فإنهم مارسوا حقوقاً إنسانية ودستورية. ونطالب بلجنة تحقيق ذات مصداقية لا لجنة الخصم والحكم، لجنة تشرف عليها اللجنة الفنية التابعة للأمم المتحدة لتجري تحقيقاً في كل هذه الممارسات الباطشة لمعرفة الحقائق ومساءلة الجناة.
ويسأل الناس. نعم هذا التحرك حقق أهدافاً مطلوبة. وماذا بعد؟
أفيدكم بالآتي:
أولاً: لقد وقعنا مع تجمع المهنيين وآخرين ميثاق الحرية والتغيير، ووضعنا تفصيلاً للمطلوب نص ميثاق الخلاص والحرية والمواطنة، وجرت مشاورات واسعة للاتفاق على نصه، ويجري الآن عرضه على مجموعات بلغت عشرين مجموعة سياسية ومدنية ومطلبية.
ثانياً: هذه المجموعات بعد دراسة الميثاق سوف توقع عليه أمام مؤتمر صحافي دولي.
ثالثاً: بعد التوقيع على هذا الميثاق سوف ينتدب مائة شخص يمثلون المجتمع السوداني بكل مكوناته لتقديم هذا المطلب عبر المجلس الوطني.
رابعاً: يعقب ذلك تسيير مواكب يشارك فيها إضافة للشباب الثائر رموز المجتمع وقادة تكويناته السياسية والمدنية لتقديم المطالب الشعبية في العاصمة والولايات وفي سفارات السودان في الخارج. إنها مواكب حاشدة وصامتة ترفع شعارات ميثاق الخلاص والحرية والمواطنة.
خامساً: ثم يحتشد الشعب في مائة موقع داخل السودان وخارجه في اعتصامات ترفع شعارات ميثاق الخلاص ولا تتحرك.
سادساً: أهم مطالب ميثاق الخلاص: أن يرحل النظام، وأن تحل محله حكومة انتقالية قومية واجبها تحقيق السلام العادل الشامل وكفالة حقوق الإنسان والحريات، وتطبيق برنامج اقتصادي إسعافي لرفع المعاناة عن الشعب وتطبيق برامج الإصلاح البديلة، وعقد المؤتمر القومي الدستوري لكتابة دستور البلاد.
سابعاً: سوف يعلن ميثاق الخلاص هذا عندما نكمل التوقيعات، وهذا سوف يتم بأسرع ما يمكن إن شاء الله.
أيها الأحباب
في مارس 2011م بعد انفصال الجنوب وقبل اندلاع الحرب في جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق، ومع بلوغ الحرب الأهلية في دارفور عامها التاسع التقيت رئيس الجمهورية وقلت له إن الأزمات قد أحاطت بالبلاد، وأقترح أن نتفق على برنامج قومي حددت بنوده العشرة، واقترحت له أن يدعو ثمانية من قيادات البلاد ويعلن أمامهم استقالته ليعقب ذلك الاتفاق على رئيس وفاقي، وبعد ذلك سلمته الاقتراح مكتوباً. أما الآن فإن التأزم الذي يحيط بالبلاد غير مسبوق، والفرصة التاريخية متاحة له أن يجنب البلاد كافة المخاطر المتوقعة ويحقن الدماء، وأن يتنحى بشكل متفاوض عليه ما سوف يستجيب للمطالب الشعبية ويحقق السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي الكامل والاستجابة الدولية.
دعماً لهذا المطلب فإن القوى الشعبية سوف تظهر تأييدها الحاشد بصورة سلمية خالية من أية استفزازات وعنف، ولا عذر لمن يُمسك عن مواكب خلاص وطنه المحتضر.
إنني من هذا المنبر أخاطب العناصر العاقلة في النظام، وهم محاطون بإخفاقات النظام، بل ومحاصرون من أبنائهم وبناتهم داخل أسرهم أن يعملوا على التبرؤ من سفك دماء الأبرياء، والاستعداد للتفاهم مع الآخرين لتحقيق المصلحة الوطنية.
وفي نفس السياق أخاطب كافة قوى بلادنا العسكرية والنظامية ألا تستغل في سفك دماء الأبرياء فإن شرفهم المهني وحقوق المواطنة يمنعان ذلك.
وأخاطب الأشقاء في العالم العربي والإسلامي والأفريقي أن يتبينوا حقيقة المشهد السياسي السوداني لمعرفة من الظالم ومن المظلوم، وربما أقدموا على نصح الحكام فإن صديقك من صدقك لا من صدّقك.
لقد خاطبت وزراء خارجية الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن يهتموا بأحداث السودان، وأن يعلنوا تأييدهم لحرية المواطنين في التعبير السلمي عن مطالبهم وأن ينحازوا للسلام في السودان، ولمطالبنا بالتحقيق في الجرائم المرتكبة ضد الثوار.
أيها الأحباب
أقول قولي هذا وأعلم أن النظام الحاكم استهدفني أكثر من مرة: يوم الانقلاب، ثم بعد ذلك لاحقني باتهامات كيدية لاعتقالي ومحاكمتي بالإعدام ثلاث مرات. لاحقوني واستهدفوني وهم يعلمون أنني مشدود للوطن والسلام والديمقراطية وبريء من النزعة الانتقامية مما جعل كثيرين من زملائي يعيبون عليّ ذلك. وحتى إذا أفلح النظام في اغتيالي قانونياً فسوف يجدون أنفسهم في مأزق أفدح وطنياً ودولياً كما قال الإمام علي علي السلام في مشهد مماثل:
تلكم قريش تمناني لتقتلني
فلا وربك ما بروا وما ظفروا
وإن قتلوني فرهن ذمتي لهمو
بذات وثقين لا يعفو لها أثر
ختاماً، أرجو أن يستجيب الكافة لهذا المخطط السلمي.
من عيوب ثورات الربيع العربي أنها ركزت على القضاء على الحكام وأغفلت بيان البديل المنشود. نهجنا يعمل على رحيل النظام وبناء البديل القومي الديمقراطي.
قال تعالى: (وَلَوْلاَ دَفْعُ الله الناس بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأرض)[5]، وقال: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)[6].
وقال الحكيم السوداني:
لا تضق بالحياة فالسحب لا
يحجبن شمساً ولا يخفضن ومضا
إن للحق قوة ذات حدٍ
إن شباة الردى أدق وأمضى
اللهم اهدنا واهد أبناءنا وبناتنا، وارحمنا وارحم آباءنا وأمهاتنا، واجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، إن الله يأمر بالعدل والإحسان، قوموا لصلاة الفريضة تقبلها الله، آمين.
*هوامش*
[1] سورة الحج الآية رقم (78)
[2] رواه مسلم
[3] سورة المائدة الآية رقم (79)
[4] رواه الترمذي
[5] سورة البقرة الآية رقم (251)
[6] سورة التوبة الآية رقم (119)

شاهد مظاهرات اليوم الجمعة على روابط الفيديو أدناه:
https://www.facebook.com/ralsadig/videos/2214216088661025/
https://www.facebook.com/mohammed.bushara.3/videos
/1984596864981045/
https://www.facebook.com/najla.elshaikh/videos/10218628050960367/


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.