عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. لماذا يصمت الإعلام المملوك للدولة والذي يموّله المواطنون عن شباب الميدان وشباب الوطن الذين يمثلون نسبة 70% من جملة الشعب..؟! لماذا لا يزال هذا الإعلام في يد جماعة الرئيس المُقتلع المخلوع والمتآمر.. هو ونظامه؟ هذا هو موضوع الساعة وما يجري فيه غريب مريب..! وإذا صمت الإعلام الخاص..لماذا يصمت الإعلام القومي الذي يملكه الشعب مثل تلفزيون السودان وتلفزيون الخرطوم وتلفزيونات الولايات وإذاعة أم درمان وأخواتها؟ لماذا يعيشون كما كانوا في (وادي الإنقاذ الصحراوي) ولا يتحركون نحو اعتصام الشعب في ساحة القيادة العامة وشوارع وميادين العاصمة والأقاليم حيث الشباب وحيث الشعب هناك؟! لماذا لا ينقل هذا الإعلام أحداث وتساؤلات ثورة الشعب ومطلوباتها وهواجسها وأفراحها؟ ولماذا لا يسأل ويستقصي عن مجريات اللحظة.. ولماذا لا يبتدر التحقيقات الصحفية المهنية عن أسئلة الساعة: في أي سجن أو أي فندق يقيم الرئيس المخلوع؟ وأين توجد زمرته وأعوانه أصحاب المليشيات وكتائب الظل؟ ما الذي يكبّل تلفزيونيات وإذاعات الشعب ولها الآن كامل الحرية في الحركة والتعبير لتنقل على الهواء مطالب الثوار الحيوية ولتتساءل عما جرى في مسألة احتجاز رموز الإنقاذ الفاسدة المُفسدة والمسؤولة عن إفقار الوطن وعن الجرائم وإراقة الدماء واستباحة الحرمات؟ ألم يقل ذلك بيانهم الذي خلعوا به المخلوع؟! ولماذا لا تنقل منابر الإعلام وقنواته نبض الشارع واللقاءات الحيّة مع الشباب والثوار ومع أمهات الشهداء ومع مصابي وضحايا الانتهاكات الجسيمة؟ ولماذا لا يبدأ سيل الاستطلاعات المباشرة مع الشباب الثائر لنعرف ماذا يقولون؟ وماذا يريدون؟ ولماذا لا يبدأ (على التو) نشر ملفات الفساد والجرائم والفظائع السابقة التي ارتكبتها الإنقاذ، وحكاوي الثراء الباذخ الذي طال أهل المسؤولين الكبار بداية من المخلوع وحتى آخر (جربوع) استولى على مال الدولة ووظائفها وعقارها ومنقولاتها و(قروضها)؟ لماذا لا يبدأ بث برامج خبراء الوطن حول قضايا الاقتصاد وملفات الزراعة والصحة والتعليم والإدارة والتنمية ..الخ وبيان حجم الدمار الذي حاق بالسودان بسبب الإنقاذ و(مشروعها الحضاري) وجرائمها القديمة والجديدة ...وأيضاً للتداول حول وسائل وطُرق الإصلاح والعلاج..؟! لماذا لا تبدأ التحقيقات الصحفية حول (القروض الضائعة) وحول الذين تسوّروا حائط الخدمة المدنية بلا تأهيل ولا ذمة..؟ ولماذا لا يعرض الإعلام التقارير الموثقة عن الكوارث الكبرى التي وقعت في السودان منذ أن جاءت الإنقاذ ذات يوم مشؤوم أغبر؟! ماذا يجري الآن في السفارات؟ وما شأن ذلك الدبلوماسي الذي يدفع الشعب مخصصاته ومرتبه الكبير وهو يتحدث بالأمس في جلسة مجلس الأمن ويلوي عنق الحقائق وقد (ابتلع لسانه) مترافعاً عن الإنقاذ لا عن الثورة ولا عن السودان الجديد.. سودان ما بعد الإنقاذ..! لماذا يبقى هؤلاء الناس حتى الآن على رأس مؤسسات الإعلام القومية وهم من الذين وضعتهم الإنقاذ في تلك المواقع ليتحدثوا باسم المؤتمر الوطني وليس باسم السودان..! ولماذا يبقى (النادي الكاثوليكي) حتى الآن في يد الإنقاذ بعد أن سرقوه طوال ثلاثين عاماً من أهله وصادروه باسم حزبهم ذات ليل بهيم..! لماذا لا تنقل الكاميرات للناس قصور الذين جاءوا من السكن العشوائي واحتلوا الضياع في أحياء الخرطوم وبنوا فيها قلاعهم بالمال الحرام.. فمن أين لهم هذا؟ وأين تلك الكاميرات النشطة التي كانت تزور (لوردات الإنقاذ) في مساكن الدولة وهم في الاستيداع وتسرع إلى تغطية جلساتهم وحفلات أعراسهم ومواليدهم؟! لماذا لا تزور الآن كافوري ليعرف الناس من يسكن في (بيفرلي هيلز السودان) التي اقطعوها خالصة لأهلهم وقرابتهم وأصهارهم وزوجاتهم العديدات..؟! ماذا ينتظر الإعلاميون والصحفيون وهم يرون وكالة أنباء الوطن القومية تنشر الترّهات والأخبار المتكلِّسة سيراً على النهج الإنقاذي القديم بدلاً من خدمة الشعب ورفع رايات الثورة وكشف الفساد وألاعيب المكر والتآمر..! أين قنوات الدولة وفضائياتها؟ أم أنها لا تزال كما في أيام الإنقاذ الكالحة تهرب عن نقل قضايا الناس وعن حقائق الواقع بتكرار مناظر الشلالات و(معاطن الإبل) وسمر البادية وأشجار شارع النيل والأغنيات الميتة..! أين الأناشيد الثورية ولماذا غابت (نحن رفاق الشهداء) و(بلا وانجلا)..؟! هل من المحرّم عليها أن تربت على ظهر الوطن وتقول له (تلقى مرادك والفي نيتك)..؟!؟!