يقول علماء النفس عن الفوبيا أنها الخوف أو الرهبة غير العقلانية من شيء ما و في الغرب يتحدثوا كثيرا عن مصطلح الاسلاموفوبيا و الذي يدل على الخوف أو الكراهية الغير مبررة تجاه الإسلام و المسلمين و لكن أظن أن القاسم المشترك في السودان حول الكيزانفوبيا له ما يبرره قبل ان ندين حادثه قرطبة و نتحدث عن سلمية الثورة . من يتحدث عن المؤتمر الشعبي فهو يتحدث عن شريك أساسي في الإنقاذ الوطني قبل قرارات الرابع من رمضان في العام 1999 م و بالتالي مسؤول بطريقة أو بأخري عن كل الجرائم التي ارتكبت و عن الفظاعات و العنف و القمع و التعذيب و القتل و الفصل التعسفي و جلد النساء الذي صاحب حكم الإسلاميين في السودان . الغالبية الساحقة من الثوار كما تفضل الكثير انهم جيل نشأ في عهد الإنقاذ الوطني و كواحد من ترعرع في عهدهم يمكنني القول ان هذه المشاعر السلبية لم تكن تجاه الإسلاميين و إنما تجاه ممارساتهم عندما كانوا في السلطه يوم أمس و هي أزمة الإسلام السياسي أو الإاخوان المسلمين بشكل عام أي الانفصام بين الخطاب و الممارسة . ففي الوقت الذي يتحدث فيه على الحاج عن الحريات و يقول عنها ( كويسه ) بعد الحوار الوطني كان الآلاف خلف القضبان و كانت الاعتقالات و اهدار الكرامة و كان الفساد الذي يزكم الأنوف و الي حين قيام ثورة ديسمبر المباركة لم ينسحب المؤتمر الشعبي بل كان مشارك مع شريك الأمس لكي لا تغرق سفينة الإنقاذ الوطني و قطع على الحاج زيارته للخارج و عاد للفور عندما اندلعت الثورة . كنت متمنياً ان يكون اجتماع مؤتمر شوري الحزب بقرطبة لمناقشة أي مستقبل ينتظر الإسلاميين ! بدلا من أضاعه الوقت عن الإقصاء و الحديث عن اليسار لان الامر اصبح معقد في تقديري و لانهم كانوا في اختبار حقيقي يوم امس عندما كانت السلطه بين أيديهم و كانوا يتحدثون عن التمسك بالدين و الأخلاق و الفضيلة في الاعلام و كانت الممارسة على ارض الواقع غير ذلك . كثيرين من انضموا لقطار الثورة و في الثواني الأخيرة و دعموا ثورة ديسمبر المباركة و لم يكن قدوم حميدتي للخرطوم بأمر من الثوار بل كان قادما لكي لا تغرق سفينه الانقاذ و عندما ادرك انه سوف يكون في مواجهه مع الشعب خالف التعليمات و انضم للثورة في خطاب مشهود و هاهو نائب رئيس المجلس العسكري غفر له ما تاخر من فظاعات في الوقت الراهن و اكتسبت قواته شرعية ثورية لا يمكنني التكهن بمستقبل الدعم السريع بعد إحلال السلام الشامل في السودان . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.