ومما يجدر ذكره إبتداءً ان السودان يعيش مأزقاً سياسياً وأمنياً جراء الصراع الدامي الدائر الان بين قوي إعلان الحرية والتغيير، الممثل الشرعي للثورة السودانية، والمجلس العسكري الذي ادعي انحيازه للثورة في ساعات الأخيرة من سقوط الدكتاتور البغيض عمر البشير ابريل 2019. ومهما يكن من امر فانه يبدو جلياً ان السودان أمسي ضحيةً لأطماع محاور دولية (روسيا) وإقليمية ( السعودية – مصر- الإمارات العربية المتحدة ) التي تغذي هذا الصراع ،ودون ادني شك ان اطماع هذه الدول تنبئ بنتائج كارثية علي هذا الوطن الحبيب، إذا لم يتم تدارك الأمر بشكل عاجل من قبل المجتمع الدولي والإقليمي الحادب علي السلم والأمن في هذا القطر. ولعل توافد دولي وإقليمي الذي شهده السودان في الآونة الأخيرة، لربما ينقذه من هذه المأساة التي ألمت به نتيجة الهجمات الوحشية والهمجية التي تمارسها كتائب الظل و مليشيات الجنجويد من قتل وتعذيب ضد ابناء وبنات هذا الشعب. وبطبيعة الحال ان المبادرة التي قادها رئيس الوزراء الإثيوبي الدكتور ابي احمد في يونيو الماضي تعيد طرفي الصراع الي نقطة حوار وتفاوض بعد ما انسد الأفق السياسي أمامهم بسبب تعنت المجلس العسكري. وعلي ايً فان مقترح الوسيط الإثيوبي هذا يشكل حجر الزاوية للحيلولة دون مزيد من العنف وإراقة الدماء اذ انه يدعو الي الإسراع لتشكيل مجلس سيادي تكون اغلبيته مدنية وتكون رئاسته دورية، مع التزام الأطراف بمقررات اتفاق الخامس عشر مايو 2019 والذي يشير الي تكوين مجلس تشريعي من 300 عضو 67٪ لقوي اعلان الحرية والتغيير و33٪ للاحزاب السياسية الاخري. ومما سبق الذكر يمكن القول ان لرئيس الوزراء الإثيوبي الدكتور ابي احمد قصب السبق في المضي قدماً نحو محاولة إطفاء الكثير من حرائق الحروب العبثية والنزاعات في القارة الأفريقية، فهو الذي جمع بين السيد رئيس الجمهورية الفريق اول سلفاكير ميارديت ودكتور رياك مشار تينج زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة بأديس ابابا يونيو 2018 وذلك لإنهاء صفحة الحرب الاهلية في جنوب السودان.وعطفاً علي سبق الاشارة اليه ان تعنت المجلس العسكري وتماديه في رفض الحلول المطروحة يشير بشكل متناهي الوضوح الي تشبثه بالسلطة واستبداده السياسي وقد ظل ناطقه الرسمي الفريق شمس الدين الكباشي يرغي ويذبد ويكيل التهم جزافاً ضد قوي اعلان الحرية والتغيير بارتهان قراره السياسي للقوي اجنبية، بيد ان طغمة المجلس العسكري هذا هم من يقومون بقتل الشعب السوداني تتفيذا لمخططات وأجندات عرب الخليج ومصر، فمليشيات الجنجويد تحارب بالوكالة فيما عرفت بعاصفة الحزم لابادة شعب اليمن السعيد مقابل ريالات ال- سعود. وانه من سخريات القدر وتصاريف الدهر ان يجد هذا المجلس العسكري الاسلاموي السارق ،القاتل والغاصب لثورة الشعب دعماً وتأييداً من دول الإقليم في سياساته الرعناء هذه ونهجه الدكتاتوري حيث غدا اكثر قرباً الي جوبا من قوي اعلان الحرية والتغيير القائدة للثورة والتي تقدم أطروحة السودان الجديد كإطار سياسي لإعادة السودان الي منصة التاسيس .جملة القول ان زيارة عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري الي جوبا في 28 مايو 2019، وجولات مكوكية لمستشار رئيس الجمهورية للشؤون الأمنية السيد توت قلواك الي كل من الخرطوم والباهرة توكد ما لا يدع مجالاً للشك قرب الأجندات السياسية بين جوبا وهذا المجلس العسكري الذي يمثل امتداداً لنظام المؤتمر الوطني البائد في السودان. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.