الخرطوم «القدس العربي» وكالات: تكشف، أمس الأحد، المزيد من التفاصيل حول الاتفاق بين قوى «الحرية والتغيير» والمجلس العسكري في السودان. فقد أكدت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الاتفاق لم يكن ليتم لولا لقاءات سرية جمعت القادة العسكريين وقادة الاحتجاجات، مع دبلوماسيين من الولاياتالمتحدة وبريطانيا والسعودية والإمارات، في منزل رجل أعمال سوداني في الخرطوم على مدار أيام. وحسب الصحيفة حتى مجزرة فض الاعتصام في الخرطوم التي نفذها المجلس العسكري، كان السعوديون والإماراتيون يدعمون الجيش، في المقابل، أيد المسؤولون الأمريكيون والبريطانيون المحتجين وسعيهم للديمقراطية. السعودية والإمارات تراجعتا بعد المظاهرات الكبرى ضد «المجلس العسكري» والضغوط الغربية وبينت أن «سبب اهتمام السعودية والإمارات المفاجئ بجمع طرفي الصراع في السودان، يعود إلى أساليب العنف التي استخدمها الفريق محمد حمدان دقلو، المعروف ب«حميدتي»، و«ذهب فيها بعيدا» حتى بالنسبة لهاتين الدولتين اللتين تواجهان كما هائلا من الانتقاد لسلوك قواتهما في اليمن». ونقلت الصحيفة عن مسؤول غربي قوله إن «السعودية والإمارات أيقنتا أن الكثير من السودانيين قد انقلبوا على حميدتي، الأمر الذي دفعهما إلى دعم مقاربة أكثر دبلوماسية للأزمة، مع الحفاظ على موقفهما الداعم للعسكر، خصوصا في ظل وجود قوة سودانية كبيرة تقاتل إلى جانبهما في اليمن». ووفق المصدر «اجتماع الطرفين في بيت رجل الأعمال السوداني كاد ينهار بعد أن اقتحمت قوات حميدتي مكاتب المعارضة في الخرطوم، لتعود الرهانات مجددا إلى مرحلة الصفر، لكن في اليوم التالي غير عرض مذهل للقوة الشعبية دينامية المشهد». في السياق، أعرب القائم بأعمال السفارة الأمريكية في الخرطوم، ستيفن كوتيسيس، أمس الأحد، عن ترحيب بلاده بالاتفاق، مشيرا إلى أن مسألة رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب أصبحت وشيكة. إلى ذلك، دعا نائب رئيس الحركة الشعبية/ شمال، ياسر عرمان، الأحد، إلى اجتماع في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بين «قوى إعلان الحرية والتغيير» والحركات المسلحة السودانية، قبل تشكيل الحكومة الانتقالية. وقال في بيان إن الوضع الراهن «يستدعي وحدة قوى التغيير والثورة، بدءا من قوى الكفاح المسلح، وعلى رأسها الجبهة الثورية، ووحدة قوى نداء السودان، وقوى الإجماع الوطني، ووحدة قوى الحرية والتغيير بجميع مكوناتها، وفي مقدمتها تجمع المهنيين». وتابع: «كان من الأفيد أن تقبل قوى الكفاح المسلح التحدي، وتذهب لاجتماع واسع مع قوى الحرية والتغيير داخل الخرطوم، وتجري حوارا على الهواء مع الشعب ومع قواعدها، طالما أن قوى الحرية والتغيير أصبحت حاكمة، وستوقع على اتفاق (بشأن المرحلة الانتقالية مع المجلس العسكري الانتقالي)». وأردف: «على أن يتم الاجتماع قبل تشكيل الحكومة، لوضع رؤية وخريطة سياسية واضحة تجيب على الأسئلة التاريخية لإشكاليات قضايا الحكم، وكيفية الربط بين قضايا السلام والديمقراطية». واستدرك: «لكن في ظل التعقيدات الحالية، فإن الاجتماع الممكن لا بد من عقده في الخارج، وفي أديس أبابا، مقر الاتحاد الأفريقي، وبطلب رسمي من قوى الحرية والتغيير للاتحاد الأفريقي».