* لم تكتمل الثورة حتى الآن.. لكن اتفاق الثوار مع العسكر خطوة كبيرة في الطريق إلى اكتمالها، و من ثم عودة العسكر إلى ثكناتهم بعد انتخاب حكومة مدنية تؤسس لديمقراطية حقيقية يتمتع فيها جميع السودانيين بالحرية و السلام و العدالة الاجتماعية دون (دوس) أي أحد، باستثناء من (داسوا) الشعب السوداني على مدى ثلاثة عقود كارثية.. * و تكمن مشكلة عدم اكتمال الثورة في أن المجلس العسكري ترك من داسوا الشعب السوداني يسرحون و يمرحون بلا رقيب و لا حسيب.. و فتح الأبواب لذئاب و ثعالب النظام البائد يعقدون الاجتماعات التآمرية تلو الاجتماعات التآمرية (بالدس) في مكاتب الدولة و شقق مريبة في الأحياء بهدف الإطاحة بمكتسبات الثورة، على ضآلتها.. * في يقين العديد من الثوار أن المجلس العسكري نفسه جزء من الدولة العميقة.. و أنه الجزء الأكبر من المشكلة.. و من المستحيل أن يكون جزءًا من الحل في أي مرحلة من المراحل المتفق عليها.. * مسكينة هي قوى الحرية و التغيير.. كابدت من ضغوط الطابور الخامس في داخلها ما كابدت.. و عانت من مماطلات عملاء الخليج و فلول النظام ما عانت.. و أجبرتها الضغوط على الدخول في مفاوضات مباشرة مع المجلس العسكري بعد تقديم تنازلات و تنازلات.. * لقد دخلت المفاوضات المباشرة لتتفادى الخسارة الدبلوماسية إن هي رفضت دعوة الاتحاد الأفريقي/ الإثيوبي للدخول فيها.. و درءا للمجازفة بمزيد من الدماء الطاهرة إذا أصرت على عدم الدخول في المفاوضات المباشرة.. * إذا حدث و رفضت دعوة الاتحاد الأفريقي/ الإثيوبي كان الرفض سوف يكون مبررا للمجلس العسكري كي ينَفَّذَ تهديداته بتكوين حكومة تسيير أعمال لن يقبل بها أبناؤنا الثوار تحت أي ظرف.. و كان خروجهم في ثورة عارمة سيكون حتميا إذا كون العسكر حكومة على تلك الشاكلة.. و كانت أنهار من الدماء سوف تسيل على شوارع المدن و القرى في السودان بلا توقف.. * أؤكد للمجلس العسكري أن الشعب السوداني لم يعد يطيق مصفوفة كذبه الطويلة منذ تسنم السلطة.. و يبغض مماطلاته و حربائيته.. * ذلك ما يتلمسه المرء أَنَّى ذهب داخل العاصمة المثلثة على الأقل! * و من عجب أن يطالب المجلس العسكري قوى الحرية و التغيير بتوحيد الخطاب الإعلامي.. و يفسر سكان العاصمة أمر توحيد الخطاب بأمرين: إما أن يساير المجلس العسكري قوى الحرية و التغيير في قول الحقيقة لجماهير الشعب السوداني أو أن تسايره قوى الحرية و التغيير في الكذب و (اللولوة) على المواطنين.. * و من الحقائق المؤلمة أن في الاعتقاد العام إشارات إلى أن أكبر مهددات الثورة هو وجود، عناصر رخوة داخل قوى الحرية و التغيير، تدعي الحكمة و النضج السياسي و التنظيمي..و تعمل على إبطاء سرعة إيقاع خطوات الثورة و محاولة توجيهها للاتجاه المعاكس.. * إن قوى الحرية و التغيير في حالة سباحة شاقة مع التماسيح في القصر الجمهوري و خارجه! عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.