وصل وزير الخارجية الألماني هايكو ماس الثلاثاء (الثالث من سبتمبر/ أيلول 2019) إلى السودان التي تمر بمرحلة انتقالية بعد إطاحة الجيش بالرئيس عمر البشير إثر أشهر من الاحتجاجات الشعبية. وتأتي زيارة ماس بعد أن أدى أعضاء المجلس السيادي ورئيس الوزراء اليمين الدستورية لقيادة مرحلة انتقالية مدّتها 39 شهراً. فرحة عظيمة وأمل كبير للسودانيين الفرحة عظيمة، فقد اتفق الجيش والمعارضة على تشكيل حكومة انتقالية. وينص الحل الوسط، الذي تفاوض عليه الاتحاد الأفريقي، على إنشاء مجلس سيادي مكون من خمسة مدنيين وخمسة عسكريين، على أن ينتخب هؤلاء العضو الحادي عشر. ومن المفترض أن تستغرق الفترة الانتقالية مدة تزيد قليلاً عن ثلاث سنوات. وأوضح الوزير الألماني أنّه يتطلّع إلى إجراء مباحثات مع ممثّلي حركة الاحتجاج "للتعبير عن تقديره لهم". وتابع "نودّ أن يكون السودان قادراً على استغلال الفرصة التاريخية بعد سنوات من العزلة لتلقّي الدعم الضروري من المجتمع الدوليّ". وكان السفير الألماني في الخرطوم أولريش فيلهلم كلوكنر قد كشف في وقت سابق أن زيارة وزير الخارجية ماس للسودان سوف تتضمن أيضا لقاءات مع صناع الثورة في البلاد وتفقد ميدان الاعتصام. وتعهد ماس للسودان بالدعم في طريقه نحو مستقبل ديمقراطي. وقال ماس اليوم الثلاثاء خلال زيارته للعاصمة السودانية الخرطوم: "في هذه المرحلة يحتاج البلد وتحتاج القيادة السياسية الجديدة إلى دعم ألمانيا وأوروبا". تجدر الإشارة إلى أن ماس أول وزير خارجية أوروبي يزور السودان منذ الإطاحة بالبشير في نيسان/أبريل الماضي. ومن جانبها، أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل دعمها للحكومة السودانية الجديدة التي شكلها المجلس العسكري والمعارضة قبل نحو أسبوعين بقيادة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك. وكتبت ميركل في خطاب تهنئة لحمدوك "ألمانيا ستقف بجانبكم كشريك جدير بالثقة، إذا جرى العمل على تحقيق السلام الداخلي والتنمية في بلدكم وكذلك المنطقة بأكملها... أرغب في تشجيعكم على أن تكونوا جسرا لتجاوز الاختلافات الداخلية بمثابرة وحكمة، وأن تساهموا في التصالح بين كافة السودانيات والسودانيين". ويتوجه ماس مساء اليوم إلى الكونغو، حيث يتفقد مهمة "مونوسكو"، أكبر مهمة سلام للأمم المتحدة. كما يعتزم الوزير الوقوف على مكافحة وباء إيبولا المتفشي منذ نحو عام في إقليم كيفو الشمالي، الذي يقوم بزيارته، وإقليم وإتوري شرقي البلاد. ورغم كافة مساعي مكافحة الوباء، أصيب به حتى الآن أكثر من ثلاثة آلاف شخص.