أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري مباحثات مع مسؤولين سودانيين في الخرطوم، من بينهم رئيس الوزراء الجديد عبد الله حمدوك وأول وزيرة خارجية في تاريخ السودان أسماء عبد الله. كما التقى الوزير المصري الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي الذي يشرف على المرحلة الانتقالية في هذا البلد العربي الأفريقي. ووصل وزير الخارجية المصري إلى الخرطوم الاثنين، في زيارة اعتبرتها القاهرة أنها "تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون بين البلدين" خلال المرحلة الانتقالية في السودان، و"تُسهم في الوقوف على أوجه التضامن والدعم المصري في مواجهة تحديات تلك المرحلة". وكانت القاهرة حليفا قويا للمجلس العسكري الذي استولى على الحكم بعد إطاحة الجيش الرئيس السابق عمر البشير في أبريل/نيسان الماضي بعد أشهر من الاحتجاجات ضد حكمه الذي استمر 30 عاما. لكن العلاقات بين الجارين العربيين شابتها خلافات عبر الزمن بسبب نزاعات حدودية وتجارية وسياسية، ومرت من مرحلة فتور إثر الإطاحة بالرئيس المصري السابق الإسلامي محمد مرسي، رغم الجهود التي بذلها الطرفان لتجاوز الخلافات. وشكلت سيطرة مصر على مثلث حلايب وشلاتين، الواقع في منطقة حدودية مطلة على البحر الأحمر غنية بالموارد، لب الخلاف بين البلدين لعقود. وخلال حكم البشير، احتج السودان مرارا على إدارة مصر للمثلث الحدودي مؤكدا أنها جزء من أراضيه منذ استقلاله في العام 1956. وكان البشير اتهم في 2015 جهات مخابراتية مصرية بدعم المتمردين في إقليم دارفور (غرب) بمدرعات بعد هجوم شنه هؤلاء، لكن علاقة البلدين تحسنت لاحقا عقب مشاركة البشير في أكتوبر/تشرين الأول 2016 في احتفال في القاهرة في ذكرى حرب أكتوبر. وتحسنت العلاقات بين البلدين بعد أن قررت الحكومة السودانية في أكتوبر/تشرين الأول 2018 إلغاء الحظر على استيراد المنتجات الزراعية والحيوانية المصرية الذي استمر 17 شهرا، وذلك إثر تبادل البشير والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الزيارات. فرانس24/ أ ف ب