اتفقت الخرطوموالقاهرة الثلاثاء على عقد اجتماع اللجنة العليا برئاسة رئيسي البلدين في أكتوبر القادم بالخرطوم، كما اتفقا على تنسيق المواقف حول القضايا الاقليمية والدولية. الرئيس المصري التقى وزير الخارجية السوداني بالقاهرة .. الثلاثاء 29 مايو 2018 وأجرى وزير الخارجية السوداني، الدرديري محمد أحمد، الثلاثاء مباحثات في القاهرة، مع نظيره المصري سامح شكري، حول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، كما التقى الوزير السوداني، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. ووصل الدرديري الثلاثاء، إلى العاصمة المصرية القاهرة ضمن جولة تشمل إلى جانب القاهرةالرياض لعقد لقاءات ثنائية مع رصيفيه المصري والسعودي. وتعد الزيارة الأولى للدرديري الذي تم تعيينه وزيرا للخارجية ضمن تعديل واسع في حكومة الوفاق الوطني هذا الشهر. واجتمع الوزير السوداني برصيفه المصري سامح شكري واتفقا على عقد الاجتماع الرباعي القادم لوزيري الخارجية ورئيسي المخابرات في الخرطوم، وعقد اجتماع اللجنة القنصلية الثنائية المقبل بالقاهرة في غضون الشهرين القادمين، بالإضافة إلى الإعداد لعقد اللجنة العليا المشتركة على المستوى الرئاسي بين البلدين. وأعرب وزير الخارجية السوداني، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري عن تطلعه لأن تشهد المرحلة القادمة تكثيف مجالات وآليات التعاون الاقتصادي والتجاري والزراعي بالقدر الذي يرقى الى تطلعات الشعبين، مؤكدا أن مصر والسودان حريصتان على تجاوز العقبات وتعزيز الثقة بين البلدين والشعبين. وأكد الدرديري أن لقاءه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي تطرق لضرورة أن تكون العلاقة بين البلدين محكومة بضوابط وأسس تعود في النهاية للشعبين. وقال إنه تطرق مع الرئيس السيسي لضرورة إطلاع الشعبين المصري والسوداني بما يدور في الاجتماعات واللقاءات المشتركة عبر الإعلام. وأوضح الدرديري أنه نقل إلى الرئيس السيسي تحيات وتقدير الرئيس عمر البشير وحرصه على زيارة الرئيس المصري للخرطوم في أكتوبر المقبل. وأضاف "الرئيس السيسي أعطى توجيهات واضحة أنه ينبغي أن تكون العلاقات بين البلدين محكومة بضوابط وأسس تعود إلى مرجعية الشعبين واحتكامهما وارتضائهما لما بينهما من علاقة وصلات". وشدد الدرديري على أن بلاده لن تسمح لأي أزمات تعيق مسيرة العمل المشترك بين البلدين. وتابع: "عازمون على تجاوز كافة الخلافات حتى لا تكون هناك معوقات في المستقبل. ثمة اتفاقيات تحدد كيفية تعامل مصر والسودان مع مياه النيل وسد النهضة. تم قطع شوط طويل في تجاوز الخلافات التي كانت بين البلدان الثلاثة". وبين السودان ومصر عدة ملفات عالقة منها الموقف حيال سد النهضة الإثيوبي والنزاع الحدودي على مثلث حلايب المشاطئ للبحر الأحمر والذي تسيطر عليه مصر منذ 1995. وزادت حدة التوتر بين البلدين عقب شن الإعلام المصري هجوما شرسا على السودان بسبب زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ديسمبر الماضي. وقال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إن استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي، لوزير خارجية السودان، فور وصوله القاهرة، يعكس مدى العلاقة القوية بين البلدين، واستمراراً لما اتفق عليه الرئيسان السيسي والبشير بشأن تكثيف التواصل على كافة المستويات. وأكد الدرديري انه ناقش مع سامح شكري، الأوضاع في جنوب السودان وليبيا وما يحدث في المناطق ذات الاهتمام المشترك، مؤكدا أن مصر والسودان حريصتان على التنسيق والتشاور للعمل على حل المشكلات. وقال الدرديري إن العلاقة بين الشعبين المصري والسوداني يجب أن تكون خط أحمر ومنطقة مقدسة، وتابع "لا ينبغي أبداً أن يتطرق إليها الإعلام إلا بخير. نحن في حاجة إلى تنقية الأجواء الخاصة بعلاقة الشعبين". من جهته قال المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية، قريب الله خضر، في تصريح صحفي، إن مباحثات الجانبين تركزت على بحث السبل الكفيلة بتفعيل آليات التعاون الثنائي خاصة اللجنة الرباعية واللجنة العسكرية ولجان التعاون البرلماني. وأكد الاتفاق على عقد اللجنة العليا برئاسة الرئيسين "البشير والسيسي" في أكتوبر القادم بالخرطوم، مردفاً "أيضا بحث الجانبان التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية واتفقا على تنسيق مواقفهما حيال هذه القضايا".