عاهد رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك الشعب السوداني بإنتهاج الشفافية والواقعية في تقديم الخطط والبرامج .وقال إن منهجنا في العمل لن يكون مستنداً على برامج غير واقعية، وسنحرص على الشفافية والمصداقية في طرح ما أنجزناه وفيما يمكن أن ننجزه دون تزيُّد أو تعتيم، كما نتوقع ألا نكون وحدنا في تحقيق أهداف الثورة ودفع بلادنا إلى مرافئ آمنة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً." أكد حمدوك في كلمة وجهها للشعب السوداني مساء أمس الإثنين بمناسبة حلول الذكرى الخامسة والخمسون لثورة أكتوبر المجيدة أن أولويات حكومته تتمثل في تحقيق مطالب وأحلام الشعب العاجلة في إحداث الاستقرار الاقتصادي وتحقيق السلام كشروط لاستدامة الديمقراطية، مشيراً إلى أن هموم وهواجس المواطنين هي همومنا وهواجسنا لأننا نمثِّل الشعب ونحمل مسؤوليته، خاصة في قضايا غلاء الأسعار، مبيناً أن الحكومة تعمل بجد لحلها على المستويين قصير وطويل المدى، وانها على دراية تامة بمشكلة المواصلات، مؤكدا وضع مقترحات عملية لحل مشكلة المواصلات سيراها الناس مقبل الأيام. وأكد حمدوك على زيادة اهتمام الدولة بالتعليم، وأن هناك الكثير من البرامج والنشاطات سيتم تفصيلها من قبل الجهات المعنية في جانب الرسوم والبيئة التعليمية. مشدداً على أن تكليف مدراء جدد للجامعات أحد مظاهر ما بعد التغيير لتهيئة البيئة الجامعية لاستقبال الطلاب. وجدد رئيس الوزراء الاهتمام الكبير بالصحة العامة للمواطن وصحة البيئة والخدمات الطبية والصحية، مبيناً أن الفترة المقبلة ستشهد تحوّلاً مشهوداً في نوع الخدمة الطبية وجودتها وتسهيل الحصول عليها. وقال د.حمدوك " أن هناك الكثير من العوائق والعقبات تحيط بأعمال السلطة الانتقالية، وبعض هذه العقبات وُضعت عن عمد، مؤكدا العزم على تخطي هذه الصعاب مهما تعقَّدت، وعلى تجاوز هذه العوائق مهما كبُر حجمها، بفضل التماسك والتكاتف من أجل العبور". واضاف حمدوك إن عملية التغيير هي عملية مستمرة، وإن الثورة تحتاج لمجهود متعاظم لاستكمالها وتحقيق أهدافها كاملة، وعلى الحكومة والشعب السهر عليها وعلينا أن نثبت أننا لن يهدأ لنا بال حتى نصل بالثورة إلى النصر المبين. ووصف حمدوك "ثورة أكتوبر المجيدة "بأنها تعتبر نقطة انطلاق نوعية في مضمارِ الثورات الشعبية السودانية، وأنها ثوراتٌ هُزم فيها الاستبداد والقهر والقمع في كل مرة، وانتصرت قيم الحرية والديمقراطية عبر تضحياتٍ شعبيةٍ خالصة، مبيناً أن الشعب لم يضنَّ يوماً على التغيير، ودفع أثماناً غالية لأجل تحقيقه على طول خطوط التاريخ موضحاً ان هذه التضحيات وحدها كافية لعقد العزم على إطالة أمد الانتصار الآني هذا، ورعايته حتى يشتدَّ عودهُ، وحتى تصبح هذه القيم عادة ثابتة لا تُكسر باختطاف، ولا تتعطَّل بانقلابٍ أو تغيب مع انتكاس . وأضاف رئيس الوزراء أنه يجب أن تُستدام هذه القيم وتُرسَّخ جنباً إلى جنبٍ مع العدالة والإنصاف والسلام والاستقرار والنماء، مشيراً إلى أن أمر الثورات في السودان ليس صدفة، ولا الانتصارات ضرب من الحظ، ولا التضحيات جروح عابرة، منوهاً لتنوع المواكب السلمية في ديسمبر الثورة (2018)، والتي حملت الراية من هبة سبتمبر (2013)، مؤكداً أن سبتمبر كانت ذروة نضالٍ شعبيٍ تواصل لسنوات، نضال شعب حمل الأمانة جيلاً بعد جيل، فجدد أكتوبر في أبريل.