احدثت مشاركة السودان لجلسات الاممالمتحدة في دورة انعقادها السابعة والاربعين برئاسة السيد رئيس الوزراء د.عبدالله حمدوك احدثت صدى عميقا ودويا هائلا طوى الافاق والانحاء لكل بقاع الدنيا حيث شكلت تلك المشاركة عودة السودان وبقوة دفع خارقة الى حاضنة المجتمع الدولي تمثلت في عقد لقاءات ثنائية مع مؤسسات دولية وشخصيات عامة وهامة بالإضافة الى لقاء ابناء الوطن للجالية السودانية بأمريكا ليكشف كل ذلك عن وجه السودان الجديد بإطلالته المشرقة الوضيئة مع بزوغ فجر ثورة ديسمبر الاغر من عام 2018 . وفي اعتقادنا بل ويقينا منا ان زيارة السيد رئيس الوزراء الى امريكا والتي تعززت بزيارته ايضا الى فرنسا لاشك انها قد خلبت القلوب وخطفت الابصار والاضواء كي تعيد مجد سودان الغد المأمول الى عالم السياسة الآخذة بصداقة الشعوب ليلتقي الناس جميعا اخوانا في الانسانية دون تمييز للون او الجنس او العرق وماكان لهذا الوصل ان ينقطع لولا الفترة السابقة التي عاشها تحت نظام الانقاذ لثلاثة عقود من عمر الزمان . وفي غمرة اجواء زيارة امريكاوفرنسا ما هي الا ايام قلائل حتى تجئ زيارة السيدين رئيس المجلس السيادي ورئيس الوزراء للإخوة الاشقاء بالمملكة العربية السعودية ثم من بعد الى دولة الامارات العربية المتحدة . في كل هذه الرحلات والزيارات لم تفتر العزائم ولم تهن الهمم في طلب رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب . وكم كان تعاطف الاشقاء قويا وواضحا وجليا للمساعدة في ازالة اسم السودان من تلك القائمة السوداء ولعل هذا الاهتمام المتزايد قد ازداد قوة وصلابة بطلب الامين العام للأمم المتحدة اثناء انعقاد جلساتها. والمتأمل لظاهرة الارهاب يجد انها لا تخلو من اسباب لحدوثها فهي تتعدد وتختلف حسب ظروف طبيعة كل مجتمع والتي ربما تكون تعبيرا رفضا لسياسات الاقصاء والتهميش من المركز او ربما رفضا لواقع مفروض لقيم تبدو دخيلة بعض الشيء على ذلك المجتمع واحيانا تكون نوعا من الخلط المتعمد بين مفهوم الارهاب الحقيقي وطلب الحرية ونيل الاستقلال للشعوب المغلوبة على امرها ما يهمنا هنا التوضيح بان الارهاب اصبح اداة هامة من ادوات لعبة السياسة الدولية تستخدمه العديد من الدول لتحقيق اهدافها القريبة منها بل والبعيدة وهى تبرع و تتفنن في ذلك الاستخدام ... والا فما الذي جناه السودان حتى يرزح سنين عددا بتهمة رعاية الارهاب ... فهل سمعت يوما ما بان هنالك انتحاري سوداني فجر نفسه في داخل مبنى او ساحة من الساحات ؟وهل سمعتم يوما واحدا ان الخرطوم قد باتت ليلة من لياليها على اصوات التفجيرات الارهابية ؟ هذا السؤال لابد ان تكون اجابته عند سفراء دول العالم بالخرطوم .الذين يتجولون في شوارعها حتى اوقات متأخرة من الليل سيظل اعتقادنا جازما ان تهمة الارهاب وبهذه الصورة التي يتعامل معها المجتمع الدولي مع السودان لا تعدو ان تكون مجرد ذريعة ليس الا لا لصاق التهمة زورا وبهتانا .. فان كان هذا التعامل مع النظام السابق فكيف يطبق على ثورة ديسمبر المجيدة التي رفضت ذلك النظام بل عملت على ازاحته من على وجه الحياة السياسية في السودان نعود لنقول ان المتتبع لتاريخ الامم يجد ان هناك عدة اغتيالات ارهابية قد حدثت حتى في داخل الولاياتالمتحدة نفسها لعدد من زعمائها ابتداء من ابراهام لينكولن ومارتن لوثر ومرورا بمالكوم اكس وانتهاءا بجون كينيدي وفي المقابل لا نجد حتى يومنا هذا حادثة واحدة مماثلة لها من عمر السودان السياسي خلال تاريخه القديم والوسيط والحديث . وختاما نقول انه وبكل اسف ان تهمة السودان بوصفه دولة راعية للإرهاب ماهي الا الباس الباطل ثوب الحق او قل هي سياسة الكيل بمكيالين لعين الرضا التي هي عن كل عيب كليلة. يكفي السودان عزا وفخرا ان اسمه الان قد اقترن بالمحبة والاخاء والسلام وما شهادة الرئيس الفرنسي ماكرون الا دليل صدق على ما نقول حين ذكر ذلك من داخل اروقة الاممالمتحدة وكررها مرة اخرى عند زيارة د. حمدوك لفرنسا حين قال ان الثورة السودانية قد اعادت للنفوس مرة اخرى اصداء الثورة الفرنسية ..رعاك الله ياسودان حرا ابيا ودمت ملهما للشعوب المستضعفة لطلب الحرية والعدالة والسلام . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.