لم يملأ عيني لباس رئيس حكومة وطنية مثلما فعل قميص حمدوك الذي أقام عليه الدنيا، وحمدوك لا يعدم البدلة التي كان يمكنه أن يرتديها في تلك الزيارة حتى يبدو في أبهى حلة ومنظر، أو أن لديه بدلة وحيدة كانت عند المكوجي في ذلك اليوم، ولكنه إختار أن يرتدي ثياب بسيطة تناسب موضوع الزيارة وهي مقررة في الأصل لأهالي بسطاء شردتهم الحرب وجعلتهم يعيشون بمعسكرات الإيواء. والذي يؤكد هذا المعنى، ما وضح من خلال صورة فوتوغرافية ألتقطت لحمدوك في نفس الزيارة وهو يتناول وجبة الغداء، وهي وجبة من صنف واحد (ملاح) وضع على قدح يشبه (طشت الغسيل) إلتف حوله حمدوك مع آخرين ليس بينهم وجه معروف. النشاز الذي حدث، كان من الذي قام بترتيب تشريفات إستقبال حمدوك بقرقول الشرف، وليس النشاز في القميص الذي أغضب من نظموا تلك التشريفات.