كنت أنظر إليك، من وراء الفراغ الكبير كنت أنظر إليك، من وراء عتمة الليل الطويل كنت أشفق عليك، من حرارة الطقس وكثافة الغبار ، أن يتسلل إلى بحر عينيك ممتزجاً بالعرق المنسكب كالمطر فوق وجنتيك كأنه يروي عطش السنين المرة الطافح في شفتيك رغم خطى الزمن الوئيدة ظللتي واقفة كأشجار الأبنوس ظللتي تكفكفين دموعك في وسط مظاهر الفرح العاري كنت تحتقرين في قرارة نفسك كل مظاهر الفرح الكاذبة كل ما أعترتنا غيمة حزن تذكرينا بالذكريات الجميلة يوما كنا ننسج من خيوط الشفق أحلى القصائد للصباحات البريئة على مرافيء النيل مطرزة باحلامنا الكبيرة لا تستعجلي يا حبيبتى دعيني أرتدي معطفي الطقس هنا محاصر بالريح والبرد والأمطار والأطفال هناك يبحثون عن لقمة العيش في الدروب المقفرة يسائلون أنجما بعيدة المدار عن لؤلؤة أضاعها بحار بحار لا يجيد الإبحار لؤلؤة هزت كف بحرنا لؤلؤة غيرت مجرى الأنهار لؤلؤة غيرت مجرى حياتنا صبراً يا حبيبتي فأنا قادم إليك لنزرع معا حقول الكبرياء في كل بيت في كل شارع ونزيل الغبار عن أساور النهار فيزهر المطر في أرض الأستواء ونزرع الشموس من جديد لينام في ظلالها الأطفال ونضع حداً للحريق. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. ///////////////