أصدرت الهيئة القومية للغابات بياناً توضيحياً حول حادث غرق فتيات أبو رخم بالقضارف والاعتداء على فريق العمل التابع لها من قبل المواطنين وفيما يلي تورد (smc) نص البيان: تناولت بعض الوسائط الإعلامية حادثة غرق فتيات أبو رخم بكثير من التجني على هيئة الغابات وعامليها وتحريض الرأي العام وتأليبه عليها وعليهم، ولذلك تجد الهيئة نفسها مضطرة لإصدار هذا البيان التوضيحي حول حقيقة هذه الحادثة وملابساتها في وقت تقف فيه مواسية مواطني منطقة أبو رخم في مصابهم، وتتضرع إلى الله العلي القدير أن يتقبل الفتيات الفقيدات ويلهم آلهن وذويهن الصبر، ويأجرهم في مصيبتهم ويبدلهم خيراً. عقب وقوع الحادث، عقد مجلس إدارة الهيئة القومية للغابات اجتماعاً طارئاً، تناول فيه ملابسات الحادث، وشكل لجنة للقيام بواجب العزاء وتقصي الحقائق برئاسة أحد أعضاء المجلس وعضوية ممثلين من ولاية القضارف، وهيئة البحوث الزراعية، ومستشارين قانونيين، وآخرين. وقد توصلت اللجنة للحقائق التالية: •عند مرور أحد فرق حماية غابات القضارف أثناء أداء حملاتهم الروتينية في تمام الساعة 7:30 من صبيحة الأربعاء 12/10/2011م شاهدوا في الجزء الشمالي الشرقي من غابة متو ثمان فتيات يقمن بقطع الأشجار. وقام الفريق الذي كان يرافقه شرطي غير مسلح بتوقيف الفتيات الثماني اللاتي إلتقى بهن وحملهن مع فؤوسهن إضافة إلي 15 فأساً أخرى كانت ملقاة علي الأرض، على اللوري وعند تحركه متجهاً إلي قسم شرطة أبورخم أشارت إحدى الفتيات بأن هنالك فتاة تغرق في ترعة المشروع المجاور فسارع حارس الغابات توفيق محمد رابح (من أبناء المنطقة ومن أقرباء الفتاة) المرافق للفريق لإنقاذها، وتم إلحاقها بالمجموعة التي كانت باللوري الذي تحرك إلى قسم شرطة أبورخم لتسليم الفتيات للشرطة بهدف إثبات تعدي الفتيات علي الغابة للجنة الشعبية والمواطنين. عندئذ حضر المواطن نجم الدين والد الفتاة التي تم إنقاذها من الغرق لاستلامها. فطلب فريق الغابات عرضها علي الطبيب للتأكد من سلامتها الا أنه أكد أنها بخير وتسلمها على مسئوليته بعد إكمال الإجراءات لدى شرطة القسم وتدوين أسماء الفتيات المحتجزات لإخطار ذويهن بواسطة اللجنة الشعبية للحضور لتسلمهن. وقبل خروج العربة بفريق الغابات من مركز الشرطة بلغها وبلغ الفريق نبأ غرق بعض من الفتيات اللائي كن يحتطبن –واللائي تبين أن عددهن كان يتراوح ما بين 150 و 200- في الترعة عند رؤية عربة الغابات للهروب سباحة للجانب الآخر كعادتهن. عندها بدأ تجمهر المواطنين في مركز الشرطة التي أدخلت فريق الغابات في قطية تخصه لتأمينهم. وعند وصول أولى الجثامين اندفع المواطنون للاعتداء علي الفريق داخل القطية وضربوا حارس الغابات هارون عبد الكريم بساطور في الرأس استدعت معالجته تسع غرز، كما أصابوا بقية أفراد الفريق بإصابات مختلفة قبل أن تتمكن الشرطة من سحبهم إلى كبسولة داخل القسم لتأمين حياتهم. ثم قام التجمع بحرق القطيه والعربة ومنزل مفتش الغابات (كرنك) وتهشيم جرار والكبسولة التي كان بها المصابون الذين أجلوا إلى مدينة الفاو بعد وصول إمدادات شرطية من الحواتة والفاو والقضارف، وقد تم التحفظ على أفراد الفريق بقسم شرطة الفاو بعد تلقيهم للإسعافات اللازمة. وأفاد معتمد محلية المفازة ومدير شرطة قسم محلية المفازة أن التقرير الطبي أكد أن سبب وفاة الفتيات ناتج عن الغرق ولا توجد أية آثار اعتداء على أجسادهن. لقيت لجنة تقصي الحقائق والعزاء ترحيباً وتقديراً من ذوي الضحايا. وشاركت أسرة غابات ولاية القضارف في تشييع الجثامين ولازمت فراش العزاء. • علم فريق التقصي أن الغابات المحجوزة بالقسم الشمالي لدائرة غابات الحواتة (منطقة أبو رخم) تتعرض لهجمة شرسة من قبل أهالي المنطقة وعلي وجه الخصوص بواسطة النساء اللاتي يقمن بقطع الأشجار والاعتداء علي الغابات بصورة مستمرة منذ فتره طويلة، وتلاحظ وجود ظاهرة كمائن منزلية بالمنطقة للمتاجرة بالفحم والحطب في سوق الثلاثاء بأبو رخم. علماً بأن أسس سياسة الغابات وقانونها وأوامر حجزها تسمح للمواطنين بجمع الحطب الساقط والفروع اليابسة والثمار والأعشاب على أرضية الغابة شريطة عدم قطع الأشجار الخضراء. وعلم فريق التقصي أيضاً أنه نسبة لتكرار الاعتداءات على غابة متو المحجوزة سبق أن أخطرت إدارة الغابات بمنطقة أبورخم رئيس اللجنة الشعبية بالمنطقة (السيد/ كمال صديق علي) بأن هنالك قطع للغابة بصورة مستمرة وطلبت منه المساعدة علي إيقاف هذا التعدي الذي يتم بواسطة النساء. وقام السيد/ رئيس اللجنة الشعبية بنقل شكوى إدارة الغابات للأهالي في المسجد وطلب منهم القيام بواجبهم نحو حماية الغابة وإيقاف هذا التعدي. ولكن الأهالي قالوا بأنه ليست لديهم نساء يقمن بالاعتداء علي الغابة وطلبوا من أجهزة الغابات القيام بواجبها واتخاذ الإجراءات القانونية ضد كل من يثبت تورطه بالاعتداء علي الغابة. تلك هي الحقائق التي توصلت إليها لجنة التحقيق عن الظروف التي اكتنفت الحادث مما يختلف جذرياً عما أوردته الصحف عن الحادث. وتود هيئة الغابات أن تبين أنها ستواصل جهودها -بالتنسيق مع سلطات ولاية القضارف والمنظمات الطوعية والدولية- لدراسة مشكلة غابة متو وغيرها من الغابات ذات الظروف المشابهة وتوفيق الأوضاع فيها. وتأمل الهيئة في تعاون الجميع، وعلى رأسهم وسائل الإعلام، على تدارك وتفادي مضار الحملات الصحفية التي تناولت هذه الحادثة، والتي بنيت على معلومات مغلوطة، لا تساعد على تنوير المواطن بحقيقة ما حدث، ولا تحثه على ضرورة محاربة مسببات التصحر والزحف الصحراوي والجفاف وتذبذب الأمطار وتهديد الإنتاجية الزراعية وعدم استدامة عطاء الموارد الطبيعية والتي هي النتيجة الطبيعية للقطع الجائر للأشجار، وذلك إضافة إلى تثبيط همم موظفي الخدمة المدنية عن أداء واجباتهم وتمسكهم بالعمل المؤسسي وسيادة القانون في العمل العام مخافة تجني السلطة الرابعة. إعلام الهيئة القومية للغابات بأمر مجلس الإدارة