وفي خِضَم هذا الجَّو الذي كانت تفيض فيه روحُ الثورة، و يملؤه عبقُ الموج، و تُشكِّل ملامحَهُ عزيمة لا تلين من جميع الحيوانات، وإصرار على التخلُّص، نهائيَّاً وللأبدْ، من سلطةِ العرين، و وإنهاء سَطوة فصيلة الأُسُود الهازلة وإسقاط حُكم اللبوة، كان لا بُد من ضَربةِ بداية... أي بداية! و قد إقترحت ملكاتُ النحلِ القاطِنة في شُجيرات جبل النَّار، برؤيةٍ ثاقبةٍ، أن ينتظِم طنينُ الكرامةِ في أنحاء الغابة، لمدة يومين، ويعم جميع أرجائها. ونادت ملكاتُ النحل الحيواناتِ الأُخرى وعوَّلت عليها في رفد طنين كرامة جبل النار بجميع ألوان طيف أصوات الحيوانات من الزقزقة إلى الصهيل... ورأت بعض الحيوانات في طنين الكرامة ضربة موفقة فعلاً، و تداعت له بهمةٍ و فنجريَّة. أما الآخرين، فقد رأوا أن تتحد الحيواناتُ أولاً حول الرُّؤية و وتوفر الوسائل الكافية لإسقاط سلطة اللبوة و إماطة عرين الأسود الهازلة عن الطريق. و مع أنه بات من المؤكد للمراقبين أن نحلات جبل النار ستطنُّ وحدها... إلا أن العرين المُهتز لم يحتمل مُجرَّد سماع هذا الطنين، فأرسلت اللَّبوة كلابَها و ذئابَها و ضباعَها لتفقأ خلايا نحل جبل النار، و تُصادر عسلَها و تفتت شمعَها. و مرَّة أخرى بدأت الحيواناتُ المُساجلة، أتسبقُ وحدةُ الحيوانات الفعلَ المُناهض لسلطةِ اللبوة؟ أم الفعلُ المُناهض، ذات نفسِهِ، هو مصدرٌ لوحدة الحيوانات الضرورية والمُنشودة... و في خِضَم إحتدام نِقاشُ الفصائل عن: أيها يسبق الثاني؟ لم تحتمل أفيالُ جبلِ الحَدِيد الإنتظار... لنها كان قد توصلت إلى قناعةٍ بأن: - (العلاقة بين وحدة قوى الثورة و الفعل الثوري إنَما هي علاقة (جدليَّة) بحيثُ يُغذي كلٌ منهما الآخر.)! ومَرَقتْ، فشَرَقت قممُ وسُفوحُ جبلِ الحديد! عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.