حين ودعت والدة الشهيد محجوب شهيد جامعة (الرازي) الذي استشهد وهو يحاول حماية زميلاته الطالبات والذود عن كرامتهن في مظاهرات ثورة (19) ديسمبر، حين ودعت والدته ووالده في منزلهم بالصحافة عقب موارة الجثمان الثرى، لمحت بريقاً قوياً في عين والدته. لم أتفهم محتواه هل هو جلد وصبر أم يقين بالله أن قتلة ابنها سينالون عقابهم في الدنيا قبل الآخرة؟ أم أنه إحساس بعظمة استشهاد ابنها وهو يقف إلى جانب الحق ويصد الظلم والجبروت عن فتيات يافعات لا حول لهن ولا قوة. عقب ذلك اليوم وفي موسم الحج هذا العام، صادف أن رافقت والدة الشهيد محجوب وخالته في موسم الحج، واجتمعنا معاً في الطائرة وفي المطار وفي الفندق وفي المدينةالمنورة وفي الروضة الشريفة وفي صحن الطواف حول الكعبة وفي منى وفي عرفات الطاهرة وفي رمي الجمرات، حيث كنا في نفس الفوج، وفي كل تلك المرات كنت ألمح ذلك البريق مجدداً في عيون أم الشهيد محجوب. بريق يضاف إليه صبر واحتساب، تجدها ممسكة بمسبحتها وتبتهل في عرفات الطاهرة عقب اضجاعها بجانب مصحفها وهي ترفع يديها الى السماء في دعاء متواصل، والله وتالله لو رأى قاتلو ابنها ذلك البريق والصبر واليقين بنصر من الله، لخروا من فورهم مغشياً عليهم من الرعب. مناسبة هذه الرمية كما يقول استاذنا البوني، محاولات البعض هذه الايام استغلال اسماء الشهداء في الدعاية لمواكبهم، وكما قال والد الشهيد احمد محمد الفكي (كهربا) الذي استشهد ليلة فض الاعتصام بالقيادة العامة والذي قال والده في بيان للأسرة إن الذين سرقوا اسم ابنه للمناداة بالخروج لموكب (14) انما هم مثل الذي يقتل القتيل ويمشي في جنازته. لقد اختصر علينا والد الشهيد احمد الكثير مما يمكن ان يكتب او يقال، فقط نقول للذين يتاجرون بدماء الشهداء ويريدون ان يبيعوا لأسرهم المزيد من الوجع، كفوا أذاكم عن اسر الشهداء، فمازال الجرح نيئاً ولن يطيب قبل القصاص، وتذكروا أن عيون أهالي الشهداء تحمل الصبر والاحتساب وتحمل أيضاً ذلك البريق. خارج السور أجمل تعليق نُشر على الفيسبوك أن هتافات (14) ديسمبر ستكون كالآتي: سلمية سلمية…