مقابلة عن السودان (5): خبير انتخابات امريكي: واشنطن: محمد علي صالح "حرة او غير حرة، يريد البشير ان يفوز" "على قرايشن البحث عن اسلاميين معتدلين" "سينقسم السودان اذا لم يحكم السودانيون عقولهم" واشنطن: محمد علي صالح ("الشرق الاوسط"): د. راي وولسار، خبير في الانتخابات في مركز «هيرتدج» المحافظ في واشنطن: س: ستجرى انتخابات السودان في الشهر القادم. في السنة الماضية، كتبت تقريرا شكك في أن الانتخابات ستكون حرة ونزيهة. ما هو رأيك الآن؟ ج: لم أغير رأيي في أن انتخابات السودان ستكون، في احسن الاحوال، صعبة ومعقدة. وستكون، في اسوأ الاحوال، فاسدة، او لن تكن. وذلك للاسباب الآتية: أولا: لا يتمتع السودان بتقاليد ديمقراطية ومؤسسات حديثة. ثانيا: يقدر البشير على اجراء اي انتخابات، باي طريقة، تضمن فوزه. ثالثا: لم يستقر الوضع نهائيا في الجنوب، ولم تتوقف الحرب نهائيا في دارفور. شئ جديد جد بعد التقرير الذي كتبته في السنة الماضية، وهو زيادة قلقى لأن الرئيس أوباما، ومبعوثه إلى السودان الجنرال سكوت قرايشن، يبدوان وقد استسلما لخطة الحكومة في الخرطوم، وهي خطة، كما قلت، هدفها ضمان فوز البشير. س: ما هي مآخذك على قرايشن؟ ج: أعرف أنه يريد السلام والاستقرار في السودان. ويريد خلق جو مناسب وحر ونزيه لإجراء الانتخابات، ثم الاستفتاء في الجنوب. يريد كل إنسان، تقريبا، تحقيق هذه الأهداف. لكن، في كثير من الأحيان، يوجد أكثر من طريق لتحقيق أي هدف. توجد في استراتيجية قرايشن مغامرة، لأنه راهن على الحكومة الحالية. وهناك نقطة أهم من هذه، وهي أن كل سياسة إدارة أوباما نحو السودان تعتمد على افتراض. ويجب ألا توضع أي سياسة على أساس افتراضات وتوقعات واحتمالات. تعني كلمة «افتراض» أنها «غير مؤكدة». لهذا، يجب أن تكون لدينا سياسة محددة وموثقة ومؤكدة تضع اعتبارات لمصالحنا على المدى البعيد. س: ما هي «افتراضات» قرايشن كما تراها؟ ج: هذه هي افتراضاته عن البشير. أولا: سيكون معتدلا ومتعاونا ومنطقيا. ثانيا: سيقدر على تحقيق السلام في دارفور وفي الجنوب. ثالثا: سيخلص في التعاون مع المعارضة بصورة ترضي المعارضة. رابعا: سيقدر على الموازنة بين القبائل والكيانات الإثنية في بلد تتعقد فيه هذه العلاقات. خامسا: سيقدر على تحدي الجناح المتطرف في حزبه. س: من يقود الجناح المتطرف؟ ج: ليس كل الإسلاميين في السودان متطرفين، ويوجد معتدلون. ترك بعضهم النظام بعد أن اختلفوا معه، ولم ينضم بعضهم إلى النظام منذ البداية. ولهذا أنا استغرب لأن قرايشن، عندما راهن، راهن على المتطرفين. س: ألا توجد حسن نية في استراتيجية قرايشن؟ ج: يطوف قرايشن واشنطن، ومراكز ومعاهد البحوث، ويعقد مؤتمرات صحافية، ويحاول إقناع الناس بأن سياسة حسن النية ستكون في مصلحة الولاياتالمتحدة. طبعا، لن يقدر الشعب الأميركي على رفض حسن النية نحو دول خارجية، وظل دائما يميل نحو قبولها. لكن، عندما تكون هذه الدولة الخارجية هي السودان، وعندما يكون الذين يحكمونها متطرفين، يرتكب قرايشن خطأ في حق الشعب الأميركي لأنه لا يقدم له الحقائق كما هي على الأرض. س: ما هو رأيك في قرار محكمة الجنايات الدولية باحتمال إدانة البشير بتهمة الإبادة، بالإضافة إلى تهمتي ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب السابقتين؟ ج: تأتي المشكلة بين المحكمة والسودان في ظروف خاصة بالمحكمة. وهي أن المحكمة في بداية حياتها، وتريد أن تثبت قوتها، وتريد أن تبرهن للمجتمع الدولي أنها تقدر، حقيقة، على محاكمة كل حكومة تتجنى على مواطنيها. هذه أهداف كبيرة لمحكمة في بداية عهدها. ولننتظر لنرى كيف ستتطور قضيتها ضد السودان. س: في موضوع السودان، عارضت منظمات دولية مهمة، مثل جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي، المحكمة؟ ج: ربما يريد الاتحاد الأفريقي تأييد السودان لتأكيد مبدأ يؤمن به. وربما يريد أن يثبت وجوده على المسرح السياسي العالمي، وهو نفسه حديث عهد بالسياسة الدولية. كما يجب أن ننظر إلى الخلفية التاريخية للعلاقات بين أفريقيا والغرب. بسبب السودان أو بدونه، يريد الأفارقة التحرر مما يرونه تبعات سنوات الاستعمار الغربي. أنا لا أعارض ما يفعله الاتحاد الأفريقي، لكني أقول إن هذه التطورات لها خلفيات تاريخية واستراتيجية يجب أن توضع في الصورة الكبيرة. س: زار الرئيس السابق كارتر السودان مؤخرا، وقال انه سيعود للإشراف على مراقبة الانتخابات؟ ج: لا أريد أن أقلل من جهود الرئيس كارتر. لكن مركزه ربما لن تتوفر له إمكانيات مالية كافية لمراقبة انتخابات عامة ومعقدة في بلد كبير كالسودان. وينطبق الشيء نفسه على منظمات المجتمع المدني الأخرى التي تريد مراقبة الانتخابات. س: هذا عن الانتخابات العامة، ماذا عن الاستفتاء في الجنوب؟ ج: انتخابات حرة أو غير حرة، استفتاء نزيه أو غير نزيه، أتوقع أن يسير السودان تدريجيا نحو الانقسام إلى دولتين. والسبب، كما قلت، هو الانقسامات القبلية والإثنية. بالإضافة إلى عقلية عدم التسامح والتشدد والحرص على الفوز على الآخر. وبالاضافة الى غياب تقاليد الحوار المخلص. سينقسم السودان إلى دولتين، إلا إذا حكم السودانيون عقولهم. هل سيحدث ذلك أم لا؟ لا أعرف الإجابة، ولننتظر. ----------------------------- مقابلات عن السودان: 1.مدير منظمة "دارفور الآن" 2. باقان اموم، امين الحركة الشعبية 3. سفير السودان في واشنطن 4. ممثل جنوب السودان في واشنطن ------------------------------ Mohammad Ali Salih [[email protected]]