صحيح يقال إنَّ (موت الجماعة عِرس)، ولكن الصحيح أيضاً، أنه إذا كان لا محالة فاعلاً، فالموت مع رعايا الدول المتقدمة كالدول الأوروبية، وأمريكا، والصين مثلاً فيه خيرٌ كثير، وهو العِرِس الجد جد المقصود في المثل !! ظلت الملاريا، ولمئات السنين، تحصُد ما لا يقل عن خمسة ملايين نفس سنوياً، أغلبهم في قارة إفريقيا وحدها، ولكن ظلت هذه المأساة (موتاً) أفريقياً حصرياً لأنه ليس (موت كتيرة مع الدول المتقدمة علمياً) !! الآن، فإنَّ جائحة كورونا هذه هي جائحة كونية بكل المعايير، بل إنَّ أكثر من مات فيها حتى اللحظة هم من سكان القارات المتقدمة، ولهذا فهي بالضبط، بالنسبة لأفريقيا، حالَ إجتاحها الڤيروس لا سمح الله، فستكون (موت كتيرة) ذاك الذي يشبه العرس!! إذ لن يمضي وقتٌ طويل قبل أن تتدفق الإكتشافات العلمية، والطبية المتسارعة من تلك القارات المتقدمة، والموبوءة بالجائحة، بشأن إختبارات الڤيروس، ومعالجته، ومكافحته، وحتى تلقيح الناس ضد خطرِه.. وستنال أفريقيا، بلا شك، ثمرات هذه الإكتشافات الخيِّرة مع الآخرين (وسَتَلوك معهم بجاه الملوك )!! لو أن الملاريا بالأساس، كانت مرضاً أوروبياً، أو أمريكياً، أو صينياً مثلاً، فسيكون مصيرها الآن مثل مصير الجُدري الذي تم إستئصاله تماماً من وجهِ الدنيا، ولا تكاد تتذكره الأجيال الحاضرة بالمرة، ولا تعرفه إلا في الكُتب !! نعتقد أنه، وقبل إنتهاء هذا الشهر بإذن الله، سينقشع (موت الجماعة عِرس) هذا، وستحاصر الإنسانية (المتحضرة المتعلمة) هذا الوباء الماحق، وسيتفرغ الناس للحروب من جديد !! عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.