عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. ناصر، الأسد، القذافي، النميري والبشير: تَحَوّرات فيروس الديكتاتورية من اليسار الطفولي للترابي واخوانه * يكتب صديقي الصحفي المَطْبوع عادل سيد احمد في قروب "ضُل النِيمة" بتطبيق (واتساب)، حلقات دائماً شيِّقة عن العديد من المواضيع، ويجعل القضايا الإنسانية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية تتداخل وتترابط وتتشابك.. وكثيرا ما أعَلِّق عليها. في سلسلة جديدة بعنوان "المكتولة ما بتسمع الجائحة" كتب أنه يظن أن الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر، وهو في حالة وصفها عادل ب "تجلي واستقراء"، مات بعد أن تكالبت عليه (كوابيس) مستقبل البلاد التي استولت، وستستولى عليها، الديكتاتوريّات بعد أن رأى بأم أعْيُنِه ما فعله نظامه الديكتاتوري في بلده مصر. وكتب عادل متفكها بالطبع: تكالبت على عبدالناصر (كوابيس) الأسد ونميري والقذافي والبشير - الذي توقع ظهوره على مسارح تدمير الدول -.. وديل (براهم) بيجيبو (جلطة في المخ!). أنا على يقين، أنه لو شالوا عَيْنَة من ال DNA بتاع عبدالناصر.. وادخلوها في جهاز دقيق، لمعرفة السبب (الحقيقي) للوفاة.. وكتبوا (موت عبد الناصر).. ستأتي النتيجة: (القذافي، نميري والأسد،،،، وواحد جاي في السودان، إسمو البشير ،،،،،،،،،،،!). وأضاف صديقي عادل: كلهم أتوا إلى السُلطة ب (ليل)، مثل اللصوص.. وأرْغِموا على الذهاب منها (وبعضهم من الدنيا) مطرودين مذلولين مدحورين، في وضحِ النهارِ..! وكان الله في عونِ (مزبلةِ التأريخِ).. فقد كلّفتها الأيام ما لا تطيق..!! - تعليقاً على ما كَتَبه عادل، كتبْت لقروب (ضُل النِيمة) البوست التالي: وهل عبد الناصر جاء إلى السُلطة في (صُبْحٍ) أو حتى في (نهارٍ) مثل الأخيار؟ إنه مثل النميري جعفر، القذافي معمر، الأسد حافظ والبشير عمر، جاء إلى السُلطة ب (ليل) مثل اللصوص، كما كتبت عنهم يا صديقي عادل. إنه مثلهم شرير، ديكتاتور، أعاق الديمقراطية وخَرّب بلاده وكان قُدْوَةً لتخريب بلاد غيره خاصة أولئك الذين ذكرتهم. ناصر أنْتَج "فيروس الديكتاتورية" واطلقه في البلاد العربية والإفريقية بل في بلادٍ بعيدةٍ في آسيا وأمريكا اللاتينية. فإن كان ناصر وهو في حالة "تجلي واستقراء"، كما كتبت متفكها في ظنّي، مات من مشهد مستقبل قميء ينتظر بلاد تلامذته الذين علمهم سحر الانقلابات بعد أن يستولى على السُلطة فيها الاخونجية والكيزان وجماعات الإسلام السياسي بأي مُسَمَّى من المُسَمّيات، وقد كان منهم ثم خرج عنهم وقاتلهم، فإن له مساهمة ثابتة في تَسَلُمهم للسُلطة بتصدير فكرة استلامها بالقوة العسكرية، وبمحاكاته التي أعاقت التطور السليم للأنظمة السياسية التي كانت تحكم تلك البلاد وصارت موبوءة بعد أصابتها بفيروس الديكتاتوريّة الذي ترك أثره الخطير في شعوبها، وأقعدها. فيروس "الضباط الأحرار" وباء أضَرّ بالبلاد التي تفشّى فيها. استطعنا في السودان التعافي منه نوعاً ما مرتين، ولم نَجْتَثّه. مَرّة أولى بثورة أكتوبر 64 ولكننا لم نَجْتَثْ الفيروس فتقوقع وبقي في جسد اليسار الطفولي الذي شبّ عليه متأثراً به. وبعد أن أصاب البلاد والعباد في مايو 69 تمكنّا ب "كُريات دم بيضاء وطنية وديمقراطية" من دَحْره المَرّة الثانية بعد أن أقْعَد البلاد 16 سنة، ولكننا وضعنا الشعب في كرنتينة فاسدة لسنة انتقاليّة واحدة فقط، فتحوّر الفيروس وبقي في جسد الترابي وصحبه، وأصبح الفيروس المستجد متسلحاً بأوبئة جماعات الإسلام السياسي وهو يحمل جينات الكيزان التي تطوّرت من الجينات الاخونجية التي زرعها حسن البنا وسيد قطب وأخذت من خفافيش الظلام وأفاعي كهوف الماضي السحيق مرجعيتها، فضرب البلاد والعباد في يونيو 1989 بل مَدّ أثره وأصبح فيروساً عالمياً وأنتج القاعدة وداعش ومُسَمِيات أخرى. شاءت إرادة شباب وشابات "من تلانين سنة لتحت" أن تتحرر البلاد لِمَرّة ثالثة من قبضة الفيروس المُتَحَوِّر "الترابي البشيري المؤتمر اللاوطني المتكوزن"، بعروسِ الثوراتِ المُمْتَدّة مُنْذ ديسمبر 2019 وحتى الآن وإلى بُكرة، عاملة على تحقيق كامل أهدافها. علينا، هذه المَرّة، الانتباه بأن الفيروس القاتل للبشر والمدمر للبلاد، لا زال يتحوّر في أجساد الزواحف والفلول، وعليه، المطلوب هذه المَرّة، وهي حتماً الأخيرة التي بعدها التفتت والتمزق الكامل للبلاد، القضاء على الفيروس نهائياً وعدم الخروج من الكرنتينة الانتقاليّة في ثلاثة سنوات فقط قبل التأكد من دحر الفيروس اللّعين نفسه والتعافي منه تماماً لا تركه مُتَقَوْقِعاً هذه المَرّة أيضاً. الشاهد أن حُرّاس الكرنتينة الانتقاليّة هم صُنّاع الثورة ولن يتركوا حِراسَتها فقط للذين أجْلَسُوهُم في مقاعدِ قيادةِ سُلطتها الانتقاليّة، وقد حانت فرصة التعافي النهائي من فيروس أخذ السُلطة أخذاً بالقوة. هذه المَرّة يا صديقي المكتولة ساااااامعة الجائحة والوباء، بل الأهم متاااابعة ورااااصدة تَحَوّرات الفيروس، وتعمل على القضاء عليه. وعليه، الثالثة ليست كالثانية ولا كالأولى، فهي ثابتة. تحياتي وشكري بأن جَعَلْت البوست أعلاه مُمْكِناً. عصام محجوب