بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين و علينا. جاء في الأخبار أن الفريق أول طيار صلاح عبدالخالق عضو المجلس العسكري الإنتقالي قد أدلى بتصريحات صحفية مثيرة للجدل ذكر فيها الكثير ، كما قيل أنه وصف ثورة الشباب بالهردبيس... و يبدوا أن الفريق أول (طيار) صلاح عبدالخالق كان (يحلق) سياسياً في أجواء خارج المجال الجوي السوداني عند إدلاءه بتلك التصريحات... من الغريب أن لا يعلم الفريق أول صلاح عبدالخالق أن الهردبيس هو أن يقبل الثوار الأشاوس مقاسمة السلطة مع عساكر اللجنة الأمنية للنظام الإنقاذي الكيزاني... و يبدوا أن الفريق أول صلاح عبدالخالق لا يعلم أن من (هردبيس) السياسة في السودان أن قوض الله للسودان عساكر ما كان لهم أن يكونوا (ظباط عظام) في الجيش السوداني لولا رضا المخلوع البشير و منظومته الإنقاذية الكيزانية عنهم... و لا أحد يدري أين كان الفريق أول طيار و بقية الأركان حرب و الظلم يمارس على الشعب المغلوب على أمره إبان حكم الكيزان و الطاغية المخلوع و هم المسئولون عن أمنه و حمايته... و من سخريات القدر و العبثية الأمنية أن يصرح الفريق أول طيار أن الفرقاء (أركانحرب) أعضاء اللجنة الأمنية و الفريق أول دعم سريع حميدتي تفاجئوا بمجزرة إعتصام القيادة!!! و من عجائب القدر أن اللجنة الأمنية و المجلس العسكري الإنتقالي كان فيها متحدث فريق أول أركانحرب يجيد الإستفزاز و إصدار التصريحات و الإعترافات بفض الإعتصام و يعدد الحضور في إجتماع فض الإعتصام و الشخصيات التي وافقت و بصمت على قرار الفض (ثم حدث ما حدث) ليأتي ذات الجنرال بعد برهة لينكر و يتراجع عما صرح به من غير أن يرمش له جفن... و من عجائب الدنيا أن تنتقل ميادين الإعتصام من أمام القيادة العامة إلى كولومبيا تحت الكوبري و على ضفاف النيل الأزرق رغم أن الخرطوم تقع في أرض السودان ، و أن بوغوتا ليست عاصمة جمهورية السودان الديمقراطية ، كما أن بابلو إميليو إسكوبار هو رئيس عصابة مخدرات جمهورية كارتل ميديلين و ليس رئيس جمهورية السودان الديمقراطية... و من عبثيات السياسة في السودان أن المجلس الأمني للنظام الإنقاذي الكيزاني الممثل في المجلس العسكري الإنتقالي كان في سبات عميق بينما الإنفلاتات الأمنية و المحاولات الإنقلابية تجري من حولهم على قدم و ساق و يمنة و يسرة بل و يشارك في إحداها فريق أول أركانحرب من بينهم هو رئيس قيادة أركانهم و الذي يعترف بأنه يدين و يقسم بالولاء لأميره في المنظومة الإنقاذية الكيزانية... و من مسخرات السياسة السودانية أن يصرح الفريق أول طيار صلاح عبدالخالق أن القوات المسلحة السودانية تفتخر بإنتماء المتهمين بالتعذيب و القتل و إرتكاب المجازر و الإبادة الجماعية في حق الشعب السوداني إليها و ترفض تسليمهم للعدالة حتى يحاكموا... و من الطرائف أن الفريق أول البرهان و الفريق أول طيار صلاح عبدالخالق قد حكموا بفشل الحكومة الإنتقالية و هم جزء من السلطة الحاكمة بل هم المتحكمون الفعليون في كل مقاليد الأمور... و من اللامعقول أن رئيس المكون العسكري في المجلس السيادي يرى أن المدنيين في الحكومة قد فشلوا و أن مجلس الوزراء عجز عن حل الأزمة الإقتصادية و هم يعلمون أن الإقتصاد تعطله و تقعد به عن الإنجاز شركات الأرزقية و مافيا الكيزان الإقتصادية و الشركات المملوكة للقوات النظامية التي ينتمي إليها السادة العساكر (أركان الحرب) في المجلس السيادي... و مما يثير العجب و القرف أن الفرقاء الأوائل و أركان الحروب لا يعلمون أنهم جزء من الحكومة مما يعني إن فشلت الحكومة فهم فاشلون... و مما يثير الحنق و الغيظ أن المكون العسكري يعلم جيداً بفشله خلال مراحل الثورة ، و أنهم فشلوا حتى قبل توقيع الوثيقة الدستورية مع قوى الحرية و التغيير و تشكيل الحكومة و الدليل هو ممارسة بعض أعضاء المجلس العسكري الإنتقالي للعبث السياسي و مغازلة الأرزقية في السياسة و الإدارة الأهلية و الإنفلاتات الأمنية هذا غير كوارث مجازر الإعتصامات... و من العجائب أن يقال أن الفريق أول دعم سريع حميدتي يمتلك الذهب و الدولار و ربما عملات صعبة أخرى و أن بإمكانه حل الضائقة الإقتصادية بما لديه من علاقات في دول الجوار البترولية ، و كان ذلك ما رمى إليه الفريق أول طيار صلاح عبدالخالق في تصريحاته الصحفية حتى كاد أن يسمي حميدتي المارشال المنقذ للإقتصاد السوداني... و من العبث أن ينادي الفريق أول طيار صلاح عبدالخالق بالإنتخابات المبكرة في أجواء كهذه... و الأغرب أن الفريق أول صلاح عبدالخالق لم يرشح علي بابا و الأربعين حرامي لإدارة شئون البلاد... و من الغرائب العنترية أن الفريق أول طيار (و ربما أركانحرب) صلاح عبدالخالق يود منازلة المدنيين في ميدان حرب (حتى يوريهم الحرب الما بعرفوها)... فهل يا ترى يود الفريق أول طيار منازلة الثوار في موقعة كما موقعة إعتصام القيادة؟ أم كما في مواقع كولومبيا و النيل؟ أم هل يا ترى سوف يستخدم الفريق أول طيار سلاح الطيران و طيارات الأنتينوف ذات البراميل في معاركه القادمة مع الثوار؟ يبدوا أنه قد آن الأوان لأن يتولى أمر القوات النظامية محترفون لا علاقة لهم بتنظيم الكيزان و الجماعة المتأسلمة و لا الجماعات السياسية الأخري... و يبدوا أن بعض العسكر يعشقون السياسة و لا بأس في ذلك و لكن يجب أن يتم تعاطي السياسة بعد المعاش و ذلك حفاظاً على حيادية و مهنية القوات النظامية... كما يبدوا أن الكثير من أهل السودان في حوجة إلى جرعات عالية من الوطنية و نكران الذات... يذكر أن الفريق أول طيار صلاح عبدالخالق هو القائل في تسجيلات محفوظة: (أنا أكعب من حميدتي بس الناس ما عارفة ساي) و إذا كان الأمر كذلك فيبدوا أن السودان في حوجة إلى ثورة جديدة تقتلع الناس (الكعبين)... في الختام: يا الخالقنا ما تعولقنا... و ربنا يبعد الناس (الكعبين) عن أهل السودان المساكين... و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين و علينا. فَيْصَلْ بَسَمَةْ عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.