ورث السودانيون نظام حكم ودولة كان هدفها الوحيد خدمة المستعمر استمدت شرعيتها بواسطة مدافع المكسيم لذلك كان الحاكم العام والقوات النظامية والخدمة المدنية في اعلي الهرم وهيكل الحكم وكان الشعب دوما في الاسفل. ثم توالت عهود الحكم الوطني التي كلما عملت علي تشكيل الدولة بحيث يصبح الشعب في اعلي الهرم وهو صاحب القرار انقلب العسكر بمعاونة بعض المنتفعين والانتهازيين واحيانا المغفلين والمغيبين ايدولوجيا . اقعدت الحكومات العسكرية الثلاث الدولة السودانية ودمرت مؤسساتها ومنظوماتها وخدمتها المدنية فكانت ثورة ديسمبر المجيدة التي كتبت صفحة جديدة من تأريخ السودان يعبر عن اشواق السودانيين الي غد مشرق ومفعم بالخيرات وعاد معها السودان الي منصة التأسيس. ونحن الان علي منصة التأسيس فان أمام شعبنا وشبابنا رجالاء ونساءا تحديين كبيرين الأول هو تحدي كتابة الدستور الدائم المتفق عليه بالاجماع الذي يؤسس لنظام ديمقراطي حقيقي يعطي السلطة للشعب ويضع قواعد بناء وادارة المنظومات والمؤسسات المختلفة والثاني تحدي ادارة هذا الدستور وتشغيله بنجاح وهذا يتطلب حتما كتلة حرجة من القيادات التحويلية الشجاعة والنزيهة والصريحة حد إيقاف عبث كل وضيع وانتهازي والعابرة للأحزاب والأيديولوجيا والقادرة علي تجاوز خلافاتها والعمل في فريق رغم اختلافاها وتباينها لبناء خدمة مدنية ومؤسسات ومنظومات وتجمعات مهنية وأحزاب ونقابات تليق بالقرن الحادي والعشرين في ظل حكم ديمقراطي مستدام لمصلحة الاجيال المتعاقبة في ارض هذا البلد الطيب . #رؤية سودان2050 #مشروع ديمقراطية السودان م/شريف محمد شريف عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.