لا حول ولا قوَّة إلَّا بالله.. غَيّب الموت صباح أمس الأربعاء 8 ابريل الجاري أخي الأكْبَر تاج السِر الأمين طه. رحم الله حبيبنا الذي ربَّانا وشالنا ولَعَّبنا وفَسَّحنا وعَطَف علينا وعَلَّمنا حُب الناس والابتسام في وجه الناس، ومقابلة الناس بالكلمةِ الطَيِّبَةِ فهي في عُرْفه حقاً بَخُور الباطِن. رحم الله ابن عمتي النفيسة، نفيسة الماحي وعمي الامين طه الذي وَرَّثَ بَسْمَته لأبنائه اجْمَعِين وخَصَّ السِر بنصيبٍ وافرٍ منها وجعله تاج البَسْمَة، ولا غَرْو أنَّه سَمَّاه "تاج السِر" ليحفظ السِر الذي عاش به عمي "اللمين" سعيداً، ومات سعيداً، وهو في عَلْيائه سعيد فقَدْ ترك خلفه مَنْ يسير في دَرْبهِ بذاتِ الابْتِسامَةِ. "تَبَسُّمك في وَجْهِ اخيك صدقة"؛ يا له من سِرٍ عظيمٍ وَضَعْته عمي "اللمين" في جيناتك ليَتَوارَثه الابناء والاحفاد ويُورِثُونه رِحْماَ بِرِحمٍ، وجَعَلْته صدقة جارية ستمشي اليك إلى أبْدِ الآبدين ويَتَمَتَّع بها ابنك تاج السِر، بإذن الله، بعد أنْ تَوَّجْته على السِرِ وأمَّنْته مَكْنوناته. كُنْ سعيداً عمي "اللمين" اسْماً والأمين وصفاً لازمك في تجارتك وكل عملك، وانت تستقبل ابنك تاج السِر في جَنَّةٍ عرضها السماوات والأرض بحولِ الله، فليس هنالك رضاءً أكثر من أنْ نَنْعي ونَبْكي ابْناً، فَنَنْعي ونبكي والِديه ونترحَّم عليهما وندعو لهما لِيَشْفعا بإذن الله، لنا ولذريتنا ولكل أهْلنا؟ تقبل الله قبولاً حسناً اخانا الكبير قامة ومقاماً تاج السِر، فقد كانت طَلَّته تَرُدّ الروح، وكان إذا وضَعْته على الجرح يبرأ، وكان مُجَرّد قوْله "يا يابا" يطَيِّب خاطر النَفْس ويوَسِّع الصَدْر. كان تاج السِر بَلْسَماً للجراحِ والانْفُسِ المُكَدّرةِ والصدور التي تضيق بالهموم. كان السِر كريماً واصلاً متواصلاً، لمْ تقْعده صعوبة الحركة مؤخراً عن التراحم وتوزيع ابتسامته حيثما ذهب. كانت "اللُّقْمَة" الواحدة من صَحنه عندما تزوره تُشَبِّع، ففي طهْيِها روح زوجته الكريمة بنت الكريم سعاد بابكر الماحي مَتَّعها الله بالصحة والعافية، وفي مَذاقها نَفَسٌ أطْيَبٌ من الطِيبِ، وبساطة المكان تُعطر جَلْسَتَك معهما. فَمَعَ مَنْ سأتناول "خُدْرَة مَفْرُوكة" من يَدِ سعاد بِتْ عمي بابكر بَعْد أنْ ذهب السِر وَدْ عمتي نفيسة؟ أبْكيك في غُرْبَتي البعيدة لوحدي أخي الكبير السِر، وفوق حُزْني عليك، حَرّك فُراقك حُزْن دفين في نفسي، فَكَمْ أنا حزين لأنَّ ابْنَيَّ لَمْ يتمتعا في طفولتهما بما تَمتَّعْت به أنا من حُبٍ ورعاية ابن وبنت العَم والعمّة والخال والخالة، بل وابن وبِنْت الجِيرَةِ، الأكبر سِنّاً. كَمْ في حُضْنك سَعِدْتُ، وكَمْ دلَّلْتَني، وكم جعلت طفولتي مُفْرِحَة، ومع خَطْوَك مشيت كل الأمْكِنَة حَتَّى بِتُّ أقْدَر عليها وأعرفها، فأذهب اليها عطاءً وأخذاً، أتَعَلّم فيها وأعَلِّم، أأخذ منها وأمْنَحها الفرح والبهجة والمَسَرة، فَيْضٌ من ألَقِ التواصل والمودة لا ينقطع. خُذها مني يا تاج المَحَبَّة والابْتِسامَة، وأذْهب بها لتلتقي بأشقائك عبد الكريم وعبد السلام، وبلغهم بأنَّكُم "وفيتو وكفيتو" في حَقِّي وحَقِّ غيري ولم تستبقوا شيئا، وكذا فعل ويَفْعل مَن تركتهم خلفك من اشقاء احباب، احمد وحسن ومصطفى وبشير، وشقيقات لا يَلْعَنَّ أبداً الظلام، فَبِأيْدي مريم ونور وايمان دائماً شَمْعَة. شُكْراً عمي الأمين وّدْ طه، شُكْراً عمتي نفيسه بِت الماحي. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.