أزمة المواصلات في العاصمة الخرطوم لا يمكن حلها عن طريق الحلول الاسعافية السريعة، بل حلها يجب أن يتم عن طريق دراسات عميقة للوصول لحلول طويلة المدى وفق خطة مدروسة تستصحب كل الأسباب لتقترح الحلول الآنية والمستقبلية للمشكلة. صحيح هناك نقص في مواعين النقل وهناك قصور في تنظيم حركتها حسب اوقات الذروة وتوزيعها حسب الخطوط، ولكن هناك مشكلات أخرى أكبر وأعمق وأخطر. ويمكننا اجمال تلك المشكلات باختصار في عدد من النقاط من بينها : الحالة المتردية للطرق وسوء تخطيطها الناتج من سوء تخطيط العاصمة الخرطوم بصورة عامة، بالاضافة لتكدس الخدمات العامة مثل المعاملات الرسمية والأسواق والعلاج في اماكن محددة في قلب المدن الثلاثة الخرطوم وامدرمان وبحري، مضافا لذلك الأعداد الهائلة من المواطنين التي تدخل يوميا للعاصمة الخرطوم بحثا عن الخدمات والاجراءات الرسمية. التغلب على مشكلة المواصلات العامة يكمن في اصلاح الطرق وتخطيط المدن وتوزيع الخدمات على العاصمة وتقليل أعداد المواطنين الذين يفدون يوميا للخرطوم بغرض العلاج أو السفر او الاجراءات الرسمية. أما إذا تحدثنا عن الطرق الرئيسية والفرعية داخل العاصمة الخرطوم فهي في غاية السوء والرداءة ولا تواكب العصر ولا يمكن أن تستوعب الأعداد الهائلة من السيارات التي تزحف عليها كل صباح. العاصمة الخرطوم بحاجة لطرق جديدة وبحاجة لاعادة تخطيط وتأهيل لتواكب العصر ولتستوعب الزيادة الكبيرة في أعداد السيارات التي اصبحت تحبو على هذه الطرق، وتخيل يا عزيزنا الوقت المهدر والوقود الذي تنفثه هذه الماكينات في الفراغ في أوقات الإزدحام والذروة ولكن هذا مبحث آخر نتمنى أن نعود إليه لاحقا لارتباطه بهذا الملف المتشعب. الطرق التي تؤدي للمدن الكبرى الخرطوم، وامدرمان، وبحري مسدودة ومغلقة ولا يمكن الوصول لتلك الأماكن في اي وقت، وطاقة المواطن ضائعة في انتظار المواصلات وطوابير الانتظار اثناء الازدحامات والكل في حالة ركض منذ الصباح وقد يمتد هذا العنت حتى اوقات متأخرة من الليل، والانتاج متعطل والأموال ضائعة والضجر أقام بالنفوس بلا رحيل.. الطرق بصورة عامة لا تصلح للسير وفي كل لحظة تتعثر آلآف السيارات على هذه الطرق المتهالكة ولا أحد يكترث لهذا الوضع فيصلح لها الطريق!!.. بجانب رداءة هذه الطرق يلحظ كل من يسير عليها التعدي على جنبات تلك الطرق من الباعة او غيرهم، في ظل اهمال دائم لكل الطرق فلا صيانة ولا اعادة تأهيل، وأحيانا يكون الطريق به عدد من المسارات وبسبب تلك التعديات والغبار يبقى خط صغير تسيير عليه السيارات وسط الحفر والغبار وبعد ذلك تجد من يسأل عن سبب الإزدحام.. المشكلة كبيرة ومتشعبة وتحتاج لجهد رسمي وشعبي لمعالجتها بصورة علمية ونتمنى أن يحدث ذلك في ظل حكومة الثورة.. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.