بالأمس ودعت البلاد، واحد من أبرز المحامين والقانونيين السودانيين. أتفقنا أو أختلفنا، مع بعض خياراته التي إختارها في حياته، إلا إننا لا نختلف مطلقا، إن الراحل المناضل فاروق أبو عيسى، قد حفر إسمه في ذاكرتنا الوطنية النضالية، مناضلا وطنيا شرسا، ضد النظم الدكتاتورية التي شهدتها البلاد، بالأخص نظام الإنقاذ البائد، الذي تهاوى أمام عينيه العام الماضي. الأستاذ المحامي فاروق أبو عيسى، كان مناضلا أحب شعبه ووطنه، وأفرد لهما مساحة كبيرة في حياته. الأكيد إنها خصمت من حق أسرته الصغيرة التي نبعث لها بتعازينا ومواساتنا هذه الأيام، ولعلنا لا نذيع سرا، حينما نقول: أن نبأ رحيله يوم أمس، كان مصدر حزن لكل الأحرار والشرفاء، في داخل السودان وخارجه. ولا يفوتنا أن نذكر إنه كان فارس ليلة المتاريس. فاروق أبو عيسى، أحب شعبه، وبادله شعبه نفس الحب والإحترام والتقدير. للأسف رحل في وقت، العالم تجتاحه جائحة فايروس كورونا، التي حدت من حركة الناس وتنقلهم، إن لم تك قد عطلتها نهائيا، لكن مع ذلك لم يقصر المناضلين والشرفاء في حقه، في يوم تشييعه. التحية لكل من شارك في الشييع ومراسم الدفن، وتحية خاصة للأستاذ المحامي ساطع الحاج، الذي ألقى كلمة مؤثرة عبرت عن مواقف الراحل ونضالاته. رحمه الله، رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته. صحيح رحل جسد الأستاذ المناضل فاروق أبوعيسى، لكن روحه وأفكاره ومواقفه، ستبقى حية في عقول ونفوس وذاكرة الشعب السوداني، الذي أسقط أسوء نظام عرفته البلاد في الثلاثة عقود الماضية. لذلك نقول: للكيزان إن حزننا على الراحل، وغيره من الشرفاء الذين قدموا أرواحهم فداءا للوطن والحرية والثورة ، لا قيمة له، من دون قطع الطريق عليكم وعلى مؤامراتكم الشريرة، والمحافظة على الثورة ومكسباتها، بتأمين مستلزمات نجاح الفترة الإنتقالية، وتصفية أوكار الفساد والإنتصار لأهداف الثورة، وتضحيات الشهداء وتحقيق تطلعات الشعب في بناء نظام ديمقراطي حقيقي، يخلص البلاد من الأوضاع البائسة المزرية، التي ورثتها حكومة الثورة، من النظام السابق، ويكفل الحرية والعدالة الإجتماعية، ويحارب الفساد، ويحاكم القتلة والفاسدين والمجرمين الذين باعوا ضمائرهم للشيطان من أجل وسخ الدنيا. الطيب الزين عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.