بداية نعود والعود أحمد لست بأول ولا أخر من يتكلم عن إشكاليات المغتربون وأوجاعهم العديدة المتعددة المهضومة وما يجدونه من تهميش شبه ممنهج من الجهات ذات الصلة ( جهاز المغتربين) من تأمين مسكن أو علاج أو تعليم لأبنائه في المستقبل والأسرة. أعلم ويعلم ممن يصطلون بنار الغربة المحرقة الكل منا بحسب وضعه وما نعرض له من وليات الحياة وكما يعلم الجمع السكن وهو ركيزة أساسية ملحه وقاهرة لتأمين المستقبل لحالة الكبر أو العجز أو الوفاة للورثة من بعده وهي سنة الأولين والآخرين . والكل عندما حالفة الحظ وغادر البلاد بكل تأكيد كان السكن من مقدمه البرامج التي يتمنى تحقيقها بعد أن تحسن دخله الشهري نظير اغترابه وحصوله على مصدر دخل عالي بالمقارنة للأول . ولكن تفق أمامه صخرة كبيرة عتيدة وحجرة عثر لعدم وجود برامج مشجعة من جهاز المغتربين والذي هو من أولياته والتي أسس من أجلها لتذليل وفسح المجال للمغتربين بتأمين متطلبات الحياة الضرورية وعلى رأسها السكن حتى يكون للمغترب منزل يستظل به ويستر به أسرته عند العودة النهائية . ليستقر فيه وعائلته وقد قضى البعض منا (30) عاما وهو لا يزال يحلم بامتلاك قطعة أرض أو بيت ليجني ثمار جهده ومساهمته للوطن حقيقة تعاش وكثيرا منا يراه سراب بعيد المنال في نومه وصحيانه. في أرض المليون ميل أسف قبل تقسيم الجنوب قضية أراضي الشقيلاب الحسانية ومصادر حكومة الإنقاذ الامتداد لأراضي القرية . وأنني احد الضحايا تلك القضية الجائرة والمجحفة في حق المواطن الكريم اللذين دفعوا من قوة إباؤهم وحرموا أولادهم وحرموا أنفسهم ومن ملذات الحياة في الغربة لتوفير قيمة قطعة أرض بالسودان والتي يفوق سعرها قطعة في ولاية كلفورنيا أو بحي من أحياء باريس بفرنسا ظنا منهم أنهم في أيدي حكومة أمينة تخاف على الشعب وتحرص على راحته والتي هي جزء أصيل للمواطنة ومن صميم عملها بتامين المسكن والتعليم والصحة وهي في مقدمات الأعراف والمسلم بها وبدون أدني جدل أخلاقي أو عرفي أو قانوني أو سياسي . وقد بدأت القصة عندما تزوجت عند عودتي في إجازتي في عام 1988م وإثناء ترحالي في فترة شهر العسل بالخرطوم بين الأهل والأصدقاء والمعارف تصادفت مع شخص ظريف حبوب اسمه ( داوؤد ) تربطنا به علاقة نسب من أبناء منطقة الشقيلاب وقد أجبرني على ضرورة الذهاب معه لقريتهم التي ترقد على ضفاف بحر ابيض وكنوع من الفسحة قبلنا الدعوة بحكم أننا عرسان في شهر العسل منها ترويحه واكتساب معرفة جديدة وبالفعل ذهبنا ووجدنا حفاوة وترحاب يليق بالعرسان من ذبيحة وعزومه مكملة الأركان . صاحبها الكثير من السرور والبهجة مع جمال الطبيعة التي حينها تعتبر في برنامج مصاحبة لشهر العسل . وقد التقيت برئيس اللجنة الشعبية في عهد المفغور له الرئيس النميري طيب اله ثراه آنذاك العم حسن وبعد أن عرف أنني متزوج جديد نصحني على أن المستقبل أمامكم لا يزال ولابد من تأسيس نفسك والعمل على امتلاك قطعة أرض سكنية لتأمين بها مستقبل أبناؤكم من بعد وكان ذلك في جلسه عصرية وفي المساء تشاورت مع زوجتي والأخ المضيف لنا داوود وتم اتخاذ القرار في تلك الليلة كبداية لرحلة امتلاك أول قطعة أرض في عمري ، وعندما التقيت العم حسن تفاكرنا في الموضوع ومدى صحته والإثباتات الخاصة بالملكية للأراضي وأكد لي أنها امتداد لأراضي القرية الشقيلاب الحسانية . وعقدت العزم على الشراء واذكر كان معي مبلغ ( 10.000) جنيها زمن الجنية يهز ويرز وكانت له صولات وجولات عرض على ( 2) قطعة ناصية بمبلغ (10.000) وأقنعته لا بل واحده فقط تكفي . اصطحبانا بعضنا ومعنا الشهود من المنطقة ومن بينهم الأخ داوود وذهبنا إلى المحامي بالسوق العربي بالخرطوم وقد قام بكتابة العقد واستكمال كافة الإجراءات القانونية اللازمة . وتأكد من كافة بطاقات الشهود وصلاحيتها ورجعنا إلى القرية ونحن في أخر انبساط أما العروس فكانت في عالمها الخاص مع نساء القرية وبعد عودتنا أقاموا لنا حفله تكريما بأننا اشترينا منهم قطعه أرض على شرف رئيس اللجنة العم حسن. وبالفعل قام العم حسن ومعنا العروس بتسليمنا قطعة الأرض على الطبيعية وهي لا تبعد كثيرا من القرية في داخل حرمها باتجاه شارع زلط جبل أولياء وتم تحديد قطعة ناصية بمبلغ ( 5.000) جنيها عدًا ونقدًا . وطبعا كنا شخصي والعروس فرحين للغاية بتلك المفاجاء الجميلة وهي نواه بناء منزل لأبنائنا . ورجعا إلى منزلنا بالديوم الشرقية للوالدة رحمها الله بعد غياب أستمر لأكثر من /3/ أيام وقمت بتبشيرها بشرائي قطعة الأرض في المكان المذكور فما كان منها إلا أن باركت لي الموضع ببرود وبتكشيره اعرفها في سري بحكم أنني ابنها وتحفظت برأيها الشخصي في مثل هذه القطع لتجربتها في ما عانته في ورثه لها بمحاكم الخرطوم استمرت لأكثر من /5/ سنوات متواصلة . واستمر الحال وانأ أسافر للعمل وأكل عيشي في خارج السودان كمغترب ( معذب) واحضر كل حين وأخر وتم تكليف الأخ داوود برعايتها والإشراف على بناءها وبالفعل الرجل كان عند حسن الظن وتمضى الأيام وتمر السنين وبداء دور التسجيلات والذهاب والرحلات الماكوكيه وتأكيد تثبيت الرسمي للقطعة بحجة أنها ( حيازة) وما لازم ذلك من تخطيط للقرية رسميًا رغم أن كامل أوراق اللجنة الدفع والكروكي وكافة المستندات الخاصة صحيحة وبموافقة مسئولين للضابط الإداري ومسئولي الأراضي وتأكيد وجودها ضمن الخرطة الرئيسية لولاية الخرطوم حتى تم وبحمد الله التأكيد على صحة وملكيتي للأرض . ونظرا لضيق ذات اليد وتشعب المسئوليات لم نقوم بالبناء . وفي يوما ما كانت المفاجئة المدوية والتي كانت سبب رئيس في إصابتي بالضغط وهنا تحسست وفهمت عدم رضاء الوالدة حين ذاك بعد عودتي من الإجازة والذهاب لزيارة أصدقائي بالشقيلاب أن تم مصادرة الأراضي الممنوحة لبناء القرية منذ عام 1925 بأمر المستعمر الانجليزي والمسجل رسميا بالدوائر الحكومية كامتداد طبيعي للقرية وبقدرة قادر وبحكم جائر من الحكومة البائدة تم اقتلاع المنطقة بأكملها عنوة وغصبا من أهل القرية المغلوب على أمرهم لصالح مشروع من زواج الزهراء المتزوجين حديثا . وبدون أي اعتبار لملاكها السابقين وذلك في عام 2005م تقريبا وفكرت مرة في رفع دعوى في عهد وجود القائد جون قرن الموقر وقد تحدثت إلى العم حسن بذلك الموضوع وقال أنهم ساعين . لتقديم عريضة للحكومة البائدة ولكنها حفظت في الأدراج واستمر الحال وحتى لحظ كتابتي لهذه القصية وها أنا إذ اصرخ بأعلى صوتي نرفعها إلى حكومة ثورتنا سبتمبر المجيدة والتي أتت لكي تنقذنا مما كنا فيه من ظلم ممنهج ومحسوبية لأنصافنا وإعادة أملاكنا إلينا ونحن متضررين غاية الضرر من ذلك التصرف . ونرفع لكم هذه القضية إلى سعادة دولة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك الموقر للنظر لأنصافنا عبر دولة القانون باسمي شخصيا وباسم أبناء قرية الشقيلاب الحسانية ولدي من المستندات ما يؤكد صحة ومصداقية كلامي بالإضافة للرجوع إلى شباب وشيبان أهل المنطقة للتحقق من حديثي بالمطالبة بحقهم الشرعي حتى يرى طلبنا منكم النور وتردون الحقوق إلى أهلها وينعم أبناؤنا بحق والديهم بعد مماتنا ونحن نحملكم المسئولية كاملة أمام الخالق يوم القيامة يوم لا ينفع لا مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم . أملنا بالله ثم بكم كبير أن تنصفونا وتعيدوا حقنا وحق أبناؤنا .بدافع شعارنا المرفوع ومن وقود ثورتنا المجيدة( حرية سلام / عدالة) مدنيييياو. والله من وراء القصد وهو المستعان ،،،، المغترب : عدلي خميس- الدمام Email: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.