ترك البريطانيون نظاما صحيا نوعيا . شخصيا لا اري اي فرق بين ( شفخانة ) في الريف والقسم الجنوبي بمستشفي الخرطوم علي الاقل من ناحية النظافة وتجويد الخدمة . تناثرت ( نقاط الغيار ) بالقري منعا للتكدس في عواصم المديريات طلبا للعلاج. واذا استعصت العلة يحول المريض للبندر وليس بالضرورة للعاصمة. قسمة الاخصائين كانت تتم بالتساوي وتنعم بها كافة مستشفيات البلاد من غير فرز. الشفخانة يديرها مساعد طبي هندامه بدلة كاملة ويجري العمليات الصغيرة ويفهم كثيرا في علل المناطق الحارة. يساعده ممرض بشهادة وكوت ناصع البياض. ويساعدهم بالنظافة فراش يلبس يونيوفورم . دائما يري في يده المكنسة وفي الاخري محاليل التعقيم. احد هؤلاء الفراشين كتب رسالة للحكمباشي المسؤول عن الشفخانات طالبا النقل الي مسقط راسه. تم استدعائه علي عجل لمقابلة المسؤول الكبير. وصل البندر ودخل المكتب الفخم في المستشفي الملكي. ( الرسالة دي بقلمك والا كتبت لك ؟ ) رد وهو يتصبب عرقا ( كتبتها براي يادكتور ) . ( هاك دي ورقة ودا قلم اكتب رسالة نقل زي دي تاني ) . تناول الورقة وخط الرسالة وارجعها للدكتور في وقت قياسي. دمعت عيناه والورقة في يده تقدم للفراش وضمه اليه في حنان ابوي . ( ياابني ان مكانك هنا معي ) . وقد كان فقد تعهده الدكتور الانسان بالرعاية الابوية والاكاديمية. عندما تعين استاذا بالجامعة حكي لطلابه قصة الفراش الذي نال اللقب العلمي وصار استاذا بكلية الطب . حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي . منسوتا. امريكا. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.