ثلاثمائة جنية ثمن الجوز... عبارة قالها لي أحد الجزارين في امدرمان ويقصد جوز الكوارع البقري... فاستغربت... وقلت له (كتيرة)... قول مائتان وخمسون، فرفض وقال مائتان وثمانون لا.... ثلاثمائة آخر كلام... فسألته بدهشة لماذا هكذا؟ ... قال لي دي ياحبيب قاهرة الكورونا ... ضحكت برهة وقلت له كيف؟ قال شوربتها مع الليمون وقاية ونظافة للحلق من فيروس كوفيد 19.... بهذه العبارة أضف لذلك هي تعطي الجسم مناعة قوية لمقاومة هذا المرض اللعين.. وهو يتكلم بثقة كبيرة لو كان عندي تلفون لدكتور أكرم وزير الصحة كان قلت ليهو... وجدنا علاج عند جزار لجائحة الكورونا على الأقل كان ريحنا الدكتور من قومة النفس التي تقوم عليه كل يوم.. وهي قاهرة الكورونا.. الكوارع.... كما قال صاحبي الجزار.... ويمكن أن تسمي علميا (كوارعكوين)... علما بأنني أفضل( كوارعتول)... أعطيته المبلغ واخذت كوارعي وانا ممشوق الراس باعتبارها وجبة ممتازة وتغيير... أضف إلى ذلك الترويج الإعلامي الذي وضع لمساته هذا الجزار جعلني إلى حد ما اقتنع بكلامه! ... علها تكون وقاية أو علاج لهذا المرض العضال مع الليمون... فخذوا الطب من ترابيز الجزارين! ولكل دواء دواء كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم... نحمد الله اننا شعب بسيط في تعامله وشعب طيب ونحب الخير لبعضنا البعض كما نحبه للجميع... فعندما تقل لشخص انا مريض بكذا يقول لك مص القرض أو ابلع الحلبة أو اشرب جنزبيل الخ... لا يقل لك اذهب الى الاختصاصي وفيهم من يؤكدون لك ذلك... ويقولون لك (مجرب) وربما يحكي لك قصة شخص شفي بهذه الوصفة!... ياسلاااام.... نحن شعب إذا رأينا عربة متعطلة وصاحبها في حيرة من أمره كلنا نكون مكنيكيون! وننظر فيها مانشاء.. وإذا بدأ الحديث عن السياسة والسياسين فكلنا نكون سياسيون... وإذا جاء موضوع الكرة فكلنا نكون لعيبة ومدربين ورؤساء أندية! شعب عجيب.... المهم في الأمر أن طبخة الكوارع ظبطت بيد ام الاولاد حفظها الله ووضعت أمامنا على مائدة العشاء وسمينا الله بنية الاكل ونية الشفاء وكان َمعها المقبلات السلطات... والشطة... والليمون في الحساء الكوارعي العجيب... عيبها انها وجبة مكلفة وتحتاج لنار (تقيلة)... فجربوا قاهرة الكورونا كما وصفها النطاس الجزار ولو مرة كل نصف شهر .... وخليك في البيت!. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
