بسم الله الرحمن الرحيم تتناقل الأخبار أن معدل الوفيات بأسباب انتشار الكورونا في مدينة الفاشر في ازدياد مضطرد ومخيف، وهو أمر كان وسيظل متوقعاً ليس في الفاشر وحسب، ولكن في كل مدينة وقرية من السودان. إن ضعف الإمكانات الوقائية والطبية في مدينة الفاشر بحسبانها حاضرة الإقليم المنكوب سيهدد ليس فقط باقي ولايات الإقليم، ولكن سيتمدد أثره المميت إلى سائر ولايات السودان إذا لم يتم عمل فوق العادة لاحتواء هذا الإنتشار السريع للوباء والذي كان وللأسف متوقّعاً. لا يفيد الآن والناس تموت هناك بأعداد متوالية، أن نتحدث عن التحذيرات والتنبيهات التي سبق أن نبّهنا إليها وأشار إليها آخرون عن احتمال انفلات الأمور من السيطرة إذا لم تُتخذ التدابير الوقائية من وقت مبكّر، بشكل يتوافق مع حجم الإمكانات الشحيحة للدولة في هذا القطاع الحيوي، قطاع الصحّة. نحن الآن جميعاً وبكل ما نملك، أفراداً وجماعات مطالبون بأن نوجّه كل ذلك لمحاصرة انتشار الوباء في الفاشر وما حولها، ولأن النجاح هناك هو نجاح في وقف تمدده إلى باقي الولايات بأريافها التي لا يعرف الناس فيها أبسط أبجديات الوقاية من هذا الوباء. لا بد لحكومة الولاية أن تتخذ من القرارات والأفعال ما تساهم في إنجاح هذه الحملة، إنها حالة طوارئ قصوى، تحتاج إلى تكثيف كل الجهود لمحاصرة الوباء ووقف سرعة انتشاره، وذلك لن يتم إلا باتخاذ إجراءآت حازمة وسريعة تسبق سرعة الإنتشار، الوقت ليس متأخراً رغم البدء المتأخر. مطلوب إتخاذ الخطوات التالية:- 1- أن تشكّل حكومة الولاية خلية طوارئ من كل الجهات ذات الإختصاص، إذا لم تكن مشكّلة أصلاً للتعامل مع هذا الوضع الأكثر إستثنائية، وأن تقدّم يومياً مختصراً للموقف. 2- إعلان قفل المعابر من وإلى مدينة الفاشر فوراً إلا للظروف الطارئة. 3- أن تُعلن الحكومة المركزية أن مدينة الفاشر منطقة انتشار كثيف للوباء، وتتواصل في ذلك مع منظمة الصحة العالمية وسائر الدول والمنظمات الإقليمية والدولية للمساعدة في هذا الشأن. 4- إعلان الحظر الشامل في المدينة على أن يسري الحظر اعتباراً من يوم السبت المقبل 23 مايو، على أن تُتاح فرصة الأيام الأربعة للمواطنين لتأمين حاجيتهم الضرورية فيها. 5- التواصل والتنسيق مع الولايات المجاورة في كيفية تنفيذ متطلبات مواجهة الوباء في هذا الظرف الإستثنائي. 6- أن تجهّز حكومة الولاية محاجر كبيرة وأن يتم استنفار طلاب كلية الطب بجامعة الفاشر تحت إشراف الأطباء الموجودين لسد الفجوات الموجودة في الكوادر الطبية. كما يتم الدعوة للمتطوعين، على أن يتم تدريبهم على ضرورات العمل المطلوب منهم. 7- أن يتم تكثيف التوعية المتجوّلة عبر مكبرات الصوت التي تطوف الأحياء وتعمل على توعية الناس وتذكيرهم بما يجب القيام به للتعامل مع هذا الموقف الإستثنائي. كما يتم تفعيل وتكثيف جرعات التوعية في كل أجهزة الإعلام من تلفزيون وإذاعة ووسائط تواصل اجتماعي. 8- أن يتم إنشاء صندوق مكافحة الكورونا في الفاشر وفتح باب للتبرعات المادية والعينية على المستوى المحلي والخارجي، وفي هذا نناشد أبناء الفاشر أولاً والسودانيين عامة للتبرع العاجل لمواجهة هذا الموقف العصيب. 9- نناشد أبناء الفاشر في كل دول العالم وليس قصراً عليهم، تنظيم حملات جمع التبرعات العاجلة لشراء المعدات الطبية لإرسالها عاجلاً إلى هناك. حيث أن كل كمامة تصل يمكن أن تنقذ فرداً. دعوتنا إلى جميع سكان مدينة الفاشر وسائر سكان المدن والأرياف في كل مكان من السودان، أبقوا في منازلكم وحافظوا على الإرشادات الوقائية والصحية، هذه هي أنجع طريقة لمكافحة هذا الوباء حتى الآن، نسأل الله أن يرحم الذين لبوا نداء ربهم، ونتوسل إلى الله أن يشفي المرضى وأن يرفع البلاء والوباء. نناشد منظمة الصحة العالمية وسائر المنظمات الإنسانية والحكومات أن تسارع بمد يد العون إلى سكان مدينة الفاشر في السودان وما حولها، لأنها تحتضر. حزب العموم السوداني