*عندما بدأت هذه الثورة المجيدة مسيرتها رأينا أن مانحب تأكيده بل قد كتبنا مراراً على هذه الزاوية ان الشارع السوداني العملاق قد كان سبَّاقاً في حراكه ومواجهته للنظام الغاشم ،فقد كان الناس في الشارع وعلى مدى تسع ايام وبعد ذلك تنادت القوى السياسية في اول اجتماع بدار الحزب الشيوعي السوداني وحضر ممثليين عن بعض الاحزاب السياسية ، ومن عجب ان بعض المدعوين اكتفوا بالاتصال التلفوني ليعلنوا عن رغبتهم بعدم حضور الاجتماع وتعللوا بأن دار الحزب الشيوعي غير آمن وان هنالك بعض من بكاسي الامن تحيط بالمقر واعتذر البعض خوفا من الاعتقال ،ونفس الذين اخافهم الاعتقال نجدهم اليوم هم الاوسع حلقوماً في الجعجعة التي لا طائل تحتها وهم الاكثر هرولة ناحية المحاصصة وقسمة السلطة ، كان هذا واقع المشهد السياسي وفي نفس اليوم انتقل الاجتماع الى دار المؤتمر السوداني حيث تم إجازة كتابة البيان رقم واحد وكلفت به لجنة ثلاثية تضم المهندس عمر الدقير وكاتب هذه الزاوية والدكتورة مريم الصادق ، وحتى صدور البيان رقم واحد ، منذ تلك اللحظة قفزت القوى السياسية على جواد الثورة وامتطت صهوته وتأسست قوى الحرية والتغيير التي كان كارثة وما زالت كوارثها مستمرة . *ان قوى الحرية والتغيير قد اختارت لنفسها انها تعتبر الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية فإذا بها نجدها في حقيقتها لا تعدو كونها واجهة سياسية ،ونذكر في تلك الليلة الرمضانية والازمة السياسية في ذروتها والصراع بين العسكر وقوى الحرية والتغيير على اشده ،ليلتها تحدث السيد الامام الصادق المهدي قائلا (على قوى الحرية والتغيير ان تتفاوض مع المكون العسكري وهو يرى على حد زعمه انه اذا لم يتم التفاوض مع العسكر فإن العسكر سيفاوضون الفلول وهو يرى انه سيقطع الطريق امام الفلول ويفاوض العسكر فمن رأى ان يسير معه الى التفاوض فمرحباً به ، والا فلتتخذ القوى السياسية الموقف الذي تراه مناسبا ولكنه كحزب امه سيمشي للتفاوض مع العساكر،للأسف انبرى في تلك الليلة عدد من قادة القوى السياسية وطفقوا يمجدون الامام ويشيرون الى حكمته وحنكته بشكل يدعو الى التقزز وركبوا مع الامام هذه المركب التي لم توصلنا الا الى مزيدا من الشتات واوردت بلادنا موارد الردى . *وهكذا خرجت الثورة الماجدة من رحم هذا الشعب فوقعت في ايدي القوى السياسية تحت مسمى تنسيقية الحرية والتغيير فلا نحن وجدنا حرية ولا وجدنا تغيير ،فالحاضنة السياسية قد فشلت تماما في ان تكون حاضنة سياسية للحكومة الانتقالية بل واكثر من ذلك وجدنا بلادنا تتفلت من ايادينا وبعد ان صنعوا لنا شكرا حمدوك نجد انفسنا قد توقفنا امام حقائق الواقع المؤلمة بأن حكومة الدكتور حمدوك قد وقعت تحت براثن المحاصصة بل وكفرت بكل شئ الا المحاصصة ،وقد ظل شعبنا يكابد وهو يعاني شظف العيش وازمة الدواء والغذاء وفقد كل الاسباب التي تربطه بالحياة ،والان جاء النداء بمليونية الثلاثين من يونيو فهل هي ستكون حركة تعيد الامور الى نصابها ام ستقودونا الى القول بأنه كان هنا وطن اسمه السودان أم ستكون نهاية يونيو بداية حياة !! وسلام يااااااااا وطن .ِ}ِ سلام يا مؤتمر اصدقاء السودان الذي اسفر عن بضعة مليارات كان بإمكان الرأسمالية الوطنية السودانية ان تجمعها في سويعات لو ان الحس الوطني كان اعلى من حب الذات وكنز المال ، ربنا هب حساً وطنياً لأهل المال في بلادنا حتى يدفعوا لبناء الوطن بعيدا عن تسول موائد الدول الكبرى والاخرى ..سلام يا .. الجريدة /السبت 27\6\2020