حتي لا ينخدع القارئ ، فالعنوان ليس من عندي..بل وجدته علي صدر غلاف احدي المجلات السياحية ونحن علي متن الطائرة المتجهة بنا من العاصمة الاسبانية ( مدريد) الي العاصمة الجمايكية ( كينغتسون) في رحلة سياحية مدفوعة الأجر من احدي الخطوط الجوية العربية العالمية بقصد الترويج لسفرياتها الجديدة القادمة لتلك البقعة السياحية الجميلة...وذلك عند عودتنا سالمين ( غانمين) رغم أن الكلمة الاخيرة غير مضمونة التحقق بسبب هذا التوحش اامعلن عنه صراحة علي صفحات المجلة. هذا المقال، أكتبه في حقيقة الامر اكتبه كنوع من التنفيس لقراء هذه الصحيفة عن الحالة التعيسة والمحتقنة التي نعيشها هذه الأيام في السودان وما يطفح علي السطح من تطورات لا تسر الخاطر حتي للحركات المسلحة ! جزيرة جمايكا، لمن لا يعرفها، هي أحدي جزر الأنتيل الكبري، وتقع بالقرب من كوبا، وتعرف بأرض الخشب والينابيع، وتعتبر من أكبر مصدري السكر في العالم وأكثر الجزر جذبا للسياحة والتجارة والمخدرات .. يبلغ عدد سكان الجزيرة نحو 3 مليون نسمة ويزورها سنويا نحو 5 مليون بقصد السياحة وقد كنا نحن ضمن تلك الملايين الخمسة في تللك السنة...فوجدنا الزحام في كل المرافق بدءا من المطار...وفي الشوارع ...وفي الحدائق ...وفي السواحل ولكننا لم نجد نساء جمايكا الفاتنان ولو كن متوحشات ! لم نجد النساء المتوحشات، بل وجدنا صور المغني الجمايكي العالمي ( بوب مارلي) والعداء الجمايكي (يوسين بولت) الذي يعد أسرع عداء في العالم حتي الان...وصور اخري لمشاهير معلقة في كل مكان بما في ذلك المقاهي الصغيرة التي تشبه مقاهي( ستات الشاي ) عندنا حيث يباع فنجان ( قهوة الجبل الأزرق) بثلاثين دولارا. غير أن الذي كان يشغلنا ، نحن الصحفيين العرب، دون الأخرين...أين توجد تلك النساء الفاتنان المتوحشات ؟ فكان لابد لنا أن نسال دليلنا الجمايكي ، صاحب البشرة السمراء وجدائل الشعر المضفرة ...فضحك حتي برزت أسنانه البيضاء وهو يشرح لنا سر تلك الدعاية الذكية...فقد كان ذلك مقطعا من فلم ( جيمس بوند) الجاسوس البريطاني في الجزيرة في فلمه المشهور(007) حيث كان يستخدم نساء الجزيرة الساحرات في التجسس والحصول علي المعلومات من الضحايا دون ان ينالوا شيئا من تلك المفاتن ...حيث يتحولن الي وحوش كواسر بعد انتهاء المهمة بنجاح. وللأسف .. فقد كنا نحن ، معشر الصحفيين العرب، ايضا من ضحايا نساء جمايكا المتوحشات اللائي لم نراهن او نسمع عنهن الا في تلك المجلة الخادعة. د.فراج الشيخ الفزاري f.4u4f@ hotmail.com //////////////////
