عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. لو بدأ عشرة فقط من مسئولي الحكومة الإنتقالية مهامهم مثلما فعلت الدكتورة آمنة لكنا الآن في حال أفضل بكثير، ولما هددت المخاطر ثورة ديسمبر العظيمة من كل صوب. فقد دشنت والي نهر النيل مهامها الرسمية بالقرار الذي كان من المفترض أن تبدأ به حكومة حمدوك عملها في الخرطوم. أصدرت الدكتورة آمنة (الثورية فعلاً لا قولاً) أول قراراتها بإزالة إعلام نظام (المقاطيع)، عبر بإلغاء آلية الإسناد الإعلامي التي تشكلت من عدد من الإعلاميين المحسوبين على نظام المخلوع. حين طالعت هذا القرار خطر ببالي أمران، ودفعني ذلك لتأجيل مقال حول حول الكباشي وحميدتي كنت على وشك الإنتهاء منه، إحتفاءً بهذا القرار الثوري. أول الأمرين الذين خطرا ببالي يتعلق بالمجموعة التي رفضت تعيين النساء في مناصب الولاة، فقد قلت لنفسي: أتراهم قد اقتنعوا الآن، أم سيصرون على المكابرة! فما بدأت به هذه السيدة عجز عن فعله عدد مهول من الرجال في الحكومة المركزية. أدركت الدكتورة آمنة بحسها الثوري أنه يستحيل لأي داعية تغيير أن يحقق ولو خطوة واحدة للأمام في وجود أرزقية إعلام الكيزان الذين كان لهم الدور الأكبر في إفساد الذوق وترويج الأكاذيب وتزيين الباطل وتغبيش الحقائق و(صنع الشربات) من (فسيخ) المسئولين الفاسدين طوال الثلاثين عاماً الماضية. هذه هي البداية الصحيحة التي عجز عن مجرد التفكير فيها فيصل محمد صالح الذي أظهر وفاءً لأصدقاء الأمس أكثر من حرصه على نجاح مهمته كوزير في حكومة إنتقالية تشكلت بعد مخاض عسير. وحين تم تعيين الرشيد سعيد وكيلاً للوزارة استبشر البعض خيراً وتعشموا في أن يقوم بما عجز منه فيصل، لينطبق عليهما بعد ذلك المثل ( اتلم المتعوس على خايب الرجاء). وحتى لقمان الذي سُر الكثيرون بعودته من غربته الطويلة لتولي شأن الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون لم يقدم شيئاً يستحق الذكر ومضى على ذات نهج سلفيه. فبالله عليكم (ما شعرتوا) بشيء من الخجل يا من عارضتم تنصيب دكتورة آمنة والياً!! فها هي تحقق ما عجز عنه ثلاثة رجال (بطولهم وعرضهم) ، لم نر منهم عملاً ثورياً واحداً يشفع لهم. تفننوا في تغيير (البدلات) وربطات العنق، لكنهم فشلوا تماماً في المهمة الأساسية التي جيء بهم من أجلها. والمصيبة أن رئيس الوزراء يتفرج على عبث ومهازل الإعلام وكأن الأمر لا يعنيه في شيء، لأنه أصلاً غير حريص على إزالة التمكين. " إزالة التمكين" هذه المهمة شكلوا لها لجنة لا لشيء أكثر من ذر الرماد في العيون فيما بدا لنا. وإلا فلماذا تتجاهل حكومة الثورة (غير الثورية) كل الدعوات والمطالبات المتكررة بضرورة تغيير الطاقم المسئول عن الإعلام في البلد طالما أنهم غير قادرين على إحداث التغيير المطلوب!! هنيئاً لأهلنا في ولاية نهر النيل بهذه السيدة الثورية الشجاعة، ونتطلع لأن يلتف حولها الثوار الأنقياء ورجال لجان المقاومة والتغيير حتى تتمكن من إنجاز مهامها الأولى بنجاح لأن ذلك سيحدد مسارات وتوجهات حكومة الولاية في مقبل الأيام. وكل العشم أن يتركها المتقاعسون والمتواطئون في الحكومة المركزية في حالها لكي تنجز ما يرضى تطلعات أهل الولاية، فربما تقدم دكتورة آمنة نموذجاً (يُخجل) رجال هذا الزمن الأغبر الذين هانت عليهم دماء الشهداء وتلك الأرواح البريئة التي أُزهقت لكي تفسح لهم المجال ليصبحوا أعلاماً في حكومة ثورة لا يظهرون حرصاً للمحافظة عليها.