قد يتسآل الكثير منا في أسي عن سر تخلفنا و قعود بلادنا عن مسيرة الأمم، وقد يعجب وهو يري بني وطنه في دول المهجر-ذكاءً وقاداً و معرفةً واسعة و خلق رفيع. و تتري الأسئلة، هل يكمن سر النهضة في الأفراد النابهين وذوي القدرات الذهنية و الابداعية ؟ أم في ملكات أخري لا نستطيع إدراكها ؟ وقد يكون في وسعنا الاتيان ببعضها و قد يتيسر لنا الاستدلال بما أتي به الآخرون في هذا الشأن. و أذكر هنا ما ورد في مجلة ألمانية إسمها C+D التعاون و التنمية، التنمية كما نعرفها: مستدامة أو غير مستدامة.ألمانيا كما يدرك كل فرد منا عُرفت بقدرات بنيها و عزيمتهم بولاد لا يلين – كما بولادهم الشهير "كروب" CROPP المنتج في المصانع الأكثر شهرة. وردت في أحد أعدادها القديمة مقارنة بين دولة بنين في الغرب من إفريقيا من قارتنا التعيسة بعسكرها الأشقياء! و بين دولة كوريا الجنوبية في الشرق من آسيا السعيدة! مساحة واحدة هنا و هنالك ، تعداد في النفوس متقارب و إنفلات من قبضة الاستعمار في عام واحد، مع مستوي من دخل للأفراد متقارب. و بعد عدد من السنين لم يزد عن العقدين كثيراً تفاوتت الحظوظ، إن أسمينا جُهد التنمية حظاً،إذ أمر التنمية ليس بالحظ المرجم من السماء أو قسمة كما يحلو للبعض منا أن يدعي حين الشعور بالعجز و قلة الحيلة- ولكنه عملٌ و عزيمة و صبر يعززه علم و إلتزام بقيم الأسرة و تقاليد عريضة و ديانة فيها يعتقدون- ديانة لا تعد في عداد الديانات السماوية، إلا أنها تدعو للفضيلة و الصدق!إضافة إلي إلتزام بالعمل الجماعي و نبذ الفردية. أجد عند المقارنة حال بلادنا لا يختلف عن حال دولة بنين !كما لا أجد للأسف أي محاولات جادة للبحث في هذا الأمر الهام. و لكن نجد إضاعة للوقت في أشكال لا مثيل لها – صيوانات تُضرب في أوقات العمل علي قلتها، مأكولات تؤتي و تمور توزع و طبول تقرع و حناجر تدوي و عواطف تشحن فيما لا طائل منه.كان الأجدر أن ننظر في حالنا البائس و فقرنا و جهلنا السائد و الدجل الراقد ! هذه محاولة لاستكتاب أصحاب العقول الجميلة لطرق هذا الشأن و نحن نعيش في حرية ، نأمل أن تتواصل و تتسع مساحاتها ، حتي نتمكن من النهوض و التقدم. الحرية من أولي عناصر النهوض و التقدم،لتأتي من بعد ديموقراطية تمكن الناس من حسن إختيار الحكام و من يتحدث باسمهم و يحاسبونه! دعوة للجميع للبحث و إثراء المعرفة و ترك المجاملة، خاصة كثيرها فهو مضر و لنحكم العقل و نحد من العاطفة و الانفعال. هنالك عنصر آخر ذي صلة بالمجاملة و هو النفاق – فهو أيضاً يقعد الأفراد و الأمة .وأعني بالمجاملة تلك التي وصفها د. حيدر إبراهيم حين دعي للاحتفال بقراءة كتاب د.كامل إدريس- فتلك هي المجاملة وقد كفر عنها د. حيدر بمقال جيد في نقد الكتاب. أمر آخر وهو الوطنية أو حب الوطن و هنا يتجاذبنا صراع كبير بين تعاليم الاسلام و مفاهيمه" ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا إليها" إذ الأرض في الاسلام كلها وطن ! لذلك ترتب علي هذا الفهم دعوة شذاذ الآفاق و الارهابيين –مثل كارلوس. فما زلنا نعاني من عقابيل وجودهم بيننا. إتخاذ القرارات: قد تكون هذه إحدي الآفات – قرار يتخذ بخفض سن المعاش إلي 55 عاماً وقبل تطبيقه يصدر قرار آخر برفع سن المعاش إلي 65 عاماً! وفي هدوء ينزوي مركز دراسات المستقبل ليلحق بالشؤون الدينية. ولا أجد من يتكلم عن ذلك القرار العجيب غير د. عبدالله علي إبراهيم. لا أسمع عن كسب هذا المعهد أو خسرانه. فهم يحسبون أن المستقبل من شؤون الخالق –وهو يدعونا للخروج من آفاق السماء و الأرض و إلي التفكر في كثير من الأمور! أما مركز الدراسات الاستراتيجية فقد أُلحق به من دعا إلي الاستعانة بالجن ! وقد أوكلت إليه مهمة تتعلق باسرائيل الصغيرة و فشل فيها كما فشل جنه! مؤسسات كان الرجاء أن نسمع صدي عراكها و عصفها العقلي و إبداعها لتضع الخطط و تغوص في أعماق الماضي لتنطلق إلي رحابة المستقبل – مغيرة لواقعنا و مصيرنا! وأغتم حين أسمع بمنظمة لحسن الخاتمة مع سؤ الصنيع و العمل وهي فرصة للتذكير بالحكمة الشعبية" الحي أولي من الميت" أموال هذه المنظمة أولي بها طلاب العلوم و عمال المزارع و الرعاة و المشردين ! أما الموتي ، فما أسرعنا في قبرهم و نسيان أمرهم !و لا نعلم ميتاً عجز ذووه عن دفنه و حسن وداعه. و لكن ما أكثر العاجزين عن إرسال طالب لمدرسة أو جامعة و ما أكثر العاجزين عن علاج مرضاهم؟ (كتب هذا المقال قبل الثورة ولا أدري أن تم تفكيك هذه المنظمة ؟) مما يدخل في أمر إتخاذ القرار ،التوقيت السليم و تغيير إتخاذ القرار الخطل قد يأخذ الكثير من الوقت ! بينما إتخاذه لم يتعد الدقائق! دعوة للنظر في عوامل النهضة وممسكاتها وقد جاءت عفو الخاطر ،فلتكن مساهمات الآخرين أكثر ترتيباً. كما تجئ الدعوة و ولايات أميركا المتحدات تشهد صراعاً مفصلياً في تاريخها الطويل بين قوي الخيرممثلة في جو بايدن و جماعته و بين محور الشر الذي يمثله ترمب و زمرته. هكذا يمكن أن تتقدم البلاد و تنهض – كل يعرض بضاعته و المواطن يختار و ليس كما يقول قادة الجيش بتقاسم السلطة . إذ الجيش لم ينشأ ليحكم! عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.