بسم الله الرحمن الرحيم يا خلف الله عذبتنا المعارضة تسقط في التنافس الديمقراطي .... وياسر عرمان تلقى صفقه قوية لا تحتملها أحلام حملة التغيير والأمل islam al sudanee [[email protected]] -1- الفنان المقتدر جمال حسن سعيد ومجموعته الدرامية المتميزة قدمت " فواصل " درامية رائعة بتلفزيون النيل الأزرق تعمل على تنوير القطاع الشعبي العريض بضرورة الانتخابات وفضل التحول الديمقراطي على الحياة العامة اضافة الى المعلومات المقدمة بشكل درامي عفوي عن تفاصيل العملية الانتخابية و الأسئلة العابرة لفئات شعبية لا تملك أسباب المعرفة الكاملة غير الرغبة المتصاعدة في العملية الديمقراطية . ومثلما جاء في الفواصل الدرامية للمبدع جمال حسن سعيد ( يا خلف الله عذبتنا ) ... هذا هو حال المعارضة السياسية في السودان عندما واجهت الاستحقاق الانتخابي وجها لوجه .... ارتعدت فواصلها وطار عقلها وصارت تلتمس الغدر بأسباب شتى .... أكثرها غير منطقي وبعضها يمكن تجاوزه مع تجويد العمل الانتخابي الذي غاب نحو عقدين من الزمان . المعارضة السودانية أدهشت الجمهور الذين يتابعون الفعل .... فلقد أتت الفرصة لهزيمة المؤتمر الوطني بالضربة القاضية حيث تزعم المعارضة بثقلها السياسي معتمدة ان الشعب السوداني يمل بسرعة وقد كتمت الإنقاذ على أنفاسه .... واستشرى الفساد في زمانها .... وتمزق السودان بفعل سياساتها الخرقاء في الجنوب والغرب والشرق .... لكل هذه الأسباب وغيرها من المفترض ان تضع المعارضة في بطنها " بطيخة " صيفي لأنه اذا حدثت عمليات تزوير ستكون فضيحة داوية أكثر من الانتخابات الأفغانية التي وجدت من يتستر عليها من الدول الغربية ... ولكن الإنقاذ تفتقر الدعم السياسي الغربي الذي يترقب بالمرصاد أي هفوة ليكبرها عبر وسائله الضخمة في كل أرجاء المعمورة .... ولذا قامت مفوضية الانتخابات بترتيبات عديدة لمنع عمليات التزوير ومحاولة لبث الطمأنينة عبر إجراءات متنوعة تحد من كل الأساليب الفاسدة .... إلا ان بعض الأحزاب تخوفت تماما من مواجهة الصندوق الانتخابي ..... برغم ما بذل من مجهودات وطنية مضنية من مفوضية الانتخابات في بلد واسع مترامي الأطراف . - 2 – اما هزيمة حملة " الأمل والتغيير " هي صدمة كبرى للمعارضة السودانية التي اعتمدت تماما على الحركة الشعبية التي تعمل لمصالحها الخاصة وفق تكتيكاتها التي وضحت للعيان بدون كثير جهد او إمعان نظر ... فقد مات صاحب نظرية تحرير السودان من " نمولى إلى حلفا " وبرز التيار الانفعالي في الحركة الشعبية الى درجة صارمة ولكنها واضحة ... فالتيار الانفصالي لا يريد ضياع الزمن في تكتيكات مع الأحزاب الشمالية التي عانى منها كثيرا في حقب سابقة .... وله معاهدة واتفاقية واضحة المعالم مع المؤتمر الوطني يود الوصول بها الى مرافئ مقاصده المرجوة الانفصال وتحقيق رغبات وأشواق عارمة لبناء سودان جديد لمواطنيه ضاربين " بعرض الحائط " كل الصعوبات والمشاكل والتبعات المؤلمة للانفصال ... ولذا عصف بقائد قطاع الشمال السيد ياسر عرمان الذي تمنى يوما ان يتنازل له مرشح المؤتمر الوطني للرئاسة عن مقعده ... هذا الإحساس المتنامي بالثقة والقدرة ... صاحبه الان بعد قرار المكتب السياسي بسحب مرشحها للرئاسة شعورا فائضا بالهزيمة و الانكسار والخز لان للمهمشين كافة الذين صار البشير بحضوره الجاذب ولباسه المناسب وسنه المكسور لأسباب تخص المهمشين تماما مثالا يتحذى لأنباء الفقراء ان يجتهدوا لينالوا ارفع الدرجات . اما صفعة سقوط حملة " الأمل والتغيير " على خد السيد ياسر عرمان وأعقبه بالدليل القاطع ان قيادة الحركة الشعبية غير ابهه بالشمال الا بقدر ما يحقق مصالحها في تنفيذ ما تراه مناسبا خاصة في هذه الفترة الحرجة ... الصفقة الأخيرة لقائد " احزاب جوبا " ياسر عرمان أربكت المعارضة كثيرا الا من بعضها مثل المؤتمر الشعبي الذي اثر الدخول في العملية الانتخابية برغم نواقصها لانها فرصة ديمقراطية لا تعوض غير هذا الموقف الواضح من كل التيارات الأخرى التي يسودها الارتباك والعجز والفشل في القراءة الصحيحة للمسائل المهمة . - 3 – الناظر لتصريحات الجنرال قريش يتأكد ان الولاياتالمتحدة مع قيام الانتخابات في موعدها المضروب يوم 11 ابريل 2010برغم كل مؤشرات تفيد ان البشير سيفوز في سباق الرئاسة .... ولا اعتقد ان أمريكا جاهلة بالوضع الانتخابي .... ولكنها غير مهتمة بمن سيفوز في الشمال ؟ جل اهتمامها للاستحقاق الانتخابي لانه بالغ الأهمية في حق تقرير المصير للجنوب الذي يشكل جوهر اهتمام الولاياتالمتحدة التي تريد طلاقا مدنيا بين الشمال والجنوب من غير كلفة عسكرية ولذا يعكف الأمريكان على معالجة الوضع النهائي لانفصال سلس خاصة في ترسيم الحدود .و تقاسم الثروات النفطية التي تنتج في الجنوب وترحل عبر الشمال وقضايا أخرى شائكة . ما تقوم به بعض الأحزاب السودانية من تشويش متعمد على سمعة الانتخابات قبل قيامها حيث تصفها بالتزوير وعدم الحيدة والنزاهة .... وتمسك بحبل قديمه لا تفيد تمام الاستحقاق الانتخابي يسعد أطرافا خارجية ولكنه في ذات الوقت يصيب أطرافا وطنية خالصة مثل مفوضية الانتخابات بمطر سوء لا تنساه تلك الشخصيات الوطنية النزيهة . كل يوم تسقط بعض الأحزاب السودانية في الامتحان الديمقراطي .... ولا يّجملّها الأقنعة الكثيرة التي تلصق بالعملية الانتخابية الوليدة .... وكل يوم يفك فيه أواصر السودان القديم حيث تمضي حكومة الجنوب لغاياتها بعد سقوط " أولاد قرنق " في أخر قلاعهم .... وفي كل يوم تزداد قناعات الشعب السوداني باعتناق مقولة المرحوم " الشريف الهندي " في الجمعية التأسيسية قبل قيام الإنقاذ بساعات قليلة أن الأحزاب أوصلت الشعب السوداني للكفر بالديمقراطية لمّا فعلت من أحداث محبطة وكما كنا في الجامعات نطلق على تلك الأحزاب " بالكرتونية " ما زالت تمضي في غيها القديم بعد كل هذه السنوات !!!!!