شوف يا "الطريفي" الجماعة "الحبرتجية" ديل ما يغشوك بالعنتريات "سمبلا ساي". قبل ما "ننضم" خلينا نتفق أولاً على حقايق مهمَّة.. السُّودان يعاني من ضغوط، فالادارة الأمريكية الآن، وفي أجواء جائحة الكرونا وآثارها، ومناخات الضرورة الملحة، لكسب دعم "اللوبي الإسرائيلي" في "معركة الانتخابات الرئاسية" الوشيكة، وما ترتب على ذلك من ضغوطات على الخليج، للمضي في مسار التطبيع. لخدمة هذا الجند الانتخابي الداخلي. بالقدر نفسه تم الضغط على السودان. لكن يا "الطريفي" خلينا نعاين للمشهد في السودان من زاوية التطبيع أول.. ففيما يخص "وضع السودان" فهو عامةً عامل كدة: 1. السودان دولة نخرها الفساد، وفاشلة ومنهارَّة إقتصادياً وتنموياً وكل شئ، ومحتاجة لإعادة بناء. 2. والسودان يا الطريفي، يقع في منطقة، لإسرائيل نفوذ مُقدَّر فيها (الجوار الأفريقي) سواءً مصر أو جنوب السودان، أو أوغندا وأريتريا وهلمجرا، وكلها يا الطريفي، من الممكن أن يأتي من ناحيتها "عجاج إسرائيلي"، السُّودان بِعرِّيه الحالي، في غِنَّىٰ عن هذه الكتاحات. 3. النظام البائد يا الطريفي، بحكم "طبيعتو الثيوقراطية" كان عقبة كؤود، إزاء أي علاقات خارجية طبيعية، خصوصاً إنو النظام البائد إرتبط بالجماعات الإرهابية الإسلامية، والتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، التي تشكل "مصادر عداء" إرهابي ليس لإسرائيل وحدها، بل لكل القوَّى والنُّظُم المدنيَّة، ومُهدِّد عنيف لمصالحها. 4. السُّودان "الحالي" ليست لديه أي إرتباطات، بأي "تنظيمات دينية سرِّية مسلحة متطرِّفة" تُهدِّد السِّلم الإقليمي والعالمي، فهذه الروابط انقطعت بزوال النظام البائد. 5. انضمام السُّودان لمسيرَّة التطبيع، هو خصم على القوَّى المعادية للأمن والسلام الاقليمي والعالمي تحت شعارات: "القضية الفلسطينية" و"الأقصى يناديكم" وهلمجرا، مع العلم أن سكان الجغرافيا التي يقع فيها "المسجد الأقصى" و"مناطق السلطة الفلسطينية" يعيشون أوضاعاً إنسانية وإقتصادية، أفضل من الأوضاع التي ظل يعيشها الشعب السوداني، وهي حقيقة مرَّة، لأنك يا الطريفي تتعاطف مع "من هو أفضل حالاً منك" على كل المستويات، فيما "من يستحق التعاطف هو أنت" شخصياً! 6. السُّودان على وجه الخصوص عانى كثيراً من هذه "السلفقة الدينية/ السياسية" التي يصبح فيها "الخطاب والموقف السياسي نَّص على النَّص الدِّيني" إذ أكسبته من العداءات ما لا طاقة له بها. 7. عانى السُّودان من تصدُّر إسمه لقائمة الإرهاب، وترتب على ذلك حصار إقتصادي، ودبلوماسي، وحرب معنوية، ودعم للقوى المسلحة. 8. رفع إسم السُّودان، عن قائمة الإرهاب هدَّف ملح وعاجل، فشل النظام البائد في تحقيقه، رَّغم الدَّعم السُعودي غير المحدود لانجاز هذا الهدَّف، الذي أساساً، أوجده النظام البائد نفسه، بزجه لإسم السُّودان في هذه القائمة الكارِّثية الكرِّيهة، نتيجة هوَّسه الدِّيني وسلوكه الإرهابي. 9. العقوبات الإقتصادية، التي فُرضت على السُّودان، إنعكست على عدم تعاوّن البنك الدولي مع السودان، وأعاقت الاستثمار، وأسهمت في خلق مناخ من النَّهب المنظَّم للتمويل الصيني والعربي للسُّودان، والذي في الحقيقة ذهب إلى جيوب أركان النظام البائد وبطانته وحزبه ومحسوبيه وحلفائه من جماعات المصالح والطفيليين، ولم يدخل في أي مشروع، وترتب على هذا التمويل، الديون التي اثقلت الخزينة الخاوية، وفوائد هذه الديون التي يقع على كاهل الشعب عبء التخلص منها، هذا غير الديون التاريخية الموروثة "منذ نظام نميري" وفوائدها. وهناك عنصر مهم يا الطريفي، يتعمد الساسة السودانيين تجاهله، يتمثَّل في "اليهود من أصول سودانية" داخل إسرائيل، والذين بدأوا هجرتهم منذ 1967 عندما توعد عبد الناصر إخوتهم في مصر ب"رميهم في البحر" وتصاعدت وتائر هجرتهم عندما أعلن "السفاح الهالك نميري" عن قوانين سبتمبر 1983 الاسلامية سيئة السمعة، ومن ثم "أصّلَ" الهالك الترابي، بانقلابه في 1989 فقهياً، لمحاربة إسرائيل على "كافة المستويات".. حتى بجواز السفر "كل الأقطار عدا اسرائيل" وهو أمر لم يفعله حتى السفاح نميري نفسه، بعد أن بايعه الكيزان في مسجد النيلين أميراً للمؤمنين وإماما للقرن العشرين، على سنة الله ورسوله! السؤال هو: هل سيظل هؤلاء مكتوفي الأيدي إلى الأبد؟ فالسُّودان مثلما يزعم المنحدرين من صلب النبي إسماعيل أنه وطنهم، فالمنحدرين من صلب أخيه إسحق لديهم الزَّعم نفسه! المهم يا الطريفي، هل يحق لهؤلاء العودة إلى "وطنهم الأم السُّودان" أم لا؟! وهو ملف يجب أن تنظر فيه "الحكومة الإنتقالية" بجدية وموضوعية وعقلانية، فليس هناك قانون يحرم الإنسان من العودة إلى وطنه، متى شاء. وبالمناسبة دي يا الطريفي، اليهود من أصول سودانية إبان إنطلاقة "الثورَّة السُّودانية المجيدة" نظموا عدداً من الوقفات التضامنية مع معتصمين القيادة والمتظاهرين في تل أبيب، وهو أمر يدعو للتفكير في معنى الانتماء! وفيما يخص وضع "الأخوة العرب"، يا الطريفي نجد أن: 1. السلطة الفلسطينية "غير واقعية"، ولا ترغب في أن تستوعب حجم التغييرَّات التي حدثت في العالم، منذ إنهيار جدار برلين حتى الآن. 2. الدول العربية، تشعر بأن تبنيها المطلق لمصالح الشعب الفلسطيني، على حساب مصالح شعوبها في هذا "العالم المختلف" الذي تغير كثيراً، هو "منطق جزافي" و"غير عادل" ويضر بمصالحها كأنظمة بحاجة للترقيع، تعاني من تصاعد وعي الشعوب بحقوقها، ومصالحها، وقد أنهكتها قضية "لا نهائية" يُسقط فيها "النَّص الدِّيني على الخطاب والموقف السياسي". "كيف تنظر اسرائيل للتطبيع مع السودان؟!" بالنسبة لإسرائيل –إستراتيجياً– لا شك أن التطبيع مع السودان، يُمثِّل إختراقاً جديداً، وعلى قدر كبير من الأهمية. وخلينا يا الطريفي نرجع بالزمن لورا شوية، فمنذ إجتمع "عبد الفتاح البرهان" برئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتينياهو" في أوغندا قبل عدَّة أشهر، على أنقاض وركام "أحقاد وضغائن ومواقف النظام البائد" المعادية لاسرائيل، منذها وقد بدىٰ واضحاً أن ضغوط "مايك بامبيو" وزير الخارجية الأميريكي المباشرَّة وغير المباشرة عبر الأمارات والسعودية، ستفضي في نهاية المطاف إلى تطبيع السُّودان مع إسرائيل! يا الطريفي، بالعقل ومن الآخر كدة: السودان محتاج للتطبيع مع إسرائيل، بسبب نفوذها داخل أميركا خاصة في ظل الأوضاع الحالية التي خلفتها الكرونا، وتأثير لوبياتها على الانتخابات الأمريكية وعلى العلاقات الدولية، إلى حد كبير. كما أن انضمام السودان لمسيرَّة التطبيع، يُعطي إسرائيل "دفعة قوية" في تمديد حضورها الخارجي، فضلاً عن منافع إقتصادية كبيرَّة، منها مزَّاحمة قوى إقليمية، كتركيا والسعودية، والامارات، الخ.. تتسابق لبسط نفوذها على السودان. بالتالي انضمام السودان لمسيرَّة التطبيع، هو لبنة أساسية في "رؤية ادارة ترمب للسلام" في الشرق الأوسط. طيب جيوب وفلول النظام ناس بوخة المرقة أخبارهم إيه؟ لن يكون مستغرباً أن تنشط "جيوب وفلول النظام البائد" داخل الحكومة الانتقالية وخارجها، في نشر خطابات عاطفية، تعتمد أساساً على الشائعات والقوالات، في وسائل التواصل الإجتماعي والمساجد ضد التطبيع. بل وربما يصرِّح بعض المسؤلين والقيادات المدنية للاعلام، تحت وطء هذا النوع من الضغوط ضد التطبيع، ل"رسم صورة زائفة"، بتصوير أن هناك "رفض شعبي قوي" داخل السودان للتطبيع. مع أن شعب السودان، لم يستفتاه أحد لمعرفة إن كان يرفض التطبيع أم لا، فهذه الجيوب والفلول ليست هي الشعب، ولا هي المعبر عن مصالحه، بالعكس هي تشن الهجوم على مبدأ التطبيع، لإضعاف الالتفاف حول الحكومة الانتقالية وإسقاطها، فموضوع التطبيع بالنسبة لها "حصان طروادة". وهي في خطاباتها توظف الدور الاسرائيلي الداعم للتوترات "بين النظام البائد والمناطق المهمشة"، وهو رد فعل إسرائيلي طبيعي جداً، تجاه دعم النظام البائد، للمنظمات الارهابية المعادية لاسرائيل. وهذا يعني أن هذه "الحجة ميتة" فبمثل ما كال النظام البائد لاسرائيل كالت له، يعني متساويين! الآن هذا "نظام جديد" عليه التخلص من التركة التي خلفها النظام البائد في الإضرار بمصالح الشعب، والتي انتهت بالسودان لوضعه الفاشل الحالي. في السنوات التي سبقت الثورَّة وقبيل حدوثها الوشيك، بل وأثناء الثورَّة درج "المخلفون من الإعراب" على تخذيل الشعب، وإيهامه بالمصير الليبي واليمني والسوري، إلخ.. عن عمد وذلك لاقتضاء مصالحهم الايديولوجية، ب"إشعال حتى حفر الدُّخان"، وهي مصالح متناقضة مع مصالح الشعب.. هؤلاء أنفسهم من ستطفوا حناجرهم إلى السطح في مقبل الأيام، لبعث الخطابات المعادية لإسرائيل إلى مدياتها القصوى إستناداً إلى حجج مردودة، كفصل جنوب السودان، مع أن المسؤول عن فصل الجنوب، هي سياسات النظام الاسلاموي البائد، و"البؤس التاريخي للعقل السياسي السوداني" الفقير ومحدود الأفق!.. المهم يا الطريفي، السودان محتاج للتطبيع مع اسرائيل، أكثر من حاجة إسرائيل للتطبيع مع السودان، على أهمية التطبيع مع السودان، وببساطة المفتاح وكلمة السر لحل الكثير من "مشكلات السودان المزمنة" هما التطبيع مع إسرائيل. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.