بيان حول تنظيم التحالف الوطني السوداني بالإقليم الشرقي لمؤتمر تداولي لقضايا شرق السودان ظل إقليم شرق السودان لعقود خلت يعاني من إشكالات كبيرة منذ تأسيس الدولة الوطنية الحديثة ما بعد الإستقلال دون تغيير للواقع المتدهور لخدمات التعليم والصحة والتنمية خلال عهود الحكم الديمقراطي أو الديكتاتوري في ما أفضت سياسات النظام المباد وسنوات حكمه العجاف لثلاثين عاماً لتعميق تلك الأزمة ليضيف عليها جراء سياساته الرعناء أزمات إضافية اسهمت في تفكيك النسيج الإجتماعي بإقحام القبيلة في السياسة بما يمثل التهديد الأكبر للسلم والتعايش بين مكونات الإقليم، وما نشهده من أحداث وصراعات ما هي إلا تجلى وحصاد لذلك المنهج الخرب البائس للنظام المباد وسياساته. منذ إنتصار ثورة ديسمبر المجيدة ودحرها وهزيمتها للنظام المباد ظل الإقليم الشرقي وولاياته الثلاثة في دوامة مستمرة من الأزمات والصراعات ذات الطابع الإجتماعي فقدنا خلالها أرواح نفر عزيز من أبناء الشعب السوداني، وعوضاً علي ان تسهم مفاوضات مسار الشرق خلال مباحثات السلام في خلق قدر أكبر من التوافق بين مكونات وأبناء الإقليم فإنها عمقت الأزمة جراء عدم التوافق السياسي تجاه سلام جوبا ثم إتفاق مسار الشرق. من الضروري عدم إغفال غياب الرؤية للأحزاب السياسية القومية ولمؤسسات الحكم الإنتقالي لكيفية التعاطي مع قضايا شرق السودان حتى إنتهي الأمر للمشهد الحالي لتعقيد المشهد المأزوم بشكل أكبر مما كان عليه، وفي ذات الوقت فإن غياب التيارات والاجسام المدنية في الإقليم مثلت ضرراً بليغاً على قضايا شرق السودان وأعاق مهام الإنتقال السياسي في ولايات الإقليم الثلاثة. جماهير شعبنا بالإقليم الشرقي : إنطلاقاً مما ذكراً سابقاً وحرصاً على إيجاد معالجات تكون بمثابة أرضية تعيين على التوصل لحلول ورؤى تخرج الإقليم وولاياته الثلاثة من عنق الزجاجة، وفي إطار مسؤوليتنا الأخلاقية والتاريخية تجاه قضايا إقليم شرق السودان ودورنا السياسي في التحالف الوطني السوداني بالعمل على الإسهام الفاعل والجاد للبحث عن حلول ومعالجات لهذه القضايا، وبعد التشاور مع المؤسسات والقيادة المركزية للحزب فقد أقرت هيئات حزبنا بالمناطق الثلاثة في الإقليم الشرقي إقامة مؤتمر تداولي لمناقشة قضايا شرق السودان خلال الفترة من 4-7 نوفمبر 2020م بمدينة كسلا في جلسات مفتوحة يشارك فيها الأكاديميين والباحثين والمهتمين بقضايا الإقليم وجلسات مغلقة داخلية خاصة بعضوية التحالف ، بغرض مناقشة وبحث قضايا الإقليم والوصول لرؤى للقضايا الراهنة وبحث السبل لمعالجة التحديات الماثلة ويفتح الطريق لوضع لبنات الإنتقال التي تتولى تفكيك الأوضاع المختلة خلال حقبة النظام المباد والعهود السابقة وتؤسس لواقع جديد يجعل شعارات ثورة ديسمبر المجيدة (حرية سلام وعدالة) نتائج محسوسة لدي أي مواطن من مواطني السودان عموماً وشرق السودان على وجه الخصوص. نؤكد في التحالف الوطني السوداني لجماهير الشعب السوداني عموماً ولجماهير شعبنا بالإقليم الشرقي حرصنا وجديتنا من أجل تجاوز الواقع الحالي بالإقليم وولاياته الثلاثة ووضع الإنتقال السياسي والتحول الديمقراطي في مسارها الصحيح، متسلحين بقناعة وإيمان شعبنا الثابتة حينما واجه الطغاة والمستبدين على إمتداد تاريخنا الطويل بأن الشعوب تقهر الظروف وتصنع دوماً المستحيل وتنتصر في خاتمة المطاف. سننهض وننتصر ونحقق ما تعاهدنا عليه مع شهداء الشعب السوداني وأكثر من أربعمائة شهيد تحالفي بأن ترفرف رايات الدولة المدنية الديمقراطية في أرض السودان . ماينوم التحالف الوطني السوداني الإقليم الشرقي الإثنين 26 أكتوبر 2020م