ابتلى الشعب السوداني منذ الاستقلال بقيادات تدير البلد وكأنه مؤسسة صغيرة تمتلكها بنسبة 100% وليست حتى شركة صغيرة تمتلك 95% من اسهمها ، لتجد من يحاورها ويناقشها بنسبة ال 5% ومعارضة تعارض البلاد ولا تعارض من يحكم البلاد ، ولهذا السبب درنا وسط دائرة مغلقة ومتاهة متعبة معقدة بدون أبواب .منذ الاستقلال في العام 1956 وحتى تاريخه ، واصبح حالنا من سيء الى أسوأ ما دعاني للكتابة اليوم هو مقال الاستاذ / ضياء الدين بلال بصحيفة السوداني بعنوان مثير (الاسلحة الغبية) وأمثال الاستاذ / ضياء لا يحتاج الى عنوان مثير للفتت انتباه القارئ لقراء مقاله وقبل قراءة موضوع المقال لم اتوقع ان السيد ضياء سيتحدث عن هذه الاسلحة والتي هي مردودة عليه ، ولم اتوقع ان الرمد قد عمى عينيه بالكامل واصبح لا يرى وربما لا يسمع ، والذي كنت اتوقع منه أن يرى بعين السوداني الاصيل ربما ان الرمد الذي اصاب عينيه لم يجعله يرى كيف تعامل الصحفي عمار محمد ادم برمي المايك بكل سوء ادب في وجه الاستاذ / عمر قمر الدين ضمن الندوة التي نظمتها صحيفة التيار باسم (كباية شاي) ولم يحترم الحضور ولا المكان الذي جمعه ، واكد لنا بانه غير جدير بالعيش بمبادئ الثورة حرية سلام وعدالة ، واكد بانه لا يستحق الحرية ولا يعرف معناها ومغزاها بغض النظر عن اتفاقنا او اختلافنا في موضوع النقاش ورؤيته فيه لم يكن السودان يوما ملكا للتيارين السياسيين المتناحرين الآن تيار فقد السلطة بعد أن ركب جوادها ، وذاق حلوها ولم يذق لها مرا يوما ، وأدار البلاد كمؤسسة خاصة وتصرف في شؤونها بالحكم بغير ما انزل الله رغم ادعائه ذلك ، واصبح يتباكى اليوم على التطبيع مع اسرائيل ويلهث ويجرى تاركا كل مبدأ راكبا لكل جواد ليسقط قبل الوصول ويبحث عن غيره ،لا يهم مالك الجواد ولا لونه ولا اسمه وبين معارضة كان وزير الخارجية المكلف اليوم أحد أذرعها والذي ادلى بشهادته أمام الكونغرس وادى ذلك اضافة الى مجموعة عوامل اخرى الى فرض عقوبات على نظام البشير وعلى دولة السودان ، والذي تضرر منه ابن السودان والمواطن السوداني البسيط ،ولم يتضرر منه البشير ولا أعوانه هنا لا يهم المعارضة غير اسقاط نظام البشير ، وتتساوى عندنا الحكومة والمعارضة ، في ركوب الجواد أي جواد ، ونتيجة لانعدام الوطنية حكومة ومعارضة اصبح هذا هو حالنا ومآلنا دعونا نتناول اسلحة ضياء الدين التي وصفها بالغباء ونسكت عما سكت هو عنه ، من تصرف غير لائق من الصحفي عمار محمد ادم ، ولو استمر في مقاله لفضح عقلية المعارضين وافتخارهم بان العقوبات على السودان كانت بتخطيطهم لكان المقال والمقام حاضرين ، ولكان القصف على هذه الجبهة قويا ومؤديا للغرض ، ولسكت الجميع ولم يتحدث الحمار ، ولما احتجنا لكتابة هذه السطور تحدث ضياء الدين عن امثلة تشفي اليسار من قيادات الحكومة السابقة وحالات العداء مع امثلة من قيادات الانقاذ ، وهنا يكمن عدم دهاء الرجل فهو لم يتحدث عن غباء اليسار في ادارة دولاب الدولة بنهج الثورة ، ولم يحاكمهم بمبادئهم من الحرية والسلام والعدالة ، ولنرى الامثلة التي ضربها اولا عندي وخامسا بمقاله ليتناول ان اليسار يعادي دكتور مأمون حميدة لإلحاق الضرر به ، ليذرف دموع التماسيح على ضحايا جامعة الدكتور مأمون حميدة وليتحدث حديثا مبطنا عن خسائر مأمون حميدة المادية وليست خسائر الطلاب من الحكومة الحالية ولنذكرك بمقال سابق لك بتاريخ 2/7/2018م تحدثت عن عدم رضا دكتور مأمون حميدة من الصحافة وقتها لأنها فقط تحدثت عن قصور وشكاوى وتصوير لسوء الخدمات ومجدت الرجل بتجفيف المستشفيات الكبيرة من مستشفى الخرطوم والعيون وغيرها وبناء مستشفياته هو ، ليفسح المجال له وسط الخرطوم وتتوزع الخدمات الحكومية خارج الخرطوم ، لو تحدثت هنا واوردت مثالا يدل على عداء الحكومة الحالية لبعض قادة القطاع الصحي المؤهلين وطردهم من العمل لسكت ووافقتك الراي ، ولو تحدثت عن تردي احوال القطاع الصحي لوافقتك ولكن ان تدافع عن رأسمالي مثل الدكتور حميدة انتفخت جيوبه وحساباته في عهد الانقاذ فليس من الحصافة ربط ذلك بالغباء والذكاء وان تدافع عن طلاب موجودون داخل الخرطوم وما اكثر الجامعات بالخرطوم حيث يمكن استيعابهم جميعا ببقية الجامعات فعلى ماذا التباكي على رفيق العمر د / ماموم حميدة المثال الثاني للأسلحة الغبية الدكتور عبد الحليم المتعافي وهو من صحابة الانقاذ وما أدراك ما صحابة الانقاذ ألم يتهمه الاستاذ عثمان ميرغني علنا عبر قناة النيل الازرق حينما استضافه الطاهر حسن التوم وتناولته انت بعمودك اليومي ،الم يتهمه برشوة بخصوص مصنع سكر مشكور المتعافي الذي عرف الجميع دوره في التقاوى الفاسدة والمبيدات الحشرية والذي وصفته سابقا بانه لا يمارس السياسة كطق حنك ، لا علاقة لي بالمتعافي لاذكر مساوئه او محاسنه ولكنك لو ادرجت الغبن والانتقام من اشخاص غيره لقبلنا وصف الغباء في هذه الناحية ، وان الحكومة قد انتقمت منه لتجويع مزارعي ام جر اما الاسلحة الغبية الاخرى فللاسف انت ترى بعين اصابها الرمد ، فلم ترى في قرار وزارة التربية والتعليم اقفال بعض المدارس الخاصة ، وتصوره بانه تشريد لهؤلاء الطلاب وتصوره بان وزارة التربية والتعليم قد حرمت هؤلاء الطلاب الابرياء من التعليم فتلوي عنق الحقيقة وتصور من يقفل ابواب هذه المدارس بالمحتل الغاصب عديم الضمير عديم المعرفة وقد وصفته بالغبي المنتقم . ولكن دورك كصحفي ان تنقل للقارئ اسباب ومبررات وزارة التربية والتعليم في اقفال هذه المدارس ، وهنا تضع الصورة كاملة وربما اقتنع القارئ بما اوردته من قرائن الى الصورة التي تعبت في ايصالها اليه وربما لم يصفوه بالغباء فقط . بلوانا في السودان ليست فقط في حكومة عميلة ومعارضة خائنة ، ولكن بلوانا الكبرى في تحييد الاعلام بكل اصنافه ، في فقدان اعلامنا لبوصلة الحق والفضيلة والامانة والمهنية ، في فقدان اعلامنا الى الحيادية وكلمة الحق ، في توجيه الاعلام لخدمة الحزبية والجهوية والاغراض الشخصية الضعيفة ، وفي عنفوان الانقاذ تحدثت في اكثر من مقال عن هيبة الاعلام بكل انواعه المقروء والمرئي وسرعة تأثير المرئي والمسموع وانه السلطة الاقوى ، فلو نزع الاعلاميون ثيابهم الحزبية والجهوية وكان السودان همهم الاول والاخير لما احتجنا الى اصلاح الساسة ولكان ساستنا كما نحب ولوصل صوت المواطن البسيط الى اعلى قمة في الدولة فتح الرحمن عبد الباقي مكةالمكرمة 31/10/2020 عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.