* في معرض اندفاعه المحموم للذود عن وزير الصحة بولاية الخرطوم، طرح الأخ المهندس الطيب مصطفى سؤالاً مغرضاً، حشاه بالسم في جوف الدسم، حين كتب: (هل كان لملابسات تقديم ابن مزمل أبو القاسم للقبول في جامعة مأمون حميدة أي علاقة من قريب أو بعيد بالأمر)؟ * (الأمر) الذي عناه الطيب مصطفى يتعلق بتحقيق (الزلزال)، الذي يتناول أداء وزارة الصحة بولاية الخرطوم، في عهد ولاية الوزير المستثمر عليها، في حلقاتٍ متتاليةٍ، ننشر إحداها في عدد اليوم. * أسأل الطيب: عن أي ملابساتٍ تتحدث يا رجل؟ * الملابسات التي ذكرتها لا توجد إلا في خيالك، وخيال من مرروا لك تلك الفرية الكريهة!! * تعمد الطيب مصطفى تضليل قرائه، وأراد إيهامهم بأن الدوافع التي تحرك تحقيق (الزلزال) شخصية، بطرحه سؤالاً استند إلى كذبةٍ بلقاء فاضحة مضللة، رددها آخرون قبله، ثم دسوها عليه كي يشخصنوا بها القضية، ويوهموا الناس بأن مزمل يستهدف الوزير المستثمر في شخصه، ويرغب في الاقتصاص لنفسه، لأن جامعة مأمون حميدة رفضت قبول ابنه في كلية الطب التابعة لها. * صححت المعلومة (المضروبة) في هذه المساحة قبلاً، ودحضتها بقسمٍ مغلظ، أكدت به أن ابني لم يقدم لجامعة مأمون حميدة ولم يقربها مطلقاً، وأقر من ابتدعوا الكذبة البلقاء بخطئهم، ومع ذلك رددها الطيب، ليدمغ نفسه (بالدغمسة)، وينقض غزل صحيفةٍ ابتدرت بواكير عهد صدورها بالحرب على الفساد، ودفعت ثمن ذلك تضييقاً وملاحقةً وتفتيشاً وإذلالاً وقفلا. * وقفنا وقتها مع (صيحة الطيب)، وساندناها بلا تحفظ، وهاجمنا من استغل نفوذه للتضييق عليها، ولم يدر بخلدنا أن ناشرها سينقض غزله بيديه، ويطعن من ساندوه في ظهورهم، بدفاعه المحموم عن الباطل. * ليت الطيب اكتفى بتلك الكذبة وحدها، لأنه قرنها بأخرى أشد سوءاً وأوفر قبحاً ولؤماً، زعم بها أن مأمون حميدة حول إحدى الخرابات إلى مستشفى خيري، يتحمل كلفة علاج المرضى والعمليات بالمجان. * من قال لك إن المستشفى الأكاديمي الذي تهيمن عليه جامعة مأمون حميدة يتحمل كلفة تطبيب المرضى، ويعالجهم مجاناً كذب عليك، وضللك وازدراك. * مرةً أخرى لم يكلف الطيب مصطفى نفسه عناء التحقق من معلومةٍ مضروبةٍ (في التنك)، ونشرها بلا تمحيص، فتحمل وزر بطلانها، وذنب ترويجها، فلماذا يفعل ذلك؟ * لماذا يمارس الدغمسة على رؤوس الأشهاد؟ * ألا يحق لنا أن نتساءل عن حقيقة دوافعه كما فعل معنا؟ * ألا يجوز لنا أن نتساءل عن مسببات (الانقلاب الكبير) الذي طرأ على نهج من أصدر صحيفةً زعم أنه يريد أن يحارب بها كل مظاهر المحسوبية والفساد؟ * لماذا انقلبت على عقبيك ونقضت غزلك بيديك يا (ناشر الصيحة)؟ * المستشفى الأكاديمي لا يعالج مرضاه بالمجان كما زعمت زوراً يا سيدي، وإذا كنت في شكٍ من ذلك فعليك أن تزوره من فورك، لترى بعينيك، وتستوثق بنفسك، إن كنت راغباً في التحقق، ولا أظنك تريد ذلك، وإلا لفعلته قبل أن تتورط في نشر الأكاذيب، وترويج الأباطيل، بنهجٍ لا يشبهك ولا يليق بك. * (اليوم التالي) تحتفظ بصورٍ من إيصالات مالية رسمية، أصدرها المستشفى الأكاديمي لبعض مرضاه، وهي تؤكد أنه لم يعالجهم مجاناً كما يهرف صاحب (الصيحة)، بل ألزمهم بدفع أكثر من الرسوم المقررة في مستشفى (التميز) المجاور للمستشفى الأكاديمي تماماً، فما قولك يا باشمهندس؟ * دوافعنا ليست شخصية، لأن (اليوم التالي) نشرت قبل (الزلزال) تحقيقاتٍ مماثلة، استهدفت كشف تجاوزاتٍ يتعلق معظمها بعقودٍ حكومية، ومنها واحد يتصل بأموال جامعة أم درمان الأهلية، وآخر يدور حول عقدٍ يتبع لصندوق إعمار الشرق، وثالث يتصل بشركة (سودابوست)، ورابع له علاقة بمنظمة مجذوب الخليفة، وخامس يتصل بتجاوزات مشروع (لاب توب لكل شاب)، وسادس حول وزارة التربية الولائية، إلخ! * نحن لا نخلط العام بالخاص، ولا نستغل صحفنا للاقتصاص من الناس، وليست لنا مع مأمون حميدة ولا غيره عداوة شخصية، فلا تضلل الناس فضلاً، ولا ترد فضل من دعموك لتخلط الخبيث بالطيب.. يا الطيب. * ناشر الصيحة كتب بالأمس مقالاً مطولاً عن قضية الشهادة السودانية، لطم فيه الخدود، وشق الجيوب حزناً على ما أصاب شهادتنا، مدعياً حرصه على سلامتها، ومبدياً خوفه من أن يكون ما حدث بالفعل أكثر مما رشح وتداوله الإعلام، ونظن أن قراءه سيشكون في صدقه، لأنه لم يفعل المثل عندما تعلق الأمر بما خفي في وزارةٍ، انبرى للدفاع عنها بالباطل، واستعان في حملته المغرضة بالأكاذيب والافتراءات، فأصاب مصداقيته في مقتل. * مديرة سابقة لمستشفى (البان جديد)، أكدت أن طلاب كلية نصر الدين الطبية كانوا يتدربون في المستشفى المذكور مقابل خمسين ألف جنيه شهرياً، بينما كان رفاقهم من جامعة مأمون حميدة يتدربون بالمجان!! * (دي برضو مغرضة وعندها ولد ما قبلوهو في جامعة الوزير)؟ * غداً بحول الله نعرض لما ردده (ناشر الصيحة) عن أن عقد المستشفى الأكاديمي يمنح مأمون حميدة حق إدارة (السوبر ماركت والكافتيريا) التابعتين للمستشفى وتخصيصهما لمن يشاء، في معرض سعيه المحموم لتبرير سيطرة ابن الوزير عليهما، بعد أن طلب مأمون حميدة (بخطابٍ رسميٍ يحمل ترويسة الوزارة وخاتمها) من محلية الخرطوم عدم التصديق لأي محل تجاري في الشارع المواجه للمستشفى المذكور، وحرم بعض سكان الحي مما اختص به ابنه. * دفاع الطيب عن الباطل (يفقع المرارة)، وزفراته جاءت هذه المرة (زِفرة) وليست (حرَّى) على الإطلاق! نواصل غداً بحول الله.