الدكتور مأمون حميدة نفسه لا ولن يصدق أن أدافع عنه، ولكن بما أنني اختصاصي «غير مرجعي» في شؤون الصحة ووزارة الصحة الاتحادية، بالإضافة الى أنني كنتُ وما زلتُ من الناصحين للدكتور مأمون حميدة أن يُغير طريقته وأسلوبه وتعامله الذي يشتكي منه حتى الذين حدثت لهم احتكاكات معه في الوزارة أو في المستشفى أو في الجامعة.. ولكنني أجد نفسي منتقداً تصرف أسرة الشاعر محجوب شريف «شفاه الله» في منع الدكتور مأمون حميدة من زيارة محجوب شريف الذي تحدث شعراً عن (وطن حدادي مدادي ما بنبنيهو فرادي)، وتحدث شعراً عن السودان وإنسان السودان المتسامح العطوف الذي يسمو فوق الخلافات.. المريض أحوج ما يكون الى لمة الناس والأهل والأصدقاء، وحتى الأعداء. لأن فيهم من قد يعطف عليك ويدعو لك الله ويشفيك بسبب دعوته هذه.. هكذا السودان وشعب السودان.. فلقد وجدت نفسي من أوائل الناس الذين هبوا الى منزل الدكتور عبدالحليم المتعافي في حادث الطائرة الشهير والذي نجا منه بأعجوبة, والدكتور المتعافي نفسه عمره لم يغِب عن أسرتنا. فلقد كان حاضراً في وفاة الوالد رحمه الله وليومين متتاليين، وجالساً بالساعات وفي وفاة الوالدة.. الدكتور مأمون حميدة نفسه جاءنا ابنه محمد وزارنا بعد وفاة الوالدة معتذراً للتأخير، وجاء نيابة عن والده لأنه كان خارج السودان. وحينما توفى الوالد جاء الدكتور مأمون حميدة بنفسه ووقف وقال بعد خروج الجثمان «عافي منك يا سيد أحمد»، ولكنه «غيَّر رأيه» وواصل قضاياه ضده الى يومنا هذا..! كل السياسيين في السودان لا يخلطون أوراق السياسة مع الاجتماعيات والعلاقات الإنسانية. ورغم كل ذلك توفي ابن أخ مأمون حميدة، فذهبنا وعزينا وشربنا الشاي واتونسنا معه ومازحني.. والآن الله لا قدر لو حدث مكروه للدكتور مأمون حميدة، سوف يجدني الى جواره وأنا واثق أنني لن أجد عبارة «إنت بالذات ما تدخل»..! وأخيراً أدعو الدكتور مأمون حميدة الى معاودتي إذا مرضت، والى حضور زواج أبنائي وبناتي صغار السن، ومع تمنياتي أن يمد الله له في أيامه ويعطيه «الصحة» -صحة الجسم وليس الوزارة- ليواصل محاكمه ضدنا ونواصل حملتنا ضده..!