من سخريات القدر و أعاجيبه أن هذا القلم الذي بات مصدر فخر للعالم ، وللناطقين بالعربية والقارة السمراء والسودان بوجه أخص ؛ هو ذات القلم الذي لطالما سعت الحكومة السابقة لتكميمه وكسره ، بل وطمره إلي الأبد.. وذلك نسبة لاصطدامه اصطداما مباشراً مع التوجه التضليلي وسياسية الخم والاستعباد العقلي التي تنتهجها أنظمة النخب الأيديولوجية المتعاقبة على رأس السلطة في السودان . لكن رغم أنف المستنكفين صمد ذلك القلم شامخاً ، وما فتئ يحصد الجوائز الكبري تباعا جائزة إثر أخرى.. كجائزة "بي بي سي" للقصة القصيرة على مستوى العالم العربي 1993 عن قصة (امرأة من كمبو كديس) جائزة (قصص على الهواء) التي نظمتها "بي بي سي" بالتعاون مع مجلة العربي عن قصتي (موسيقى العظام) و(فيزياء اللون) جائزة الطيب صالح للرواية لعام 2009 عن رواية "الجنقو – مسامير الأرض" وها هو اليوم يرفع إسم السودان عالياً متربعا على عرش جائزة الأدب العربي في فرنسا للعام 2020 . فمن هو عبد العزيز بركة ساكن صاحب ذلك اليراع العملاق ؟ *هو أديب سوداني وُلِدَ ب«خشم القربة» بولاية «كسلا» عام 1963م، ونشأ وترعرع في بالقرب من مدينة «القضارف»، حيث درس المرحلة الابتدائية بمدرسة «ديم النور الابتدائية بنين» (الرباط حاليًّا) بالقضارف، والتحق في المرحلة المتوسطة بمدرسة «خشم القربة» ثم مدرسة «حلفا الجديدة» في المرحلة الثانوية، وتابع دراسته الجامعية في مصر، فدرس إدارة الأعمال بجامعة أسيوط. ويقيم حاليًّا في «النمسا»، وهو متزوج وله ولدان: «المهاتما» و«مستنير». *عمِل مدرسًا للغة الإنجليزية في الفترة من 1993م إلى 2000م، وشغل عدة مناصب، أبرزها: عمله مستشارًا لحقوق الأطفال لدى اليونيسيف في دارفور من 2007م إلى 2008م، ومديرًا لمشروعات التنمية في صندوق تنمية المجتمع التابع للبنك الدولي بالنيل الأزرق، إلى أن تفرَّغ للكتابة؛ تلك الوظيفة التي يستودعها شغفه التام والدائم ويعدها «وظيفة الساحر»، فإلى جانب مؤلَّفاته القصصية والروائية . *نشر في كثير من الدوريات والمجلات والجرائد المحلية والعربية والعالمية مثل: مجلة العربي، مجلة الناقد اللندنية، مجلة نزوي، مجلة الدراسات الفلسطينية الصادرة في باريس باللغة الفرنسية، مجلة الدوحة القطرية، مجلة بانبال الصادرة باللغة الإنجليزية بلندن، جريدة الدستور اللندنية، مجلة حريات وصحيفة المواكب وغيرها . بجانب مشاركته في بعض الفعاليات العربية والعالمية، مثل مهرجان الجنادرية بالمملكة العربية السعودية، ومهرجان القصة القصيرة الثاني بعَمَّان، وورشة كتاب تحت الحرب ببروكسل، وفعالية الفنون بوابة للسياسة في فيينا- النمسا و عضو نادي القصة السوداني عضو اتحاد الكتاب السودانيين . * ومن ألاعيب للصدفة أنه بعد حصول روايته «الجنقو مسامير الأرض» على جائزة الطيب صالح للرواية عام 2009م، _وهي نفس الرواية الحاصلة للتو على جائزة الأدب العربي في فرنسا_ أصدرت وزارة الثقافة السودانية بحظر الرواية ومنع تداولها، وقبل ذلك صودرت مجموعته «امرأة من كمبو كديس» عام 2005م، وفي 2012م قامت السلطات بمنع عرض كتبه بمعرض الخرطوم الدولي للكتاب، فيما رأى ساكن في تعنُّت الرقابة تضييقًا غير مقبول، مؤكِّدًا على أنه «كاتب حسن النية وأخلاقيٌّ، بل داعية للسِّلْم والحرية، ولكن الرقيب لا يقرؤني إلا بعكس ذلك» . *في المقابل، توفَّرت لأعماله قراءات تنبَّهت إلى رسالته وإبداعيته ونبَّهت إليها لدرجة أن قرر المعهد العالي الفني بمدينة سالفدن سالسبورج بالنمسا في 2013م أن يدرج في مناهجه الدراسية روايته «مخيلة الخندريس» في نسختها الألمانية التي ترجمتها الدكتورة «إشراقة مصطفى» عام 2011م. * من مؤلفات: _الطواحين _رماد الماء _ زوج امرأة الرصاص _سماهاني _الجنقو مسامير الأرض _مسيح دارفور _مخلية الخندريس _العاشق البدوي _موسيقى العظام _الرجل الخراب _منفستو الديك النوبي بجانب: _حكاية: حواية والضبع، باللغة الفرنسية – باريس دار هرمتان 2010 _حكاية: فارس بلالة، باللغة الفرنسية- باريس – دار هرمتان 2010 _ مجموعة قصص قصيرة : بالفرنسية- باريس – دار هرمتان 2010 _ غابة سرد: الجزائر عاصمة للثقافة العربية _ مختارات من القصة القصيرة، أفق أول نادي القصة السوداني 2006 . * ومما يميز الكاتب عبد العزيز بركة ساكن ويضعه في قمة ايقونات الأدباء السودانيين بلا منازع أنه استطاع أن يجهر عالياً وبكل جرأة وشجاعة بأنين وآلام المجتمعات المهمشة التي لم تجد لها لسان يترجم ما يقاسونه من ويلات ، كما أنه فضح عقلية ونفسية النخب المأدلجة التى تتخذ من سياسة التجهيل والقهر الثقافي سلما تصعد به نحو مطامعها ، بجانب تطرقه بعقل مفتوح لمآسي الرق والاستعباد التي عانتها ولا تزال تعاني من إفرازاتها شرائح كبيرة من مكونات الشعب السوداني . وفي الختام : السودان والعالم موعود ببزوغ كوكب سيظل ساطعاً في الفضاء الفكري والثقافي العالمي لقرون طويلة آتية .. بولتون/انجلترا 9 نوفمبر 2020 #المراجع : الجزيرة نت نسخة محفوظة 28 مارس 2018 على موقع واي باك مشين. صحيفة القدس العربي نسخة محفوظة 07 مايو 2018 على صوت الهامش موقع واي باك مشين. أيقونة بوابة بوابة أدب أيقونة بوابة بوابة أعلام أيقونة بوابة بوابة السودان أيقونة بوابة بوابة روايات عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.