قالوا عن الخرطوم أنها كانت تقرأ واليوم الخرطوم تبحث عن قطعة خبز وصار الكتاب اخر اهتماماتها . معرض الكتاب لم يعد متعة بل عذاب فالاسعار ستكون نار والمعروض من المطبوعات سيكون معظمه أكاديمي والطلاب في إجازة من الدراسة وفي غياب تام عن دنيا التثقيف والتاليف . من عنده الوقت ليتصفح كتابا أو مجلة أو حتي صحيفة والكل يلهث وراء السلع التموينية والحاجيات الضرورية التي اذلت أعناق الرجال . وهذا المعرض كيف يصله الناس ومواصلاتنا العامة صارت مضرب المثل في السوء والاستخفاف ومع ذلك اسعارها مرتفعة وتزيد تعرفتها مع فجر كل يوم جديد . وقالوا إن هنالك فعاليات ثقافية وأدبية مصاحبة لايام المعرض ونقول لهم الإنسان الجائع والمهموم والمضطهد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا لا يهتم بهذه الكماليات وهو مازال أسيرا للحد الأدنى من الضروريات . بلادنا لا تحتاج إلي مسارح ومكتبات ودور سينما ووزارة للثقافة ومنتديات علمية وأدبية بل تحتاج إلي تراكتورات وبذور محسنة وسواعد فتية لتصير بلادنا خضراء عامرة بالزرع والضرع وبعد أن نشبع يمكن أن نذهب للمعرض وتشتري الكتب لتقوي عقولنا بعد أن قويت بطوننا . حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي . الملازمين ام درمان . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.