التحية للثوار والثائرات، الذين خرجوا يوم أمس 2020/12/19، في الذكرى الثانية لثورة ديسمبر المجيدة في مسيرات حاشدة تباينت شعاراتها، بعضها طالب برحيل كل مؤسسات الفترة الإنتقالية، وبعضها الآخر طالب برحيل العسكر الملخطة أيديهم بدماء الأبرياء من الثوار والثائرات. هذه المواقف رغم تباينها، إلا إنها عكست طبيعة المرحلة، ودينامية التغيير، الذي لا يقبل بالسكون والجمود، بعد أن عاشت بلادنا ثلاثون عاما من حكم القهر والظلم والفساد والإستبداد السياسي، الذي مثله حكم الكيزان الذين حسبوا بلادنا في مغارات التاريخ المظلمة. خروج الشعب السوداني يوم أمس أكد أن جذوة الثورة والنضال ما زالت متقدة ولن تخمد، أو تقبل بأنصاف الحلول والتسويات الزائفة.! يوم أمس، حدد الشعب السوداني من هم أعدائه الحقيقيون الذين وقفوا حجر عثرة في طريق تحقيق حلمه في التحول الديمقراطي كامل الدسم، الذي ينهي تدخل العسكر ويضع حدا لتغولهم الذي ألحق الضرر البالغ بمسيرة الأمن والإستقرار والتنمية لعقود طويلة. خروج الشعب السوداني يوم أمس أرسل رسالة واضحة للعسكر ، لا لبس فيها. إن البداية الصحيحة لوضع حد لمعاناة الشعب السوداني، وتجلياتها التي إستمرت طويلا، يبدا بإبعادهم ولجم تطلعاتهم غير المشروعة ومن ثم حشد طاقات البلد وقدراتها، لصالح الشعب لتحسين مستوى حياته المعيشية والحصول على الخبز والدواء والوقود وهكذا تحسين بيئة التعليم الحكومي والخاص وتوفير فرص العمل للعاطلين عن العمل والخريجين، والإهتمام بالشباب الذين إنجزوا التغيير، بإستيعابهم في سوق العمل، وتشجيعهم على الإستثمار والإنتاج، لتحسين مستوى الدخل العام، لرفع قيمة العملة الوطنية، الأمر الذي لن يتحقق إلا بمزيد من العمل والإنتاج. إذن لتحقيق تطلعات الشعب السوداني في العيش الكريم، لابد من قيام دولة مدنية مكتملة الأركان على رأسها تشكيل المجلس التشريعي من الثوار والثائرات كي يراقب اداء الحكومة ويحاسبها، وبجانب تكوين قضاء مستقل للإسراع في محاكمة القتلة والمجرمين، وكل رموز الفساد الذين سرقوا أموال الشعب بلا وجه حق.! عندها ستخرج بلادنا من مغارات التاريخ المظلمة، وأوحال الفساد والإستبداد الذي يمثله العسكر. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.