التعدد Multiplicity مهلا يا صديقي ، فلست بقاصد ذااااك التعدد .. تلك قضية لست مؤهلا للخوض او الافتاء فيها and if you are not afraid for your life .. I am وانا ملتزم بقناعة السودانيين بان الخواف ربى عيالو ، وعيال الجيران كمان .. التعدد الذي اقصده يا صديقي هو "ازدواج او تعدد الشخصية" ، وقد كان يعرف في زمان سابق باسم "اضطراب تعدد الشخصية Multiple personality " ، ويعرف حاليا وفقا للدليل الاحصائي والتشخيصي الخامس للاضطرابات العقلية (DSM5, 2013) باسم اضطراب الشخصية او الهوية الانشقاقي او الانفصالي Dissociative Identity disorder . وقد بدأ اهتمام عامة الناس ؛ والمختصين على السواء ، بازدواج وتعدد الشخصية بعد ان نشر R. L. Stevenson روايته الشهيرة باسم Strange Case of of Dr. Jekyll and Mr. Hyde في العام 1886 والتي تصور الشخصية المزدوجة للعالم الطيب الودود د. جيكل ، والذي يتحول احيانا الى "ود الكلب" مستر هايد القاسي العنيف والمرعب. وازداد الاهتمام بصورة اوسع من قبل الاطباء العقليين وعلماء النفس وعامة الناس بالازدواج والتعدد بدءا من العام 1957 بعد ان نشر الطبيبان العقليان C.H. Thigpen و H. M. Cleckley كتابهما الشهير بعنوان The Three Faces of Eve والقائم على القصة الواقعية ل Christine Costner Sizemore والتي اظهرت عبر جلسات العلاج النفسي ثلاث شخصيات متناقضة هي Eve white الخجولة ومهزوزة الثقة بنفسها ، و Eve black ذات الخبث والعنف والذكاء ، و Jane المتزنة الوقورة ، وقد قامت هوليوود عام 1957 بانتاج واصدار فلم سينمائي شهير بذات عنوان الكتاب. وفي اعتقادي يا صديقي أن الاصل في الشخصية الانسانية هو التعدد .. فلكل شخص عدد من الشخصيات يقوم بابرازها وتوظيفها وفق الظروف والملابسات ؛ وبالتحايل على مقولة ان "لكل مقام مقال" ، وإلا فما رأيك في ذاك المدير الذي يشكل رعبا لموظفيه .. ما ان يحدر لاحدهم الا ويسقط كوب الشاى من يده مأسوف عليه ، بينما يشرق الذي بجواره بجقمة عصير الليمون البارد ، ولا ينقذه الا ام دلدوم جامد على ظهره .. ذات المدير يتحول امام المدام المرعبة الى نعامة ، بل حمامة ناعمة وديعة .. وماذا عن تلك الفتاة التي في اسرتها واهلها قمة في الهدوء والرزانة والحياء ، وبين صديقاتها جن احمر لا تجاريها احداهن في جرأتها وقوة عينها .. ودع هؤلاء جانبا .. ماذا عن السياسيون الذين طور كل منهم عددا من الشخصيات المتناقضة في إغلب الاحيان ، فيصرح احدهم على هذا المنبر بما يناقض تماما ما صرح به بالامس على ذاك المنبر .. والامثلة كثيرة و "متعددة" (وكلنا يعلم ان كثير من الاطفال يخترعون شخصيات وهمية لاصدقاء وهميين) .. وعمدا يا صديقي لن اسوقك الى موضوع التلبس الشيطاني ؛ حمانا الله ، او موضوع الظار/الزار الذي في حلبته ولحظات التفريغ الانفعالي والتحرر من الكبت تتخذ المرأة شخصية في الغالب مناقضة تماما لشخصيتها المعروفة لغالب الناس .. اذن .. هل اذا كان الاصل في الشخصية التعدد ، فهل كلنا مرضى ؟! الاجابة القطعية هي "لا" .. فكل ذلك يندرج تحت إطار ال "Normality" حيث تقع كل هذه الشخصيات ازدواجا او تعددا تحت سيطرة شخصية واحدة اساسية تدير هذه الشخصيات بمهارة ؛ واحيانا بهبل وعبط . وطيب ، ماذا عن الاضطراب هنا ؟ اضطراب الهوية الانشطاري او الانشقاقي او الانفصالي Dissociative identity disorder اضطراب نادر الحدوث على مستوى العالم ، حتى ان الغالبية العظمى من الاخصائيين العقليين والنفسيين قد مارسوا العلاج النفسي طوال حياتهم دون المرور بحالة حقيقية لازدواج او تعدد الشخصية ، ولكن الندرة بالطبع لا تنفي وجود الاضطراب. وتشمل الاعراض التشخيصية لهذا الاضطراب ؛ بصورة عامة ، ظهور او وجود شخصيتان او اكثر بصورة متمايزة مما يلغي او يؤثر سلبا على الاحساس بالذات ، مع تغيرات في المشاعر ومستوى الوعي والقدرات الادراكية والمعرفية والحسية ؛ وهذه الاعراض يلحظها الشخص على نفسه ويلاحظها الآخرون . ويصاحب هذه الاعراض تدهور واضح في الذاكرة والقدرة على استدعاء الاحداث اليومية. وفيما يتعلق بالاسباب ، فقد ارتبطت مسببات هذا الاضطراب في اذهان المعالجين النفسيين لفترة طويلة من الزمان بخبرات صادمة في مرحلة الطفولة Traumatic Experiences ، الا ان البحوث اللاحقة لم تثبت ذلك ، وتشير الى ان الاسباب الظاهرة تتمثل في الكبت Repression والضغط النفسي Stress ( يعني الدغوتات !! ) .. والله أعلم .. والآن يا صديقي .. انت انت ؟ واللا انت التانيين ؟! طيفور البيلي -- Dr. Tayfour S. Albeely عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.