سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
معركة دكتور عمر القراى مع علماء السلطان المتوجهين من دعارة دق الطبول وحرق البخور للسلطان الظالم، لتجارة التكفير بإسم الدين (1/3) .. بقلم: عبير المجمر (سويكت)
فذكر إنما انت مذكر لست عليهم بمصيطر، نعيد و نكرر لعل الذكرى تنفع المؤمنين ، فالسودان كغيره من البلاد pays en voie de développement يعاني مشاكل عدة ،لكن ما يميز السودان عن بقية بلدان العالم الثالث أنه يعاني من أمراض سرطانية متجذرة منها : العنصرية، إشكالية الهوية، و أخطرها "المتاجرة بالدين"، و في جانب آخر المفاهيم الخاطئة الموروثة و الخلط بين تعاليم الإسلام و الموروث التقليدي. نتوقف عند الجانب الأهم و هو المتاجرة بالدين من أجل غرض في النفس و الغرض مرض، و قد عانى السودان على مر السنين من أصحاب الرأي و الفكر الضعيف و الذين لا يجدون قبول و التفاف شعبي فليجأون للمتاجرة بإسم الدين لتحقيق أهدافهم و مصالحهم الشخصية، وتارة أخرى لغسل امخاخ الشباب بأفكار مضللة بإسم الإسلام ، والإسلام دين السلام و التسامح برئ منها. و تاريخ السودان شهد العديد من القضايا التاريخية الإنسانية التي زهقت و أعدمت فيها أرواح شخصيات أصحاب فكر اختلفنا أو أتفقنامعهم، والله هو من بيده ميزان العدالة، و هو وحده من له أحقية محاسبة عباده، و ليس كل من توهم أنه عالم دين أو شيخ او إمام جامع بدل من أن يعملوا على تعليم الأجيال تعاليم الإسلام السمحة، و نشر السلام و ثقافة التسامح و الحوار و تقبل الآخر يلقنوهم ترديد "القراى عدوالله"و هى بالتأكيد فئة محددة و ليس الجميع يعمل على بث روح الفتنة و الكراهية و الإرهاب تنفيذًا لأجندة مُغرضة،معتمدين خطاب مُضلل مُغرض لتهيج العواطف بالكذب و النفاق و عندها نستعجب من خلايا تنمو لتكوين دولة داعش و تدعو لزهق الأرواح و النفوس، و رفع رايات الجهاد الهجومي و ليس الدفاعي، فتصبح دعوة جهاد على كل من يحمل فكر مختلف عنهم، أو عنده فلسفة و رؤية مختلفة للحياة عنهم ، فقد سبق و رفعوا شعارات "أو ترق منهم دماء أو ترق منا دماء او ترق كل الدماء. علماء السلطان الذين شاركوا في فساد الدولة في الوقت الذي عم فيه الفقر و الجوع و تفشت فيه الأمراض و ظلم فيه المواطن شر ظلم، و سُلب أقل حقوقه بينما هم كانوا يمارسون دعارة دق الطبول و حرق البخور للسلطان الظالم، و اليوم عندما ضاقت بهم لقمة العيش، و خافوا أن تدور بهم الدوائر و يعيشوا نفس المأساة التي عاشها الشعب سنين عدة رجعوا لتجارتهم الفاسدة المتاجرة بإسم الدين. علماء السلطان هؤلاء هم بعيدين كل البعد عن العلم و المعرفة "يرفع الله الذين آمنوا منكم و الذين أوتوا العلم درجات"،"إن الله وملائكته و أهلالسموات والأرضين حتى النملة في جحرها و حتي الحوت في البحر يصلون على معلم الناس الخير"، قيل معلم الناس الخير و ليس معلمالناس الكره، و الداعي لقتل النفس بغير حق، و الداعي لبث ثقافة الكراهية، و نشر الفتن بين الناس، و الدعوة للإرهاب و تفجير النفس في سوريا و العراق، و بناء دولة الإرهاب و ليس دولة الإسلام،فالإسلام برئ من هذا الإرهاب و المتاجرة السياسية الرخيصة بإسم الدين. ما يفعله هؤلاء تسمى فرفرة مذبوح يخاف "الوسطية المعتدلة و الإصلاح " و يسميها "حداثة غربية و فسوق " ، يخاف "دولة القانون" وأحقاق الحق و يقول أنها "علمانية هدم الدين " . علماء السلطان تجار السياسة بإسم الدين أين هم من علماء الوسطية الصالحين؟؟؟ ، علماء الإسلام الإصلاحيون الوسطيون تبرأوا من أمثال هؤلاء و أسموهم علماء السلطان الذين لا يفرقون بين الدين و التين فقال المنفلوطي فيهم :(("فقلت في نفسي :ليت الفقهاء الذين ينفقون أعمارهم في الحيض و الإستحاضة، و المذي و الودي، و الحدث الأصغر و الحدث الأكبر، يعرفون من سر الدين و حكمته و الغرض الذي قام له، ما يعرف هؤلاء الذين لا يفهمون معني الجنة و النار، و لا يميزون بين الدين و التين") . مصطفى المنفلوطي أحد تلامزة الشيخ عبده، و هو أديب مصري عالمي ،و مناضل فكري وطني و سياسي، التقي بالشيخ عبده في الأزهرالشريف و صار من تلاميذه المعجبين به، و المتأثرين بفكره و فلسفته،ثم انصرف عن تعاليم الأزهر الشريف و ركز على دراسة تعاليم محمد عبده، و كان شديد الإهتمام و الإطلاع على الأدب الأوربي و الفرنسي بصورة خاصه، مما ساعده في تكوين ثقافة أوربية عالمية واسعة وأسلوباً أدبياً مختلف عن غيره، حتي أصبح أحد رواد النثر العربي الحديث. و فى نهاية روايته الشهيرة (مدينة السعادة) التي هي عبارة عن نقد اجتماعي و سياسي يصف تلك المدينة و سكانها قائلًا :(عجبت أن يكون مثل هذا الإيمان الخالص راسخا في نفوس أهل هذه المدينة، و لم يرسل إليها رسول و لم ينزل عليها كتاب)، و أهلها لا يعرفون الجنة و النارو لكنهم بلغوا مرحلة الموحدين الصادقين الذين يعبدون الله مخلصين له الدين لا يرجون ثوابا و لا يخافون عقاباً. فبدل من أن يقضي علماء السلطان وقتهم في تكفير الاخرين و مراقبة فريق الكرة النسائية تارةً و تارةً أخرى مطاردة مدير المركز القومى للمناهج لماذا لا يعملوا على محاربة التطرف و الإرهاب و العنف بنشر تعاليم التسامح و السلام ، و هكذا يؤكدوا لأمريكا و العالم من حولنا ان السودان لم يرفع فقط شكلياً من قائمة الدول الراعية للإرهاب بل هو بالفعل بلد التسامح و التعايش السلمي و يتبنى لغة الحوار مع الآخر المختلف ناهيك عن دكتور القراى ابن السودان. فنحن لا نسمعهم يتحدثون في منبارهم الدينية عن المواطن و تحسين عيشه، وعلاقاته الخارجية ، و بناء جسر تواصل ما بين الشرق و الغرب ولكن الحديث كله يدور حول المرأة عورة، و التكفير، و الزندقة، و المتاجرة الرخيصة بإسم الإسلام . لا حول و لا قوة الا بالله اللهم لا نسألك رد القضاء و لكن اللطف فيه. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.