ظلت شبكة الصحفيين السودانيين تراقب وتتابع بقلق بالغ، المحاولات الحثيثة والمساعي المتواترة من قبل قوى الردَّة ومراكز النظام القديم لتطويق مكتسبات ثورة ديسمبر، وإقصاء مكتسباتها إلى خارج فضاء التاريخ ومسار العدالة الإجتماعية وحقوق وتطلعات الشعب السوداني. وشبكة الصحفيين السودانيين إذ تستنكر بصوت جهير، التدخل السافر للمؤسسة العسكرية في العمل الإعلامي وتحديد وتقييد حركة الصحافيين والمراسلين؛ من خلال منع إدارة الاستخبارات العسكرية سفر عدد من الصحافيين والإعلاميين إلى دارفور، بذريعة تدهور أوضاع الإقليم الأمنية، هذه الخطوة الشائهة التي تكشف عن عمق أزمة الحكومة الإنتقالية، والمخاطر التي تستهدف ديباجة الحريات التي مهرها شعب السوداني بزكي دماء شهداءه، وتضحيات مجتمعه الصحفي الجسام على مدار عقود من البذل والتضحيات. وتعتبر الشبكة تدخل إدارة الاستخبارات –المخالف للوثيقة الدستورية- في الصحافة والاعلام، تطوراً خطيراً، وخطوة متقدمة ضمن مخطط إستهداف الحريات الصحفية وتجريف مساحاتها، وتعدٍّ جهول على حق المواطن الأصيل في تلق وتداول الأخبار والآراء،وذلك في ظل صمت مطبق لوزراة الثقافة والإعلام التي يقع تحت إدارتها الإعلام الخارجي، والتي نربأ بها أن توالي خلال الإنتقال (المفترض!) لعب ذات الدور التاريخي القديم، مخلباً صدئاً لجهاز الاستخبارات العسكرية في خاصرة وزارة الإعلام، طوال سنوات الإنقاذ، وعقبة كؤود أمام فضاءات الإعلام الحر، الرحبة. وتؤكد شبكة الصحفيين أن محاولة إرجاع الصحافة إلى حظيرة المؤسسة العسكرية/ الأمنية، هي ردَّة فصيحة في ظل ارتباك وميوعة المشهد السياسي والاقتصادي، ترمي لعسكرة الفضاء المدني العام وابتلاع كامل المشهد الإنتقالي، ووأداً لأول شعار هتفت به الثورة: (حرية).. وهيهات. صحافة حرة أو لا صحافة الخرطوم 26 يناير 2021