نعم انه " شعب من ذهب " رغم المحن والمكايد وعثرات سبل المعيشة في نهارات الصيف الملتهب وفسطاط الانتخابات السودانية أمراة في سن الكهولة بالكاد " تعدل " ثوب حشمتها لتكون في كامل استعداها لتدلوا بصوتها غير مكترسة بتلصص عدسات الكاميرات التي ستنقلها لكل بقاع العالم رغم ان ساقها علقت به " الكتاحة وتراب الارض " ونعالها الاسفنجي العتيق يكاد ينخلع قد تتعثر خطواتها لكنها ستمارس حقها رغم درجات الحرارة بمقاييس علماء الارصاد وصلت ل 45 درجة وبالصخب السياسي عالي الوطيس فاق كل المقاييس طعنا في نزاهة الانتخابات حتى قبل ان تقوم قيامتها تراصص زعماء احزابنا " وبناتهن المفوهات " وتحت نفس العدسات وقبل ان يقدمن انجازاتهن الحزبية اطلقن حمم من نار التهم أما " بلال وفيصل واشعث وأغبر ومريم " فقد افرغوا محصولهم اللغوي وكالوا الكيل لهذه الانتخابات " المصنوعة تكتيكا والمضروبة فنيا " والتي اثبتت للعالم ان المواطن السوداني ينتمي لفصيلة الذهب ذلك المعدن الذي كلما ضرب زاد لمعانه " اليس حب الوطن ايمان " . هل يأتي لحكم هذا الشعب " رجل من ذهب " ومن نفس ملته التي تدين بالامانة والصلاح وعفت اليد والزهد في رحيق الدنيا .. هل تعي الاحزاب السودانية ان الشعوب الحرة تعشق الاوطان ولا تبيعها وسيحسم نتائج الاقتراع حتى ولو وفرت له قوت يومه وصحته وتعليم ابناءه وامنه .. وانه وبكل هذا الرهق الذي جاء بتلك العجوز واخواتها يعي حقوقه ويستحق ريس يجلس في قاعات القصر الابيض المحاط بازهار النرجس والياسمين وفوهات البنادق وحراس السلطان ليطل بين الفينة والاخرى على همومه ويلمس اوجاعه ولا يبيع ارضه.. ان من يجلس في تلك القاعات ليحكم السودان لابد ان يكون جديرا بهذا الشعب الذي اثبت للعالم انه شعب من ذهب نعم انه يقتات قوت يومه بيومه .. انه بالكاد يفك طلاسيم حروف الهجاء لكنه يعرف حقوقه ويحدد طموحاته .. ان التجارب صقلته والمحن قوة عوده انه فقد شهيته وانجذابه نحو الطائفية والعقائدية وحزبية البيت " وآل البيت ونسوانه " والسلطان الذي يأتي على ظهر حصان ابيض ملتف حوله دراويش بدون نعال ولا اثواب مطرزة كالتي تلبسها " الحبيبة مريم " . ان من يحكم " شعب من ذهب " لابد ان يعي تماما ان التدافع للصناديق التي تقول نعم " للصادق الامين " لها مستحقات وتستحق حاكم ينفض الغبار واوجاع السنين عن كاهل تلك المرأة ومثالاتها في معسكرات اللجوء بدارفور لتقفل وللمدافع لتسكت وللارض لتتعمر وبغابات الجنوب الغنية بكل ما تنبت الارض ولكنها ما زالت بور تشكوا سنوات حرق الارض العجاف لتثمر ليلتحم السودان واحدا موحدا .. حاكم مقدام ينقل مدن السودان وريفه والمضمورة في تراب ارضه الخيرات والتي ما انفك الناس يتغنون بانها " سلة غذاء العالم " لمصاف دولة الحق والقانون والرخاء .. بشراك أيها الريس إن حفظت العهد ونفذت الوعد بحياة كريمة لشباب اعزل من السلاح لكنه يمتلك عزيمة لا تفلها الحديد .. انه يبحث عن وظيفة يعيل بريعها اسرته وليكمل نصف دينه ويحرث ارضه ويزرعها. " بشراك يا ريس " ان حكمت شعبا من وسط المتناقضات التي تحاك ضد السودان " ليكون او لا يكون وانتخابات تقام او لا تقام " قال قولته وادلا بصوته إن الحقيقة التي ستدحض كل الافتراءات والشكوك في نزاهة الانتخابات لن تستطيع ان تقول ان تلك " المرأة الاشعث الاغبر كأحلها ونصف ثوبها يتدلى " وأكفها ترتجف بما افسده الدهر " جوعا او مرضا " جاءت لمراكز الاقتراع في ذلك النهار الصيفي بقوة التهديد او بترغيب ووعيد لمن لا يحفظ العهد . ان النجاح الحقيقي واللاعب الاساسي والذي سيحسم لعبة فسطاط الانتخابات هو ذلك " المواطن الذهب " الذي قام بواجبه وسيطالب بحقوقه ومن يحكمه لابد ان يكون ريس ملتحما بحاجة مواطنيه من كهرباء وماء وتعليم وصحة وايضا رفاهية وامن وسلام .. فبشراك يا ريس ان نقلت المدينة للريف وأجلست طلبة العلم في عقر دارهم بدلا من النزوح للعاصمة والتي تختنق وان فتحت المشافي والشفخانات وان شققت الترع وميكنت الزراعة وان قطعت أيادي من يلعبون بقوت الشعب وباحلامه واوقفت هدير الفساد الذي اذكم الانوف وحسمت سلام دارفور وتنيمته وألحتمت اجزاء السودان جنوبه وشماله في جسد واحد . ان ثورة الاتصالات نجحت في نقل نبض الانتخابات ولن تستطيع أعين وعدسات افواج المراقبين الدوليين والاقليميين على تزوير حقيقة ان للمواطن قامته من ذهب .. فهل يطمح هذا " المواطن الذهب " ان تحكمه حكومة " عقول مفكرة لا تبيع الحديث ولا تخون العهد " ذلك لان تلك المراة التي جاءت لتقول قولتها عبر صناديق الاقتراع هي من ذهب لا يصدأ ولن تنام بعد اليوم لحراسة هذا النجاح حتى ولو كان ناقصا فنيا او اداريا .. عواطف عبداللطيف اعلامية مقيمة بقطر