لن أرجع للحزب حتي يتبين الخيط الأبيض من الأزرق وحتي نميز الكلب من البعشوم و أنا حزب أمة من منازلهم وأنا في منزلة بين المنزلتين..القائل عبد الرسول النور إسماعيل القيادي السابق بحزب الأمة والذي إرتبط في أذهان الناس بهيئة شئون الأنصار وحزب الأمة والإمام الصادق وقبيلة المسيرية هجر أجهزة الحزب في أعقاب المذكرة الأربعينية والصراع الذي نشب داخل أجهزة الحزب وإنتهي بخروج مبارك الفاضل ومجموعته ووقف عبد الرسول النور في الحياد بين الصادق ومبارك رغم أنه كان متفقا في الرأي مع مبارك الفاضل في المشاركة في السلطة وقال قولته المشهورة (طلقنا التجمع ولم نتزوج الإنقاذ).فيمايلي محاولة لتقديم صورة من قريب لشخصية عبد الرسول النور وتتبع مسيرته من بادية المسيرية ومدرسة خور طقت الثانوية وجامعة الخرطوم وأحداث 1976 ومعتقلات مايو وحراسات الإنقاذ ومقررات أسمرا وتهتدون وغيرها وصولا إلي المنزلة بين المنزلتين. هو عبد الرسول النور إسماعيل سليمان ليل من مواليد بادية المجلد في يوليو 1950 م درس المرحلة الأولية بمدرسةالمجلد الشرقية والوسطي برجل الفولة والثانوي بخور طقت ثم كلية الأداب جامعةالخرطوم. في المرحلة الثانوية زامل الدكتور بشير عمر الإقتصادي المعروف والقيادي بحزب الأمة وفي جامعة الخرطوم الراحل الخاتم عدلان وعلي كرتي وبشير ادم رحمة,إنتظم في صفوف حزب الأمة في العام 1966م، رئيس الجبهة الوطنية بجامعة الخرطوم1973-1976م وأعتقل عدة مرات في عهد مايو وقدم لمحاكمة عسكرية بسلاح الموسيقي حكمت عليه بالإعدام وخفف الحكم إلي السجن المؤبد بسجني كوبر والدويم وأعتقل بعد قوانين سبتمبر 1983م لمدة خمسةعشر شهرا بسجن الأبيض. وزير الصناعة عام 1987م وحاكم كردفان في العام 1988م وأعتقل عدة مرات في عهد الإنقاذ واخر منصب في أجهزة حزب الأمة كان رئيسا لقطاع الجنوب بالحزب. سألت عبد الرسول النورإلي متي تبقي في هذه المنطقة الرمادية وهل أدمنت الحلول الساهلة؟رد بسرعة لست من أصحاب الوجاهات صحيح طاب لي المقام في هذه المنزلة بين المنزلتين ولكن قطعا هناك أسباب عديدة تحول دون عودتي لحزب الأمة و الخلاف في حزب الأمة ليس فكرياُ أو عقائدياً بل هو حول تحديد الرؤية السياسية للحزب هل هو معارض أم موالي ، ومصالح أم متراضي والخلاف إشتد داخل أجهزة الحزب بسبب بروز مراكز القوي الضاغطة وقوي الإبتزاز الأسري والقبلي والجهوي( وقلنا هذا الوضع لايليق بنا) . يقول عنه القيادي السابق بحزب الامة محمد ساتي هو رجل إجتمعت فيه كثير من الصفات التي قلما تجدها في شخص واحد وهو أحد أبطال يوليو 1976م وكاتم اسرارها ولا أحد مثله يعلم خباياها وأسرارها وهو من إستقبل محمد نور سعد وهو من دبر مخابئه حتي ساعة الصفر. ويسلط عبد الرسول النور الضوء علي بعض جوانب شخصيته:في أوائل أغسطس 1997 خرجت من الوطن العزيز لأول مرة منذ الثلاثين من يونيو 1989 طلبا للعلاج من الام المفاصل المبرحة والتي ألمت بي وأنا أتنقل بين السجون والمعتقلات وزنازين الحبس المنفرد وبيوت الأشباح كما يتنقل الأثرياء الجدد ومستجدي النعمة بين الغرف والصوالين في قصورهم...فقد تنقلت بين سجون الأبيض وكوبر وكسلا ومعتقلات جبل أولياء وأستقر بي المقام عدة مرات في قلب الخرطوم علي سطح تلك العمارة الشاهقة!! هوأستاذي وتعلمت منه الكثير وحزين جدا لموقفه من أجهزة الحزب هكذا تحدث عنه محمد زكي مدير المكتب الخاص للإمام الصادق المهدي ويضيف محمد زكي انا مدين له بالفضل في كثير من المواقف ورغم خروجه من الحزب لم ينقطع التواصل بيننا وأنا من أكثر الناس حزنا علي وقوفه بعيدا عن حزب الأمة ولكن قطعا هو له تقديرات وأسباب لهذا الموقف تجد منا كل إحترام وتقدير. عندما طلبت من القيادي بحزب الأمةو رئيس المكتب السياسي السابق مولانا حامد محمد حامد الحديث عن عبد الرسول النور رد بحدة:(ماداير أي كلام عنه الزول دا شتمنا بألفاظ ماكويسة) ولكن عبد الرسول النور ينفي ماورد علي لسان مولانا حامد ويقول هناك من تعمد تحريف حديثي لإحدي الصحف أنا قلت لن أرجع إلا بعد التفريق بين الكلب والبعشوم ولم أقصد التقليل من أي قيادي في الحزب. يقول الكاتب الصحفي والقيادي بحزب الأمة صديق حماد الأنصاري عبد الرسول النور له مواقف مشهودة ومعلومة، بعد عودة حزب الأمة عقب إتفاقية جيبوتي كانت هناك العديد من الخيارات أمام الحزب منها الدخول في مؤسسات النظام والعمل علي إسقاطها من الداخل والخيار الاخر مواصلة المقاومة عبر الجهاد المدني وقد حاول البعض الإصطياد في الماء العكر والإنتقاص من جهد ونضالات هذا الرجل العظيم وهو أنصاري قح ومناضل لايشق له غبار. وهناك من يعتقد أن الرجل تراجع عن خط الحزب وإبتعد عن أشواق الحركة الأنصارية ودخل في عالم المال عبر شركة البحر الأحمر وغيرها من الأعمال مع توظيف قضية المسيرية لخدمة مصالحه الشخصية ولكنه نفي هذه الإتهامات جملة وتفصيلا وقال لا املك المال وأنا مجرد موظف في شركة ولن إستثمر قضية أهلي المسيرية وهذا الإتهام غريب ومريب!!كثيرون يعتقدون أن موقفه من قضية أبيي موالي للمؤتمر الوطني وكان دينق ألور قد وجه له إتهامات صريحة وقال في تصريحات صحفية سابقة:(عبد الرسول النور يعيش ويلعب في الزمن الضائع ويعتقد أنه وصي علي فئات أخري من المجتمع بخلاف المسيرية وهذا لن يحدث لأن زمن الهيمنة إنتهي ولايمكن لعبد الرسول النور أو غيره أن يتعالي علي الدستور والقانون) يرجع عبد الرسول النور ويشرح بعض الجوانب المتعلقة بأسباب خروجه من الحزب كل ماحث من صراع أكد لي صحة موقفي وحزب الأمة جاذب فكريا وتاريخيا وطارد تنظيميا ، دخلت الحزب إعجابا بشخصية الصادق المهدي وخرجت منه لهيمنة القبلية والجهوية وغياب الروح والرؤية وعند الصراع بين مبارك والصادق كنت في الحياد كل أفكار وأراء مبارك كانت مقنعة لي إلا الخروج علي الحزب وشق الصف الأنصاري وانا مثل الصحابي الذي قال الصلاة خلف علي أقوم والعشاء مع معاوية أدسم والجلوس في هذا الكوم أسلم ولذلك طاب لي المقام في هذه المنزلة لن أقف ضد الصادق ولن أتحدث عنه بسوء وفي فمي ماء وهل ينطق من في فيه ماء؟! يضيف محمد ساتي بعد خروج مبارك الفاضل إختار عبد الرسول النور منزلة بين المنزلتين وجلب عليه الموقف سخط الفريقين وجعله عرضة لسهام عديدة من الفريقين عموما هو رجل له قراءات سياسية عميقة ومعتد برأيه ومعتز بنفسه وفي نظر البعض مثل زرقاء اليمامة لأنه نظر المشاكل قبل الأخرين. ويؤخذ عليه صمته طيلة الفترة الطويلة الماضية علي التجاوزات العديدة التي كانت تحدث تحت سمعه وبصره هو الملازم لرئيس الحزب كظله طيلة 40 عاما ويقول قيادي بحزب الأمة فضل عدم ذكر إسمه كل يرفضه عبد الرسول النور اليوم كان يمارسه بالأمس عندما كان اليد اليمني للصادق المهدي وقفز بالزانة بسبب قربه من الصادق وعليه أن يتحمل تبعات ماصنعه بالأمس.