لا تختلف حكومة حمدوك الجديدة عن الحكومة الانتقالية الأولى ( حكومة الثورة ) التي شكلها في الخامس من سبتمبر 2019م الا قليلا...! تشارك الجبهة الثورية الحكومة الانتقالية الجديدة بنسبة تقارب الربع في المئة كما ورد في وسائط الأعلام , جاءت حكومة حمدوك الثانية في ظروف استثنائية بالغ التعقيد. اختلفت الأوضاع والأجواء السياسية التي ولدت فيها حكومة حمدوك الثانية عن الأوضاع والظروف والأجواء السياسية التي تشكلت فيها الحكومة الانتقالية الأولى..! ولا الآمال آمال ولا والأوضاع أوضاع ولا الآذان آذان كما ترون..! جرت كثير من المياه تحت الجسر منذ ان تشكلت الحكومة الأولي ..! رأينا وسمعنا الكثير المثير , سمعنا جعجعة ولا رأينا طحناً ..!! تنفجر الثورات في لحظات العشم , وتمر بمنعطفات العتم, والناس مترددون ومذبذبون , بين متفائل ومتشائم لحد الندم ..! وعجلة الزمان تسير الى مستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم .. الاقتصاد او الأوضاع الاقتصادية قصم ظهر المواطن , والسوق يأكل رواتب وأجور الموظفين كما تأكل النار الهشيم ..والناس صرعى لا تجد ما تأكل أو ترعى ..يا للهول..! فيسأل الناس : ألهذا ثار الشعب ضد النظام البائد ..!؟ يبدو ان لا شيء له قيمة في السوق الا الدولار .!تطبع العملة السودانية تباع وتشترى مثل الورق ..!بل تأتي الرزم وطرود العملة السودانية من دول الجوار مثل البضاعة ..!والدولة تندفع بقوة نحو الإفلاس . في اللقاء الصحفي بعيد اعلان الحكومة الجديدة استقبل الإعلاميون والصحفيون بسمات رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك بفتور ملفت للنظر , وكذا الوعود والبشريات ..! قد ألفوا مثل هذا من قبل وشربوا من هذا السراب مرات ومرات , تفاءلوا اخيراً تجدوه ..! ولكن د. عبد الله حمدوك رجل كثير الفأل بالخير لحد الاتكال الابتذال ..!. يقولون إذا اردت ان تنال شيئا لم تملكه من قبل عليك ان تفعل شيئا لم تفعله من قبل ابداَ..! واذا كنت تفعل أو تعمل ما تفعله كل يوم تحصل على النتيجة التي تحصل عليه كل يوم تقريباً. لكي يحصل اختراق حقيقي للأوضاع في السودان يجب على الحكومة الانتقالية الجديدة ان تفعل شيئاً لم تفله الحكومة السابقة ..!لم تتغير نتيجة اللعبة بتغير قطع الشطرنج فقط بل يجب تغيير قواعد اللعبة وان تضع خطة جديدة تنقذ البلاد والعباد من دوامة الدوار . الثورة التي تعجز عن تغيير مفاهيم الثقافية التي اقعدت وكبلت الأمة عن النهوض التطور عبر الحقب لن تكون اكثر من مظاهرة عبثية وتسكع مبتذل . لا يكفي ان نثور فقط بل يجب ان نصنع الأنسان الذي يحمي الثورة . حامد جربو عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.