* بعد عامين من سقوط نظام البشير المنحل، لم تعد قوى الحرية والتغيير هي نفس قوى الحرية والتغيير التي كان عليها (الرَكَّة) لأخذ البلد إلى بر الأمان والازدهار، فقد وهنت قواها واضمحلت حريتها وتقزّم نشاطها، وهي في حالة كساح دائم.. تمشي ولكن لا تمشي.. حيث بعُد عنها التغيير المنشود فراسخ وفراسخ بعد أن هجرت الصقور الجارحة ساحاتها، وبنت خشاش الطير أعشاشها فوق أغصانها الجافة.. * أما الوثيقة الدستورية فهي الأخرى ليست هي الوثيقة الدستورية التي كان الغرض من رسمها أن تكون المدنية هي الموجه المتلازم للسلطة القائدة للسودان، ولكن شاءت خشاش طيور المسيطرة على قحت أن تسلم الدولة للعسكر، فجرَّحوها وقّطعوها وأحدثوا فيها ما أحدثوا من (تلتيق) وترقيع أحالها إلى وثيقة تنفر منها الوثيقة الدستورية الأصلية.. وتهرب منها مبادئ وأهداف ثورة ديسمبر المجيدة! وذهب هتاف " مدنياووو" مع رياح عدم التغيير في الاتجاه المعاكس للتغيير تماماً، تدفعه جماعة الهبوط الناعم التي ما برحت تضرب الثورة ضربات متتالية تحت الحزام.. * وتتخاطفني أمثال شعبية كثيرة الآن لوصف الحالة المزرية التي نعيشها في الدولة السودانية المأزومة.. فيطل (شريط) المثل القائل "بلداً ما فيها تمساح يقدل فيها الورل".. ثم يطِّل (شريط) رصيفه ذاك القائل "غاب أب شنب.. لعب أب ضنب!"؟.. * وسوف يلعب (أب ضنب) لعبة الكراسي والمحاصصات مرة أخرى في الأيام القليلة القادمة.. ويستمر في اللعب كثيراً إلى ما لا نهاية! * وفي الأفق ملامح تحجيم عدد المنتسبين للجان المقاومة إلى أقصى حد، عند تعيين أعضاء المجلس التشريعي الجديد بمحاصصات جديدة، وذلك بهدف كتم صوت الثورة المجيدة في ذلك المجلس واعلاء صوت الثورة المرتدة عبر جماعة الهبوط الناعم.. * هذا ما يخططون له، خلُّوا بالكم! ___________________ قصيدة أعجبتني، وهي تعبر عن الحالة المعاشة الآن:- يا بلادي .. يا قميصاً قُدّ من كلِّ اتجاهٍ غير مرّة وخيوطاً بين أيدينا وإبرة ضلّتِ الإبرةُ ظلّت في صعودٍ وهبوطٍ دون أن ترتق جُرحاً فلقد فات على الحائكِ أن يعقدَ في البدءِ الخيوط وعلي حدّ الرهق جسدُ الإبرةِ بالخيطِ انزلق وتلاشى في متاهاتِ الخطوط وافترقنا وانزلقنا عند قعرِ الجبِّ من ثٓمّ أفِقنا وطردنا كل خوفٍ وقنوط ليس بعد القاعِ من شيءٍ لكي نخشى السقوط شعر:- محي الدين الفاتح عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.