اعتبر رئيس مجلس الوزراء د عبد الله حمدوك أن شعار الثورة "حرية ، سلام ، عدالة" بمثابة البوصلة التي تقود الانتقال الديمقراطي الذي وصفه بالمعقد المليء بالتحديات والمطبات. وقدم حمدوك لدى زيارته امس مقر جهاز المخابرات العامة وتقديمه تنويراً لقادة ضباط الجهاز من رتبتي اللواء والعميد حول أولويات حكومة سلام السودان ومختلف قضايا الانتقال الديموقراطي، بحضور وزير شؤون مجلس الوزراء المهندس خالد عمر يوسف ومدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول ركن جمال عبد المجيد. وقال رئيس الوزراء أن النموذج السوداني القائم على الشراكة بين المدنيين والعسكريين وقطاعات مهمة جداً من قوى شعبنا الحية نموذج يقوم على تفاهم ورؤية واضحة لتجنيب البلاد شرور الانزلاق لمآلات دول قريبة وبعيدة منا وأضاف في هذا الصدد" اعتقد جازما بأننا محصنين تجاه ذلك " مستدلاً على ذلك بالانتقالات العديدة التي شهدها السودان موضحاً أن الانتقال للاستقلال تم بإجماع فريد من السودانيين بجانب انتقال اكتوبر وأبريل وديسمبر. وأقر رئيس مجلس الوزراء أن الانتقال هذه المرة معقد وصعب وبه الكثير من القضايا موضحاً أن البلاد تشهد الآن الانتقال من الحرب للسلام ومن الشمولية للديمقراطية ومن التشظي والإحتراب والانقسامات الإثنية والجهوية والقبلية للوطن الواحد مؤكداً عزم الحكومة على معالجة التحدي وتحسين الوضع المعيشي. وأكد د. حمدوك أن حكومة الثورة الثانية التي تم تشكيلها مؤخراً جاءت استجابة لاستحقاقات سلام السودان وتمثل قطاعات واسعة من الشعب السوداني لأول مره في تاريخ البلاد، مبيناً أن الحكومة توافقت على خمس أولويات تمثلت في الاقتصاد والسلام وإصلاح الأجهزة الأمنية فضلاً عن العلاقات الخارجية وقضايا الانتقال وكشف رئيس الوزراء أن إصلاح الأجهزة الأمنية يشمل القوات المسلحة بكل فصائلها وجهاز المخابرات العامة والشرطة، وأكد د. حمدوك على أهمية الدور الكبير للأجهزة الأمنية في ظل الأنظمة الديمقراطية واضاف "دور الأجهزة الأمنية في ظل الأنظمة الديمقراطية دور مهم وكبير وكل المجتمع يحتاجه". وأكد رئيس الوزراء على أهمية دور جهاز المخابرات العامة في تحقيق الأمن بمفهومه الشامل وأضاف قائلاً "ما في بلد ممكن يستقر ويمشي لي قدام بدون ما يكون لديه جهاز مخابرات فاعل محترف وبه كفاءات عالية جداً".