كانت حنتوب مدرسة قومية بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى ... جاءنا من ارض المسيرية الطالب اسماعيل هنوه هناي وكان رياضيا من طراز رفيع يتميز بقوة بدنية هائلة أهلته لأن يحرس عرين المنتخب الأول لكرة القدم في داخلية أبو عنجة ... أذكر علي أيامنا كانت المدرسة تضم إثنين من أبناء الإقليم الجنوبي أحدهما يدعي بيتر ... كان مندمجا في مجتمعه الجديد بحنتوب مشاركا بقوة في كافة ضروب الرياضة وكان بشوشا لا تفارق الإبتسامة وجهه ... أما الطالب الجنوبي الآخر فقد كان يتميز بقامة فارعة ولكنه لا يشارك في أي رياضة حتي كرة السلة كما أنه كان منطويا علي نفسه وقد لاحظنا أنه يرتدي ساعته في يده اليمني . وجاء لحنتوب من حي العباسية بام درمان طالب اسمه عوض كان بطلا في سباق ال 100 ياردة يساعده في ذلك جسد نحيل متماسك ... كان أنيقا في ملبسه وفي لونه الابنوسي مثل الامريكان من أصل أفريقي وكان كثير الافتتان بأغاني بوب مارلي ويبدو أنه من القلائل الذين يتعاطون هذا الفن في بيئة حنتوب الريفية التي تميل إلي أغاني التراث خاصة الحماسة التي كان بطلها الطالب العوض أحمد عبدالله من أبناء ود الماجدي ... كان العوض ( يرحمه الله تعالى ) ) زراعياً عمل في المشاريع الزراعية ثم زهد فيها فاشتري لوريا عمل فيه بنفسه إلي أن وافته المنية ( تغشاه الرحمة والمغفرة ) . كانت حنتوب بوتقة انصهر فيها الطلاب القادمون من أركان السودان الأربعة فقد حل بها القدال من كسلا وبيتر من الجنوب غير أبناء الشمالية من شايقية ودناقلة وجعليين ومن الغرب الكبير كان هناك حضور في حنتوب . نواصل . حمد النيل فضل المولى عبد الرحمن قرشي . خريج حنتوب 1968 . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.